أمـن الـزعـيـم

الحدث الاثنين ١١/يونيو/٢٠١٨ ٠٤:٢٣ ص
أمـن الـزعـيـم

سول - رويترز

وصل زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون إلى سنغافورة أمس الأحد قبل قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربما تُنهي خلافا نوويا بين الخصمين القديمين وتغيّر شكل الشمال الفقير المنعزل.

وسيدخل ترامب وكيم التاريخ بمجرد أن يلتقيا على جزيرة سنتوسا السياحية يوم الثلاثاء. فالعداء قائم بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953 ولم يسبق أن اجتمع رئيس أمريكي بزعيم كوري شمالي قط أو تحدّثا حتى عبر الهاتف.

ووصل كيم مرتديا بذلته الداكنة المميزة إلى مطار شانجي في سنغافورة التي تعتبر أبعد مكان يذهب إليه في زيارة منذ توليه الزعامة. وكان في استقباله وزير خارجية سنغافورة، فيفيان بالاكريشنان، الذي نشر صورة له على تويتر وهو يصافح كيم وكتب «رحّبنا بالزعيم كيم جونج أون الذي وصل للتو إلى سنغافورة».
ويعد نزع سلاح كوريا الشمالية النووي هو الموضوع الرئيسي في القمة التي يعقدها يوم الثلاثاء زعيمها كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، غير أن الأولوية القصوى للمسؤولين الكوريين الشماليين المسافرين إلى سنغافورة تنحصر في حماية زعيمهم.
ويقول خبراء ومحللون إن من المتوقع اتخاذ إجراءات غاية في الشدة لتأمين كيم في أول اجتماع يعقده مع ترامب ويرجحون أن تفوق التدابير ما اتخذ من إجراءات في القمة التي عقدتها الكوريتان في 27 أبريل الفائت. ففي أواخر أبريل احتل 12 حارسا شخصيا من ذوي الطول الفارع عناوين الصحف العالمية بعد أن أحاطوا بالسيارة المرسيدس التي أقلّت كيم وظلوا يهرولون بجانبها لدى عبورها الحدود الفاصلة بين البلدين جيئة وذهابا.
وربما كان هذا حينها مجرد استعراض أمام شاشات التلفزيون خلال البث المباشر.أما الآن ففي حكم المؤكد، حسبما قال كيم دو-هيون أستاذ سياسات الحماية في جامعة كوريا الرياضية الوطنية، أن يحاول مسؤولو كوريا الشمالية التركيز على الحيلولة دون وقوع أي عثرات مفاجئة في أول زيارة يقوم بها كيم لدولة أجنبية غير الصين وكوريا الجنوبية منذ تولى السلطة. وأضاف الأستاذ الجامعي الذي كان أول أكاديمي يقيم جامعة كبرى متخصصة في الحراسة والحماية في كوريا الجنوبية «بما أن مكان انعقاد القمة وتوقيتها معلنان فسيكون أمن كيم جونج أون مشددا أكثر منه لأي شخصية مهمة أخرى».
وقال إنه بالإضافة إلى استخدام السيارات الواقية من الرصاص فإن وحدة الأمن الكورية الشمالية ستستخدم على الأرجح مستويات مختلفة من الحماية وتحاول صرف الأنظار عن سيارة كيم كلما تحرك.
وقال تشاي كيو تشير، الرئيس التنفيذي لشركة توب جارد، وهي من شركات الأمن والحماية البارزة في كوريا الجنوبية «سنشهد على الأرجح مستوى غير مسبوق من الحماية في البر والبحر والجو لأن هذه القمة هي أكبر حدث في العالم الآن».
وأضاف: «كيم جونج أون مبجل في بلاده كأنه شبه إله في حين أنه خارج الشمال موضع عداء بسبب الطريقة التي يدار بها نظامه، وهذا كاف لإثارة هواجس تتعلق بالسلامة لدى مسؤوليه».
وتابع أن من المرجح أن يتناول الزعيم الكوري الشمالي طعاما من صنع طاه من بلاده يرافق الوفد.
وقد شوهد كبير موظفي الرئاسة في بكين الأسبوع الفائت بعد اختتام محادثات مع مسؤولين أمريكيين في سنغافورة تناولت مباحثات أمنية.
وخلال الرحلة إلى سنغافورة صورت قناة تي.بي.إس اليابانية كيم تشانج سون وهو يتفحص وثائق جاء فيها «من أجل ضمان نجاح القمة (بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية) ستكون الأولويتان الأولى والثانية ضمان سلامة الزعيم كيم جونج أون».وبالإضافة إلى حماية الزعيم، قال أهن تشان-إل المنشق الكوري الشمالي والرئيس الحالي للمعهد العالمي لدراسات كوريا الشمالية إن الوفد الكوري الشمالي ربما يجري تعديلا في مفرزته الأمنية بحيث تعكس صورة معيّنة للزعيم كيم.
وقال أهن: «ربما يأتي كيم جونج أون بحارسات حسناوات» لتحسين صورته.

مساعدة من سنغافورةفي أبريل مسح مسؤولو الأمن الكوريون الشماليون المقعد الذي سيجلس عليه كيم بمواد مطهرة بحرص بالغ أثناء التوقيع في دفتر الزائرين في بيت السلام داخل قرية بانمونجوم الحدودية.وكرر المسؤولون الأمر نفسه بمسح الدفتر بل والقلم الذي لم يستخدمه كيم.

وشوهد أفراد أمن آخرون يستخدمون معدات لمسح الغرفة بحثا عن المتفجرات أو أجهزة التسجيل.
وقال تشو سونج الزميل الباحث بمعهد استراتيجية الأمن الوطني «ربما نشهد من كوريا الشمالية مستوى مماثلا من أفراد الأمن ومن إجراءات السلامة مثل ما شهدناه في أبريل لكنهم سيتلقون مساعدة أيضا من سنغافورة مثل العربات الخاصة والضباط».
وقال دبلوماسيون مطلعون على تأمين زيارات الشخصيات المهمة في سنغافورة إن مقر القمة والطرق والفنادق ستتولى تأمينه وحدة جوركا الخاصة في الشرطة السنغافورية.
وقد أضيفت جزيرة سنتوسا السياحية الجنوبية التي ستعقد فيها القمة إلى قائمة «مناطق الحدث الخاصة» التي حددتها حكومة سنغافورة خلال أسبوع القمة.ونتيجة لذلك ستفرض الشرطة إجراءات فحص أكثر تشددا على المواطنين والممتلكات الخاصة وسيمنع استخدام أشياء مثل نظم مخاطبة الجماهير والطائرات بلا طيار في المناطق المعنية.وقال تشو إن سنغافورة لن تجد صعوبة في توفير موقع آمن لمسؤولي كوريا الشمالية، مشيرا إلى أنه كثيرا ما يطلق عليها أكثر بلاد العالم أمنا.وقالت مذكرة للطيارين نشرتها سلطات الطيران يوم الأربعاء الفائت إنه سيتم تقييد الحركة في مجال سنغافورة الجوي خلال القمة الأمر الذي قد يؤدي إلى تأخر رحلات في واحد من أكثر مطارات آسيا حركة.