سأصوم طلبا لمعجزة..

7 أيام الخميس ٢٤/مايو/٢٠١٨ ١٩:٥٥ م
سأصوم طلبا لمعجزة..

(1)

سأصوم عن اليأس..
عما تنقله أخبار الثامنة عن هزائم اليوم والأمس..

عن الأفكار التي فندناها حتى صارت واضحة.. وضوح الشمس..
سأذكر نفسي بأن الله يمدّ المؤمنين بجنود مجندة..
وسأتغافل عن حقيقة أننا لسنا منهم..
فنحن مسلمون/‏ خرائطنا الذهنية.. معقدة..
وسأذكر نفسي بوعد الله للمظلومين بالنصر..
وإن كنا مظلومين من ميل وظالمين بطرق ليس لها حصر..
ولكني، رغم كل ذاك، سأتشبث بعطف الله على الضعفاء..
وضعفنا حقيقة شاخصةٌ لا يجادل فيها حتى الأشقياء..

(2)
سأصوم عن التفكير في كل ما مشى في حياتي عكس السير..

كل الأفكار التي قبضت عليها.. لكني من أصبح لها أسير..
عن إعادة كتابة الماضي في صفحات خيالي..
عن طرح وجمع أرقام مكسورة..
عن حل كلمات متقاطعة في ظهر ربع صورة..
عن الدوران في فلك أحداث مضت..
أخذت معها ما أخذت.. وتأخذ من أيامي ولا زلت أعطيها.. بكل بلاهة وعبط!!

(3)
سأصوم عن التمسك بثرثراتي..

عن تذكير نفسي بإساءات الغير..
وعد ذلك تمرين لتقوية دفاعاتي..
سأصوم عن رفض التسامح وكأنه انتقاص من ذاتي..
وسأعقد صفقة مع نفسي لتحرير بعض أسراها من الزنازين التي مات فيها من مات..
ولكن جثته مازالت جاثمة في مساراتي..

(4)

سأصوم عن إلقام عيناي بالسخافات..

بما في الشاشات من عاهات..
وعن قراءة كثير مما أقرأه، للعلم بالشيء، من المقالات
فكل ما يخترقني سمم، رغم مناعة دفاعاتي، عقلي..
كما سمم عقول الملايين عبر القارات..
أريد أن أغتسل بماء الفطرة البارد..
وأفتح باب عقلي مجددا لكل فكر وارد..
لأفند كل الأفكار بحرية كما فعلت في سنوات عمري الفتية..
دون رقابة فوقية.. من عقول مسطحة مخنوقة الهوية..

(5)

سأصوم عن تصنع الفرح..

وعن الشك واليأس والقلق..
سأنسى أنني فرد في قطيع ضائع..
وأن الغد، كما كان بالأمس، ليست له ملامح..
وأشبك يداي طالبةً معجزة..
معجزةٌ تغير أحوالنا الملتبسة..
وليس على الله بعسير أن ينتشلنا، في غمضة عين..
من كل أحوالنا البائسة..