طوبى لمبادرات المعلمين!

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٢/مايو/٢٠١٨ ٠٢:٤٤ ص
طوبى لمبادرات المعلمين!

علي بن راشد المطاعني
ali.matani2@gmail.com

كرمت وزارة التربية والتعليم 126 مبادرة تعليمية قدمها إخواننا المعلمون والمعلمات طوال العام الدراسي 2017/2018م، لتكون رافدا ‏للعملية التربوية في البلاد، ولتكون إضافة إلى ما يقدمونه من جهد مشكور في حقل التدريس ومتطلبات العملية التعليمية المتزايدة داخل المدرسة وبالمنزل.

إلا أن هذه المبادرات للأسف لم يكشف عنها ولم تحظ كذلك بالتغطية الإعلامية التي تستحقها، لترفع معنويات القائمين عليها، وتفتح مجالات الاستفادة منها في أماكن أخرى غير التي قدمت فيها، ولتسلط الأضواء عليها بما تحمله من أفكار تطوعية أسهمت بشكل كبير في تعزيز العملية التعليمية، وبذلك استحقت التكريم على مستوى السلطنة والمحافظات، الأمر الذي يتطلب الالتفات إلى هذه المبادرات بشكل أكبر مما هو عليه وإظهار المزيد من التفاعل والاستفادة.

ففي الوقت الذي كرمت وزارة التربية والتعليم 126 مبادرة تنافس عليها المعلمون والمعلمات على مستوى المحافظات، في حفل بهيج إيمانا بأهمية التحفيز المعنوي للمجيدين من إخواننا العاملين في الحقل التربوي، إلا أن هذه المبادرات وغيرها مما تأهل على مستوى المديريات التعليمية كلها أو معظمها يحتاج إلى إماطة اللثام عن مكنوناتها لتقديمها للمجتمع لإظهار ما قدمه إخواننا المعلمون والمعلمات لرفد العملية التعليمية في البلاد فوق التزاماتهم وجهودهم التي يبذلونها في الميدان التربوي الذي هو من أشق ميادين العمل على الإطلاق، ومع ذلك يتبارى الإخوة في إيجاد مبادرات وبرامج تعليمية تسهم في تحسين وتطوير العمل التربوي ويقدمون حلولا إضافية للنهوض بمستويات الطلبة والطالبات وتعزيز الأنشطة اللاصفية بالمزيد من البرامج والأنشطة التي تصقل المواهب وتكتشف المبتكرين.
فالكثير من المبادرات التي نالت التكريم التي عملت خارج أسوار المدارس تتابع تحصيل الطلبة في المنازل وتعمل صفوف تقوية للطلبة والطالبات في القرى البعيدة عن مراكز الولايات من خلال إيجاد معلمين في المواد التعليمية يقدمون دروسا إضافية في المساء والإجازات وفتح فصول وتسيير سيارات لنقل الطلاب إلى مكان التقوية، مشروعات بمساهمات ذاتية من المعلمين ذاتهم وزملائهم وأصدقائهم محبي الخير، أسهمت في الارتقاء بالمستويات العلمية للطلبة والطالبات عبر متابعة واكتشاف الفوارق في المستويات بين فترات، وتمكين الطلاب من خلال التقوية وتعزيز المعنويات وإدماجهم مع زملائهم الطلبة بشكل أفضل من انزوائهم بعيدا لعدم تمكنهم من مواكبة مستويات نظرائهم الذين يحظون باهتمام من المنزل ومتابعة من أولياء أمورهم، فهذا المشروع على سبيل المثال لا الحصر، رفد العملية التعليمية وقضى على الدروس الخصوصية وعالج المستويات المتدنية للطلبة، وفوق هذا وذاك مكنهم مع زملائهم في المناقشات والمشاركات الصفية واللاصفية، فلم يعودوا منزوين في الصفوف ومبتعدين عن زملائهم ويكسرهم الخوف من رفع أصابعهم للإجابة عن الأسئلة، فتعيروا تغيرا كليا، وغيرها من مشروعات كرمت على مستوى السلطنة والمحافظات تحتاج إلى المزيد من تسليط الأضواء للنجاحات التي حققتها من خلال بوسترات وتواصل اجتماعي وغيرها من الوسائل التي تحتاج إلى خطط إعلامية متكاملة لتقديمها للمجتمع لتعرف جيدا الجهود الخيرة التي تبذل من جانب أشقائنا المعلمين والمعلمات. بالطبع هذه الجهود وغيرها والمبادرات كلها ترسم صورة ناصعة عن المعلمين والمعلمات الذين لا يلتفتون إلى تكريم معنويا أو ماديا، بقدر ما يلتفون إلى القيمة المضافة والعائد على ما بذلوه من جهد في مستويات طلابهم و رسموا بسمة في شفاه أبنائهم الطلبة وأسهموا في بناء أجيال المستقبل، فتلك هي المكافآت التي ينظر لها هؤلاء، فلا يمكن مقارنتها بأي شهادات أو مكافآت مالية.
نأمل أن يماط اللثام عن الأفكار والمبادرات التي قدمها إخواننا المعلمون والمعلمات وأن يتم تسليط الأضواء عليها باعتبارها جهدا إضافيا ينشد النجاح والتطور للتعليم في البلاد، وباعتبارها عملا يستحقون عليه كل الشكر والامتنان والتقدير لما أسهموا به فوق مسؤوليات عملهم العظمية وهي رسالة العلم والمعرفة!