حافة المواجهة

الحدث الأربعاء ٢٣/مايو/٢٠١٨ ٠٣:٥٠ ص
حافة المواجهة

واشنطن - طهران - أنقرة - وكالات

صعّدت الولايات المتحدة من لهجتها وخطابها المتشدد تجاه إيران.

فبعد الخطوة الأولى التي اتخذتها إدارة ترامب تجاه إيران عبر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي قدّمت الولايات المتحدة 12 مطلبا من إيران ويتمثل أهمها بإجراء تغييرات شاملة ابتداءً من التخلي عن برنامجها النووي وحتى الانسحاب من الحرب الأهلية السورية وهي مطالب كما يقرأها محللون مأخوذة من اتهامات حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة مثل بعض دول الخليج وإسرائيل بدعم إيران للإرهاب وتدخلها في شؤون المنطقة.
وقالت إدارة الرئيس الأمريكي إنّ إيران إنْ لم تنفّذ هذه المطالب فإن عليها مواجهة عقوبات اقتصادية قاسية.
ورفضت إيران إنذار واشنطن وعلى الفور رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني مطالب بومبيو. ونقلت وكالة العمال الإيرانية للأنباء شبه الرسمية عن الرئيس الإيراني قوله «من أنتم لتقرروا لإيران والعالم ما يفعلوه؟». وأضاف روحاني: «عالم اليوم لا يقبل أن تقرر أمريكا ما يجب على العالم فعله لأن الدول مستقلة... انتهى ذلك العصر... سنمضي في طريقنا بدعم أمتنا».
وقال مسؤول إيراني كبير إن الولايات المتحدة تسعى «لتغيير النظام» في إيران.
وطالب وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بتغييرات شاملة تجبر إيران فعليا على الكف عن مد نفوذها العسكري والسياسي عبر الشرق الأوسط حتى شواطئ البحر المتوسط.
وزادت كلمة بومبيو من التوتر القائم بين البلدين والذي تصاعد بشكل ملحوظ بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي المبرم العام 2015 الذي استهدف منع طهران من حيازة سلاح نووي. وقال الوزير إن واشنطن مستعدة لرفع العقوبات إذا رأت تحوّلا ملموسا في السياسات الإيرانية.
وفي أول كلمة رئيسية له منذ تولي منصبه قال بومبيو: «ألم العقوبات سيزيد إذا لم يغيّر النظام المسار غير المقبول وغير المثمر الذي اختاره لنفسه وللشعب الإيراني». وأضاف: «ستكون هذه أقوى عقوبات في التاريخ». ورفض الاتحاد الأوروبي إلى حد كبير كلمة بومبيو وقال إن التكتل ما يزال ملتزما بالتنفيذ الكامل للاتفاق النووي.وأشار بومبيو بصفة خاصة إلى السياسة التوسعية لإيران في الشرق الأوسط من خلال دعم جماعات مسلحة في دول مثل سوريا ولبنان واليمن.
وحذّر من أن واشنطن «ستسحق» عملاء إيران ووكلاءها في الخارج وطالب طهران بسحب القوات التي تعمل تحت قيادتها من الحرب الأهلية السورية التي تقف خلالها في صف الرئيس السوري بشار الأسد.
وحذّر بومبيو من أنه إذا استأنفت إيران برنامجها النووي بشكل كامل فإن واشنطن مستعدة للرد وقال إن الإدارة الأمريكية ستحاسب الشركات التي تقوم باستثمارات ممنوعة في إيران.
وقال بومبيو: «طلباتنا بشأن إيران منطقية: أوقفوا برنامجكم... إذا اختاروا الرجوع وإذا بدأوا التخصيب فنحن مستعدون تماما للرد كذلك» دون مزيد من التوضيح. وقال بومبيو إن الإدارة الأمريكية ستعمل مع وزارة الدفاع وحلفائها على مواجهة إيران في مجال الفضاء الإلكتروني والمجال البحري. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها ستأخذ كل الخطوات الضرورية لمواجهة السلوك الإيراني في المنطقة وإنها تبحث ما إذا كان ذلك سيتضمن إجراءات جديدة أو تشديد الإجراءات القائمة.
وسيخوض بومبيو معركة شاقة لإقناع الحلفاء الأوروبيين بالتوقيع على «الخطة البديلة» للإدارة الأمريكية بشأن إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

تحديد أسماء

وقال بومبيو إنه إذا نفّذت إيران التغييرات الرئيسية فإن الولايات المتحدة مستعدة لتخفيف العقوبات وإعادة تأسيس علاقات دبلوماسية وتجارية كاملة معها ودعم إعادة اندماجها في النظام الاقتصادي العالمي.
ولم يدعُ خطاب بومبيو بصورة صريحة إلى تغيير النظام الإيراني لكنه حث الشعب الإيراني أكثر من مرة على عدم تحمل زعمائه وخص بالاسم روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف.وقال بومبيو: «وفي نهاية المطاف سيكون على الشعب الإيراني اختيار من يتزعمه».
وقال المحلل اللبناني غالب قنديل الذي له علاقات وثيقة بحزب الله إن مطالب واشنطن لم تنجح في السابق.
وقال: «هذه شروط اختبرت في مراحل الضغوط الأمريكية السابقة قبل الاتفاق النووي وكانت إيران في ظروف أصعب من هذه الأيام ولم تستسلم لهذه الشروط ولم تقبلها». وحدد بومبيو 12 مطلبا من إيران من بينها وقف تخصيب اليورانيوم وعدم السعي لإعادة معالجة البلوتونيوم وإغلاق مفاعل الماء الثقيل. وأضاف أن على إيران الإعلان عن كل الأبعاد العسكرية لبرنامجها النووي ووقف هذا البرنامج تماما وبشكل يمكن التحقق منه. وأشاد حلفاء واشنطن في دول الخليج وإسرائيل بموقف الإدارة الأمريكية أمس الأول الاثنين.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الولايات المتحدة تكرر «نفس الخيارات الخاطئة». وكتب ظريف في حسابه على تويتر «الدبلوماسية الأمريكية الزائفة هي مجرد ارتداد إلى العادات القديمة: إنها رهينة الأوهام والسياسات الفاشلة -ورهينة مصالح خاصة فاسدة- تكرر نفس الخيارات الخاطئة السابقة ولذلك ستجني نفس النتائج السيئة. في الوقت نفسه تعمل إيران مع شركائها من أجل حلول ما بعد خروج أمريكا من الاتفاق النووي». واستهزأ قائد كبير بالحرس الثوري الإيراني بالتهديدات الأمريكية بتشديد العقوبات على بلاده قائلا إن شعب الجمهورية الإسلامية سيرد بتوجيه «لكمة قوية إلى فم» وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. ونسبت وكالة أنباء العمال إلى إسماعيل كوثري نائب قائد قاعدة ثار الله في طهران قوله «شعب إيران سيقف صفا واحدا في وجه ذلك وسيوجه لكمة قوية إلى فم وزير الخارجية الأمريكي وكل من يدعمهم». ونقلت الوكالة عن كوثري القول «من أنت وأمريكا حتى تطلبوا منا تقليص نطاق الصواريخ الباليستية؟ التاريخ يكشف أن أمريكا هي أكبر مجرم فيما يتعلق بالصواريخ بعد هجمات هيروشيما وناجاساكي». ووصف بومبيو قائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بأنه واحد من أكبر مثيري المشاكل في الشرق الأوسط. وقال كوثري إن الشعب الإيراني يدعم سليماني.
وأضاف: «سليماني ليس وحده. شعب إيران العظيم يدعمه».