"سنة الغريقة".. عندما تحدى الربان الأنواء المناخية

بلادنا الثلاثاء ٢٢/مايو/٢٠١٨ ١٨:٢٣ م
"سنة الغريقة".. عندما تحدى الربان الأنواء المناخية

مسقط - ش
رغم تقلبات الطقس الحادة في مدينة صلالة في 23 مايو 1959م، إلا أن ربان سفينة "الفوز" أصر على الإبحار من قبالة شاطئ مدينة صلالة باتجاه مسقط في أول رحلة لها، وعلى متنها نحو 200 مسافر من مختلف أطياف وأبناء محافظة ظفار الذين سافروا طلبا للرزق في ذلك الوقت.
سنة الغريقة.. أحد مسميات الأنواء المناخية التي مرت بها محافظة ظفار، نذكر هنا وسنة الحيمر، وعاصفة 2002، وحالة مدارية في مايو 1963م.
الذي حدث في ذلك الوقت – بحسب حديث د. خالد بن أحمد النجار مدير أول مكتب الهيئة العامة للطيران المدني بمحافظة ظفار في تصريحات سابقة لجريدة الشبيبة – أن ربان السفينة وبعد ساعات من مغادرته لمدينة صلالة هطلت الأمطار بغزارة.
ولسوء الحظ.. صادفت سفينة الفوز الإعصار في عرض البحر بعد أن قرر ربان السفينة التوجه بها بعيدا عن الساحل إلى عمق البحر بدلاً من اللجوء إلى اليابسة، ظنا منه أن فرصة النجاة أكبر، وأن يتجنب تحطم السفينة الجديدة على الصخور الجبلية المحاذية للشاطئ.
ونظرا لتوجه السفينة إلى النصف الخطر من دائرة الإعصار فغرقت السفينة وتوفي كل من عليها وتسببت هذه الحادثة بحزن عميق في نفوس أهالي ظفار عامة وبقيت هذه الكارثة راسخة في أذهان الأجيال فسمي ذلك العام بسنة الغريقة.
كما غرقت سفينتي سمحة و النايف لأهالي ولاية صور بسبب الإعصار نفسه، حيث نجت سفينة النايف ومن عليها بينما غرقت سفينة سمحة وجميع ركابها والذي قد يصل عددهم إلى حوالي 300 شخص، وأيضا تسببت الحادثة بحزن أهالي ولاية صور، وبلغت كميات هطول الأمطار في سنة الغريقة حسب سجلات الأرصاد القديمة 120.6 مم.