رمضان تربية نفسية

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٤/مايو/٢٠١٨ ٠٣:١٠ ص
رمضان تربية

نفسية

أ. د طارق الحبيب

يتميّز رمضان إضافة إلى الخصوصية الدينية بخصوصية في أمور الدنيا عموماً، ولعل التغيّرات الحياتية التي تفرضها طبيعة الشهر تجعل الفرد وفي كل مرة يكتشف قدرته على تجنّب ممارسات ربما كان يظن نفسه عاجزاً عن تجنّبها.

ومن هنا يبدأ شعور الفرد بذاته وبحقيقة قدراته التي تعينه من حيث لا يدري في تحسين أساليب حياته مما يطوّر من ذاته ويعدّل من تعامله مع مستجدات الحياة.
رمضان فرصة استثنائية -هكذا دائماً أقول- حيث يجمع بين العطاء الانسيابي على كافة المجالات حيث العطاء الروحي والتلذذ بترك ما ينبغي تركه خفية ومتعة وقناعة وكل ذلك يعزز القوى النفسية ويحمي النفس من التمادي في المشاعر والأفكار السلبية.
كما أن العطاء المبذول جسديا وكثرة النوافل في هذا الشهر العظيم وتنوّعها هو رياضة للجسد تستلذ بها الروح وتنضج معها المشاعر وتعلو بها الهمم.
ويكتمل الجمال عندما يدرك الفرد أن ما يملكه من مهارات سلوكية ونفسية هي أكثر ما يحتاجه لتحقيق ما يحتاج وما يستحسن وما يرغب في حياته.
‏في كل لحظة يزداد الأمل.
‏وهذا هو ‫رمضان يمنحك دائماً لحظة ذهبية لبداية مشروع حسنات تحصده ليومك لتسعد دنياك وتمثل جملة «اللهم إني صائم» من أحاديث الذات الإيجابية التي تحجب الانفعال السلبي بعظمة العبادة الخالصة. ‫إن الناضج في رمضان لا يُرهق تفكيره بأنه سيتغيّر‏ بل هو يفكر أنه يضيف لحياته أشياءً مختلفة تجعله أكثر نضجاً وعمقاً في تعاملاته الحياتية.
إن التلذذ الذي يحدث في رمضان بسبب تنوّع وسائل العبادة فرصة لبناء صور جديدة عن مصادر لأنواع السعادة.
إن المواسم الإيمانية تستنهض قدرة الإنسان على العطاء وتحفّز بذور الخير الكامنة التي ربما تغيبت قليلاً مع ضغوط الحياة.

استشاري الطب النفسي في مركز مطمئنة في مسقط، الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب