التمسك بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام

بلادنا الخميس ٢٤/مايو/٢٠١٨ ٠٢:١٥ ص
التمسك بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام

سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة

المؤمنون لا يزالون بخير ما استمسكوا بكتاب الله واتبعوا سنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وعضوا عليها بالنواجذ، وتجدون ذلك واضحاً حيث جاء وعد الله تبارك وتعالى لهم بالاستخلاف في الأرض متوسطا بين أمره سبحانه وتعالى باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم؛ إذ سبق هذا الوعد الأمر بطاعة الله وطاعة رسوله، وجاء من بعد ذلك الأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الرسول، فالله تبارك وتعالى يقول: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) ثم أتبع ذلك قوله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)، ثم أتبع الله سبحانه وتعالى ذلك قوله: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) كل ذلك دليل على أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم هي من طاعة الله سبحانه، كيف وقد قال الله عز وجل: (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا) وأن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم تؤدي إلى تقوية جانب المؤمنين حتى يتم لهم ما وعدهم الله سبحانه وتعالى به من العز المكين والاستخلاف والتمكين في هذه الأرض، والله سبحانه وتعالى بين أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة غير مشروطة بشيء؛ بخلاف طاعة غيره من العباد فقد قال عز من قائل: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) وقال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) فأمر بطاعته استقلالاً، وأمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم استقلالا، ثم عطف أولي الأمر على الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم أتبع ذلك قوله: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا) فالرد إلى الله إنما هو الرد إلى كتابه عز وجل، والرد إلى رسوله عليه الصلاة والسلام إنما هو الردّ إلى سنته عليه أفضل الصلاة والسلام.