النووي المتصدع

الحدث الخميس ١٧/مايو/٢٠١٨ ١٢:٤١ م
النووي  المتصدع

طهران - برلين - عواصم - وكالات

تتوالى التصريحات الصادرة من طهران والعواصم الأوروبية وكذلك من واشنطن عقب قرار الأخيرة انسحابها من الاتفاق النووي مما أدى إلى تداعيات سياسية وما زالت أوروبا وطهران تسعيان إلى منع تصدع الاتفاق أو انهياره. ففي أحدث تصريح من طهران قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الأربعاء إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقع أن تنسحب إيران من الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة.
وأضاف أن الجمهورية الإسلامية رفضت أن تنساق وراء هذا المخطط بسعيها لإنقاذ الاتفاق مع الأطراف التي ما تزال ملتزمة به.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن روحاني قوله "ألقى ترامب ورقته الأولى لكنه أخطأ حساب خطوته الثانية... لأن إيران لم تنساق وراء هذا المخطط".
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن إيران لن تستسلم للضغوط الأمريكية بعد يوم من فرض واشنطن عقوبات جديدة على طهران بعد
انسحابها من الاتفاق النووي الذي أبرم العام 2015. ونسبت وكالة الطلبة للأنباء إلى روحاني قوله "يعتقدون أنهم يستطيعون أن يحملوا الأمة الإيرانية على الاستسلام بالضغط على إيران بالعقوبات بل وبالتهديد بالحرب... الأمة الإيرانية ستقاوم المخططات الأمريكية".
فيما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن أفضل طريقة للتعامل مع المخاوف الدولية إزاء دور إيران في المنطقة وبرنامجها للصواريخ البالستية هي البقاء في إطار الاتفاق النووي مع طهران حتى بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.
وتابعت ميركل لنواب في المجلس الأدنى من البرلمان الألماني أمس الأربعاء "السؤال هو ما إذا كان بالإمكان إجراء محادثات بشكل أفضل في حالة إنهاء الاتفاق أم بالبقاء فيه... نقول يمكن الحديث بشكل أفضل في حالة البقاء فيه".
وأضافت ميركل إن العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة ينبغي أن تصمد في وجه خلافات مثل النزاع الدبلوماسي بشأن برنامج إيران النووي.
وقالت ميركل للمشرعين "رغم كل الخلافات بيننا هذه الأيام ما تزال العلاقات عبر الأطلسي مهمة".
وأضافت: "لكن هذه العلاقات عبر الأطلسي ينبغي أن تصمد أمام الاختلاف في الرأي ولا سيما مثلما نشهد هذه الأيام في ظل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران".
وأوضحت إيران أن العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن عليها محاولة لعرقلة مساعي الدول التي ما تزال في الاتفاق النووي المبرم العام 2015 لإنقاذه بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية أمس الأول الثلاثاء عقوبات على محافظ البنك المركزي الإيراني وثلاثة أفراد آخرين وبنك مقره العراق بعد أسبوع من انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق الذي أبرمته إيران مع قوى عالمية بهدف الحد من برنامجها النووي.
ووصفت إيران العقوبات بأنها غير مشروعة وحذّرت من أنه إذا فشلت المحادثات لإنقاذ الاتفاق فإنها ستطور برنامجها النووي إلى مستوى أكثر تقدما من ذي قبل.
ونسبت وكالة أنباء فارس إلى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله: "بمثل هذه الإجراءات التدميرية تحاول الحكومة الأمريكية التأثير على إرادة باقي الموقعين على خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) وقرارهم".
واجتمع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بروكسل أمس الأول الثلاثاء لبحث كيفية إنقاذ الاتفاق النووي دون الولايات المتحدة لكنهم بدوا تحت ضغوط كبيرة لتحديد كيف ستواصل شركات بلدانهم العمل مع إيران بمجرد أن تعيد واشنطن فرض العقوبات.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الاجتماع بداية جيدة لكنه يريد ضمانات ملموسة.
وعهد الأوروبيون والإيرانيون إلى خبراء بمهمة التوصل لإجراءات سريعا وسيجتمعون مجددا في فيينا الأسبوع المقبل.
فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن الولايات المتحدة تضغط بشدة على المشاركين الآخرين في الصفقة النووية مع إيران.
وأشار لافروف إلى أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا "أكدت على التزامها بالاتفاق" بعد انسحاب الولايات المتحدة.
وأضاف لافروف أن موسكو تعتقد أن الولايات المتحدة ستضغط وبدأت بالضغط الجدي على هذه الدول.
ولفت الانتباه إلى أن الولايات المتحدة بدأت بلغة الإنذار حول الحاجة إلى وقف التجارة مع إيران، بما في ذلك توريد منتجات معيّنة وشراء النفط الإيراني، وتسمي المدة -60 يوما أو 90 يوما.
وفرضت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء عقوبات على محافظ البنك المركزي الإيراني ولي الله سيف وعلى مصرف البلاد الإسلامي الذي مقره العراق "لتحويلهما ملايين الدولارات" للحرس الثوري الإيراني مع سعي واشنطن لوقف تمويل ما تصفه بأنشطة إيران "الخبيثة" في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين إن سيف حوَّل سرا ملايين الدولارات نيابة عن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من خلال مصرف البلاد "لتعزيز أجندة حزب الله التي تتسم بالعنف والتطرف". وأضاف أن الخطوة توقف استخدام إيران لشبكة مصرفية شديدة الأهمية.
وقال منوتشين في بيان "من الأمور المروّعة ولكن غير المفاجئة تآمر أرفع مسؤول مصرفي إيراني مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لتسهيل تمويل جماعات "إرهابية" مثل "حزب الله" على حد تعبيره، وذلك يقوّض أي مصداقية قد يدّعيها في حماية نزاهة هذه المؤسسة كمحافظ لبنك مركزي".
ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في حديث في بروكسل العقوبات على محافظ البنك المركزي بأنها غير قانونية.
وأدرجت أيضا الخزانة الأمريكية علي ترزالي مساعد مدير الإدارة الدولية بالبنك المركزي الإيراني وآراس حبيب رئيس مصرف البلاد الإسلامي ضمن القائمة السوداء.
وقالت الوزارة إن العقوبات ضد سيف وترزالي لن تؤثر بشكل فوري على تعاملات البنك المركزي. لكنها أضافت أن العقوبات التي يجري إعادة فرضها بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق إيران النووي ستؤثر على تعاملات معيّنة للبنك المركزي بالدولار الأمريكي ابتداءً من السابع من أغسطس 2018.
فيما ذكرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع تقديم ضمانات قانونية واقتصادية لإيران لكنه جاد بشأن البحث عن سبيل لمواصلة الاستثمارات وسيطرح إجراءات في هذا الصدد في الأسابيع القليلة المقبلة.
وعقب اجتماع بين وزراء خارجية إيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، قالت موجيريني إن المسؤولين المشاركين في الاجتماع كلفوا خبراء بحماية الأعمال الأوروبية في إيران. وسيعقد اجتماع في فيينا الأسبوع المقبل على مستوى نواب وزراء الخارجية.
وأضافت: "نحن نعمل على إيجاد حل عملي... نحن نتحدث عن حلول للحفاظ على الاتفاق". وقالت إن تلك الإجراءات ستسعى للسماح لإيران بمواصلة تصدير النفط وللبنوك الأوروبية بالعمل في إيران.