الحديدة لمن تنتصر؟

الحدث الأربعاء ٢٠/يونيو/٢٠١٨ ٠٣:٣٨ ص
الحديدة لمن تنتصر؟

عدن - رويترز

معارك ضارية وأنباء متضاربة تخرج من مدينة الحديدة التي تشهد قتالا ضاريا بين التحالف العربي وجماعة أنصار الله والقوات المتحالفة معها فيما قالت مصادر عسكرية يمنية وسكان إن قوات يدعمها التحالف العربي اقتحمت مجمع مطار مدينة الحديدة في اليمن أمس الثلاثاء بعد معارك شرسة مع جماعة أنصار الله والقوات المتحالفة معها.
وستمثل السيطرة على المطار مكسبا مهما للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات اللتان تعهدتا بهجوم سريع على المدينة لتفادي تعطيل المساعدات التي تصل عبر الميناء الرئيسي بالبلاد.
واحتدمت المعارك بين قوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، المدعومة بالتحالف العربي، ومقاتلي "أنصار الله" في محافظة الحديدة غربي اليمن.
وأفاد مصدر عسكري في محافظة الحديدة لوكالة "سبوتنيك" الروسية، بأن "قوات هادي سيطرت أمس الثلاثاء على مناطق واسعة في المطار عقب اقتحامه من عدة محاور بغطاء جوي مكثف من التحالف وسط مقاومة عنيفة من مسلحي أنصار الله الذين ما يزالون يسيطرون على الأجزاء الشمالية منه ويشنون قصفا عنيفا منها على الوحدات المتقدمة".
وأضاف المصدر: "تدور معارك بمحيط المباني الرئيسية للمطار، في حين يقصف مسلحو أنصار الله بالدبابات والمدفعية وقذائف الهاون المناطق التي سيطرت عليها قوات الرئيس هادي في المطار"،
مشيراً إلى أن "طيران التحالف شن سلسلة غارات على المطار المدني ومنصة 22 مايو للعروض في حين تتصاعد أعمدة الدخان من جهة المطار الحربي".
وأكد "تقدم القوات الحكومية من الجهة الجنوبية الغربية للمطار باتجاه مركز مديرية الدريهمي" وأن "مواجهات عنيفة تدور في وادي نخل الرمان قرب مركز المديرية".
وفي هذه الأثناء، قال مصدر عسكري في وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء والموالية لأنصار الله: "إن مسلحي أنصار الله اغتنموا 10 مدرعات وآليات ودمّروا وأحرقوا 6 أخريات بكمائن في المجيليس بمديرية التحيتا"،
مضيفاً "أن طيران التحالف شن 10 غارات على مناطق متفرقة في مطار الحديدة".
فيما قال مصدر عسكري يمني مناهض لأنصار الله لرويترز "الآن بدأت عملية اقتحام مطار الحديدة".
وقال أحد السكان لرويترز "هذه أول مرة نسمع فيها الاشتباكات بهذا الوضوح. نستطيع سماع صوت المدفعية ونيران الأسلحة الآلية" مضيفا أن طائرات حربية قصفت المطار في وقت مبكر أمس.
وشن التحالف المدعوم من الغرب الهجوم على الحديدة قبل سبعة أيام بهدف تغيير الموازين في حرب بالوكالة بين السعودية وإيران فاقمت الاضطرابات في الشرق الأوسط.
وأسفر تصاعد القتال عن إصابة ونزوح عشرات المدنيين وعرقل عمل جماعات الإغاثة في الميناء الذي يمثل شريان حياة لملايين اليمنيين.
وتخشى الأمم المتحدة أن يؤدي الهجوم لتفاقم أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم والأكثر حاجة للتدخل العاجل حيث يعتمد 22 مليون يمني على المساعدات كما أن هناك 8.4 مليون على شفا المجاعة.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة يعيش 600 ألف شخص داخل وحول الحديدة، وقد تخلف المعارك ما يصل إلى 250 ألف قتيل إذا تطورت الأحداث بشكل سيئ.

ممر هروب
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أمس الأول الاثنين إن التحالف يتعامل بنهج محسوب لتقليل المخاطر على المدنيين وفتح ممر بري لهروب الحوثيين إلى معقلهم في العاصمة صنعاء.
وتقول الدول العربية إن هدفها هو السيطرة على المطار والميناء وتفادي القتال في الشوارع في وسط المدينة.
وقال قرقاش إن التحالف يعول على مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن الذي وصل إلى صنعاء يوم السبت بهدف التوصل لاتفاق مع الحوثيين على مغادرة الحديدة.
ونفى محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي أن المحادثات تتركز على تسليم الميناء وقال "هذا الطلب غير واقعي".
وقال لرويترز عبر الهاتف "لقد ناقش المبعوث الدولي في كل زياراته موضوع الحل السياسي الشامل على المستوى الداخلي والإقليمي والترتيبات العسكرية والأمنية في مختلف الجبهات وليس جبهة الحديدة فقط".
وكان التحالف الذي تقوده السعودية قد تدخل في حرب اليمن العام 2015 لمحاولة الإطاحة بأنصار الله وإعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والموجودة حاليا خارج البلاد وإحباط ما تراه الرياض وأبوظبي طموحات من جانب إيران لبسط هيمنتها في المنطقة.
ومن شأن خسارة الحديدة أن يوجه ضربة قوية لأنصار الله حيث ستقطع خط الإمداد الرئيسي عنهم، وقد ترجح أيضا كفة التحالف العسكري المدعوم من الغرب والذي لم يتمكن حتى الآن في هزيمة أنصار الله في حرب أودت بحياة عشرة آلاف شخص رغم تفوقه في التسلح والقوة العسكرية.