الإرهابيون يندحرون

الحدث الثلاثاء ٢٢/مايو/٢٠١٨ ٠٣:١٨ ص
الإرهابيون يندحرون

موسكو - دمشق - طهران - وكالات

قال التلفزيون السوري الحكومي إن الجيش السوري استأنف هجوما على مقاتلي تنظيم داعش في جنوب دمشق أمس الاثنين بعد توقف إطلاق النار لفترة قصيرة لتمكين النساء والأطفال وكبار السن من مغادرة المنطقة.

ويخوض الجيش السوري وحلفاؤه معارك منذ أسابيع لانتزاع الجيب الصغير الخاضع للتنظيم والذي يعدّ آخر منطقة لا تسيطر عليها الحكومة في العاصمة أو حولها.
وبث التلفزيون الحكومي لقطات مصوّرة تظهر المنطقة المدمّرة وقال إن ضربات جوية تستهدف آخر فلول «الإرهابيين» في المنطقة بعد أن ذكر في وقت سابق أن وقفا مؤقتا لإطلاق النار لأسباب إنسانية دخل حيّز التنفيذ مساء أمس الأول الأحد.
وتظهر اللقطات جنودا يرفعون أياديهم بعلامات النصر ويلوحون بأسلحتهم وبعلم سوريا وسط أنقاض المدينة المدمّرة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأول الأحد إن المقاتلين شرعوا في مغادرة المنطقة متجهين إلى أراض يسيطر عليها التنظيم المتشدد في شرق سوريا بموجب اتفاق استسلام لكن وسائل الإعلام الحكومية قالت إن القتال مستمر.
وقال المرصد، ومقره بريطانيا، في وقت مبكر من صباح أمس الأول إن الحافلات بدأت بالفعل في مغادرة جنوب دمشق متجهة إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش في شرق سوريا.
ولا يسيطر داعش حاليا إلا على الجيب الصغير في جنوب دمشق ومنطقتين صحراويتين محاصرتين في شرق سوريا فيما تسيطر جماعة متشددة أخرى بايعت داعش على جيب صغير في الجنوب الغربي.
وشنّت القوات الموالية للحكومة السورية عملية مكثفة لاستعادة الجيب الذي تسيطر عليه داعش جنوب دمشق، ويقع في الحجر الأسود ومخيم اليرموك المجاور للاجئين الفلسطينيين، منذ طردها لقوات المعارضة المسلحة من الغوطة الشرقية في أبريل.
وكان مصدر أمني، قد أكد أن الجيش السوري بسط سيطرته على مخيم اليرموك، جنوبي العاصمة دمشق، بعد قتال عنيف مع مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال المصدر في تصريح لوكالة «سبوتنيك» الروسية إن «الجيش السوري حرر مخيم اليرموك جنوب دمشق، ورفع العلم السوري عليه».
وأضاف أن «الأيام الماضية شهدت قتالا عنيفا بين الجيش السوري والفصائل الفلسطينية المتحالفة معه، ومسلحي تنظيم داعش».
وكان مركز المصالحة الروسي في سوريا، أعلن أمس الاثنين في بيان، مغادرة 2556 من المسلحين وأقاربهم مخيم اليرموك.
يذكر أنه سبق وتحوّلت هذه المنطقة على مدى 6 أعوام الفائتة إلى ملاذ للعناصر التابعة لتنظيم «داعش الإرهابي»، والتي قدمت إليها بعد هزائمها في مختلف أنحاء سوريا. وبعد الانتهاء من تنفيذ العملية المذكورة، ستكون العاصمة السورية، مع جميع ضواحيها، محررة تماما من العصابات المسلح.
من جانب آخر عثر ممثلو المركز الروسي للمصالحة والجيش السوري على مخازن فيها أسلحة منتجة في دول أعضاء حلف شمال الأطلسي في المناطق التي تم تحريرها من المسلحين في حمص.
وقال ممثل مركز المصالحة العقيد أندريه نيكيبيلوف: «نحن الآن في محافظة حمص في مواقع مراقبة لتنظيم «النصرة» الإرهابي، يمكننا أن نرى هنا الكثير من الأقنعة المضادة للغاز وأسلحة أجنبية الصنع ولا سيما «بي تي أو إر تو-2». بي تي أو إر تو-2- صاروخ موجه مضاد للدبابات أمريكي الصنع، دخل في خدمة الجيش الأمريكي في السبعينات وتم تحديثه عدة مرات، وهو من أكثر الصواريخ المضادة للدبابات انتشارا في العالم». وبالإضافة إلى ذلك، تم العثور على مخابئ تحت الأرض للمسلحين في الأراضي المحررة يتم فيها تصنيع العبوات الناسفة وكذلك أنفاق تحت الأرض، مجهزة بالمعدات الطبية، وسجون لاعتقال الأسرى. ويواصل خبراء إزالة الألغام تطهير الأراضي المحررة.
وفي طهران أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أن الوجود الإيراني في سوريا هو بناء على طلب من حكومة دمشق، وأنه سيستمر ما دام هنالك طلب منها.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، في مؤتمر صحفي، أمس الاثنين أن بلاده ستبقى في سوريا لأن وجودها شرعي وبطلب من الحكومة السورية، مطالبا بخروج القوات الأجنبية الأخرى الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية، وذلك وفقاً لوكالة الجمهورية الإسلامية «إرنا».
وقال قاسمي: «لا أحد يستطيع إجبارنا على الخروج من سوريا، فوجودنا وجود شرعي وبطلب من الحكومة السورية».
وأضاف: «هم من يجب أن يخرجوا من سوريا، هؤلاء الذين دخلوا دون إذن من الحكومة السورية»، مواصلا: «للوقت الذي تحتاج الحكومة السورية للمساعدة، سنبقى في سوريا وسنواصل دعمنا».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن مهمة روسيا في سوريا لم تنتهِ بعد، مشيرا إلى أن الوجود العسكري الروسي في سوريا سيظل ما دامت هناك حاجة لذلك من قبل السلطات والشعب.
وقال لافروف في مقابلة مع صحيفة «كلارين» الأرجنتينية: «لقد تم تنفيذ العديد من المهمات بنجاح، وتحقيق الأهداف. لقد لعبت دولتنا دورا حازما في القضاء على البؤرة العسكرية - السياسية للإرهاب المتمثلة في تنظيم «داعش» المحظور في روسيا. وبعد ذلك في شهر ديسمبر من العام 2017 تم إعادة جزء كبيرة من القوات العسكرية الروسية من الأراضي السورية. إلا أن مهمة روسيا في سوريا لم تنتهِ بعد».
وتابع الوزير: «ولذلك من المنطقي الانطلاق من أن الوجود العسكري لدولتنا في سوريا سيبقى ما دامت هناك حاجة لذلك من قبل السلطات الشرعية والشعب السوري الصديق».
وكان مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، أعلن الجمعة الفائت، أن انسحاب الوحدات الأجنبية من سوريا يجب أن يتم بشكل شامل.