هل الفواكه آمنة لمرضى السكري؟

مسقط- زينب الهاشمية

«الفواكه في قفص الاتهام» هي جملة تصف آراء بعض مرضى السكري حول فوائد الفواكه وأضرارها. عبارة استوقفتنا لنتعرف على مدى خطورة هذه الآراء على المرضى أنفسهم والمفتقرة إلى الدليل العلمي لسلامة صحتهم، حيث إن الفواكه مرغوبة ومتوفرة في كل مائدة.

وحول هذا الموضوع تقول أخصائية تغذية بمجمع عبري الصحي جوخة بنت مسلم الجساسية: جمل أسمعها باستمرار من مرتادي عيادة التغذية وخاصة المصابين بالسكري ومن أمثلة هذه الجمل:
- العنب والموز والبطيخ ممنوع لمريض السكر.
- الفواكه سكرها طبيعي ولا يضر.!
- كمية السكر في تمر الفرض أقل من تمر الخلاص.
فأبادرهم بالسؤال: من القائل؟
فيردون : الجميع.
فأقول: ومن الجميع؟
فيردون : الناس.
أسألهم: هل هم أناس متخصصون ومن ذوي الخبرة في مجال التغذية؟
فيجيبون بالنفي.
وتضيف الجساسية موضحة: الفواكه هي مجموعة من النباتات، يتفاوت طعمها بين الحلو والحامض، وتختلف أنواعها وألوانها، وتحتوي على العديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية الضرورية لجسم الإنسان.
أما حول الكمية اليومية المناسبة من الفواكه للإنسان الطبيعي، تجيب أخصائية التغذية قائلة: بحسب المنظمات التغذوية العالمية وحسب الدليل العُماني للغذاء الصحي الذي أطلقته وزارة الصحة فإن الإنسان بحاجة إلى 2-4 حصص من الفواكه يوميا. حصة الفاكهة يمكن تمثيلها بحجم كرة التنس بالنسبة إلى الفواكه الطازجة مثل: برتقالة أو تفاحة أو مقدار قبضة يد من العنب أو نصف موزة كبيرة، أما الفواكه المجففة فيختلف حجم الحصة حسب النوع مثلا: 3 تمرات أو ملعقتا طعام من الزبيب. بمعنى لو أن إنسانا أخذ برتقالة، ثم 3 تمرات، ثم قبضة يد من الكرز، ثم نصف تفاحة ونصف جوافة فهنا أخذ حاجته اليومية من الفواكه.
أو مثلا: أكل 12 تمرة في اليوم فإنه أنهى حاجته اليومية من الفواكه. (3 تمرات * 4 حصص= 12 تمرة).
السؤال الذي سيتبادر في الأذهان الآن -وخاصة للذين تعودوا على أكل التمر بكميات كبيرة مثلا أكثر من 30 تمرة في وقت واحد فقط ولأكثر من 4 مرات يوميا: هل يعني ذلك أن التمر غير مفيد؟ كيف تريدوننا تقليل التمر والرسول الكريم قد أوصى به؟ كيف تريدوننا تقليل التمر وهو سكر طبيعي؟
تجيب: التمر مفيد جدا، والرسول الكريم عندما كان يأكل التمر لم يكن يتناول نفس كميات وأنواع الأطعمة التي نتناولها الآن من الحلويات والأرز وغيرها الكثير بل كان أغلب وقته كفافا. كما أن الرسول الكريم قد وصى بثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك. وربنا يقول: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» فالتوازن هو المطلوب. والسؤال الثالث: حول السكر الطبيعي، نعم هو سكر طبيعي وفي الحقيقة السكر الصناعي لا يعطي جسدك طاقة كبيرة مثل السكر الطبيعي بل يعطيك طعما مثل: الأسبارتام والسكارين فمثل هذه صناعية صممت لتحلية لسانك، أما السكر في الفواكه ومن المصادر الأخرى النباتية فهو يعطيك طعما وطاقة لجسدك. هذه الطاقة التي يمدها الطعام لجسمك تسمى سعرات حرارية، ولكل إنسان لا بد أن يأخذ كميات مناسبة له لا تزيد ولا تنقص، فإن زاد سيضطر الجسد للدفاع عن نفسه بظهور الأمراض وخاصة غير المعدية مثل السكري والسمنة.

هل السكر في تمر الفرض
أقل من تمر الخلاص؟

وبالرجوع للسؤال في بداية الموضوع وهو الاعتقاد بأن نسبة السكر في تمر الفرض أقل من تمر الخلاص؟
في الحقيقة إن هذا الاعتقاد غير دقيق. نعم طعم الخلاص أحلى وذلك عائد لتركيبته الكيميائية المختلفة قليلا عن تمر الفرض؛ بسبب تباين في نسب أنواع السكر مثل الفركتوز والجلوكوز والسكروز. ولكن هذه النسب لا يمكن أن نعتبرها تباينا كبيرا، بل هو تفاوت صغير نسبيا، فحسب بعض الدراسات العلمية التي حللت مكونات التمر الكيميائية والغذائية تبيّن أن إجمالي الكربوهيدرات (مصدر سكر الدم) في مختلف أنواع التمر هي تقريبا متساوية وهو أن لكل 3 تمرات (بما يعادل تقريبا 20 جراما) تحتوي على 15 جراما من الكربوهيدرات وإن أردت تبسيطها أكثر تقريبا 3 ملاعق صغيرة سكر.
وبالطبع إن كان الإنسان عنده حالة صحية معينة فإن أخصائي التغذية يحدد حاجة الشخص حسب حالته الصحية. ومريض السكري مسموح له بجميع الفواكه إن تناولها بالكميات المناسبة.
وتستخلص جوخة الجساسية قائلة: التمر وجميع الفواكه مفيدة جدا، وتقي من الأمراض. لكن كل شيء بقدر. ويمكن تلبية حاجتنا بتناول 2 - 4 حصص من الفواكه في اليوم. وهي ضرورية جدا فلا تنسَ أبدا أن تقدمها للصغار والكبار.
وأخيرا، استمتعوا بألوانها البراقة واجعلوا صحونكم ملونة بقوس المطر بتنوع اختياراتكم من الفواكه والخضار.