من عبق التاريخ إلى بهجة الحاضر.. "السياحة" تفتتح قلعة مطرح أمام السياح

بلادنا الخميس ٢١/يونيو/٢٠١٨ ٠٣:٠٩ ص
من عبق التاريخ إلى بهجة الحاضر.. 
"السياحة" تفتتح قلعة مطرح أمام السياح

مسقط - ش

تسخيرا للمقومات التاريخية والتراثية التي تزخر بها السلطنة وتعزيزا للسياحة الثقافية ‏التي تعد أحد المكونات الأساسية للسياحة في البلاد، افتتحت وزارة السياحة قلعة مطرح أمام السياح وزوار السلطنة لتكون إضافة نوعية تسهم في إثراء السياحة الثقافية، ومنتجا سياحيا نوعيا يضاف إلى القلاع والحصون التي تم تحويلها إلى مزارات سياحية في العديد من محافظات السلطنة، وتسعى وزارة السياحة إلى جلب العروض لاستثمار قلعة مطرح والبيت الكبير الواقع أسفل القلعة وتعظيم وتفعيل الاستفادة من مقوماتها من جانب الشركات ذات الخبرة في إدارة المواقع التاريخية.
وتوفر قلعة مطرح إطلالة رائعة على ميناء السلطان قابوس وسوق مطرح والأماكن السياحية المجاورة بولاية مطرح.
تقع قلعة مطرح في محافظة مسقط، متربعة على قمة جبلية شاهقة وتعد إحدى القلاع التاريخية التي تتميز بها المحافظة وتحديدا ولاية مسقط ومن أهم الرموز السياحية بها، إضافة لوقوعها بجانب سوق مطرح وإطلالتها على أهم الموانئ بالسلطنة وهو ميناء السلطان قابوس.
وأكد المدير العام المساعد لتطوير المواقع والمنتجعات السياحية عبدالله بن سالم الذهلي أن فكرة التوظيف السياحي لقلعة مطرح هي ترجمة لرؤية وزارة السياحة لتطوير القلاع والحصون توظيفا سياحيا، حيث جاءت الفكرة اتساقا مع ما تتمتع به القلعة من مقومات دفاعية متينة وهندسة معمارية متفردة، مما حدى بالوزارة لإبراز تلك المقومات التي تمتلكها القلعة، حيث إن فكرة الوزارة لمشروع التأهيل تكمن في تطوير قلعة مطرح كمرحلة أولى وتطوير المنطقة العمرانية المحيطة بها كمرحلة ثانية ومستقبلية.

أداة للجذب السياحي
وأضاف أن القلعة وما حولها تعد أحد أهم المشروعات التي تعمل الوزارة لتفعيلها لتغدو أداة جذب سياحي وثقافي تضم منطقة عمرانية حضارية متميزة تدفع الزائر من داخل السلطنة وخارجها لزيارتها وللتعرف على المقومات المعمارية والتحصينات الدفاعية التي تميز هذه القلعة.
وأشار إلى أن القلعة تحتوي على مجموعة متنوعة من المدافع القديمة، ويختلف تاريخ كل مدفع عن الآخر، وكذلك عربته طبقاً لتاريخ صناعة كل مدفع وبلد صناعته (توجد مدافع عُمانية، برتغالية، بريطانية، فرنسية، أمريكية، هندية، فارسية) ونوع العربات المستخدمة فيه (توجد ثلاثة أنواع - ميداني للمعارك، وبحري للسفن، وثابت للمباني كالقلاع وغيرها) مع نبذة تاريخية لكل منها ومعلومات عن استخداماتها وأهميتها العسكرية وغير ذلك.
وأضاف الذهلي أن الجهود والدراسات التي تقوم بها وزارة السياحة لتطوير هذا المعلم نابعة من إيمانها بأهمية وضرورة المحافظة عليه ووضعه ضمن الخريطة السياحية للبلاد، وبناء على ذلك فإن الأهداف العامة التي عملت وزارة السياحة على تحقيقها من المشروع تستند إلى رؤية علمية تخصصية تفرض التطوير وفق قواعد وأساليب التطوير الأثري والعلمي والذي يبتعد عن مفاهيم التجديد الحديث للمباني حتى لا يتم طمس الخصائص والسمات التاريخية الأصيلة للقلعة.
وقال: إن خطة التأهيل والتطوير تتضمن الصيانة الشاملة بغرض الحفاظ على القلعة كأثر يفوح منه عبق التاريخ التليد، تأكيدا لأصالة البناء وتدعيمه بما يراعي بشكل تام مختلف خصائصه المعمارية والإنشائية مع تحليل علمي شامل لمواد البناء المستخدمة، ودراسة السبل لصيانتها وأفضل الطرق لحمايتها من أضرار المناخ والرطوبة والتقادم الزمني وعوامل التعرية والتآكل ومعالجة الأضرار التي تنجم عن الآفات والحشرات والفطريات التي تنخر في المواد الموجودة بأسقف ونوافذ القلعة.

تطوير المنطقة المحيطة بالقلعة
وأشار إلى إنه تم تطوير المنطقة المحيطة بالقلعة من خلال إعادة تخطيطها وتصميمها عمرانيا وفقا لأسس التصميم العمراني التي تحدد كيفية التعامل مع المواقع العمرانية التاريخية المحيطة بالأثر، وتزويد المنطقة بالمرافق السياحية والمجالات الثقافية والفنية وإبراز الفرص الاستثمارية والتي ستساهم في نجاح فكرة التنمية السياحية للقلعة وما حولها.
وأكد عبدالله الذهلي أن القلاع والحصون تعد فنا معماريا وهندسيا فريدا وشاهدا على ثراء التراث المعماري العُماني الذي يبرز حرفية وعبقرية عظيمة، منوها إلى أن التراث العُماني غني بمفرداته المعمارية، فمنها العمارة العسكرية كالأبراج والقلاع والحصون وأبراج المراقبة والأسوار، ومنها العمارة الدينية كالمساجد والعمارة المدنية كالبيوت والأسواق والحارات القديمة.
ونوضح هنا أن عمارة القلاع والحصون تعد نموذجاً فريداً للتراث المعماري بالمنطقة حيث يضم هذا الموروث العديد من الآثار التي تعكس الطرز المعمارية والفنون البيئية العُمانية ذات السمات الإسلامية والتي تتمثل في بساطة التصميم والزخارف وجمال نسب المباني وتشكيلاتها الفراغية التي سرعان ما تترك أثرا إيجابيا مريحا في النفس نتيجة لاستنهاض الأصالة الضاربة في عمق التاريخ، وإحساسا بالتميز الممتد بجذوره في البيئة الحضرية التي تحكمها مجموعة من العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية وتحاكي في ذات الوقت روافد البيئة الطبيعية بكل ما تنفرد به من جبال ووديان وخصائص مناخية وطبوغرافية.
من جانبه قال المكلف بأعمال مدير دائرة تطوير المواقع التاريخية سلطان بن جميل المخمري: إن فكرة الوزارة لمشروع تأهيل تطوير قلعة مطرح كمرحلة أولى تضمنت الأعمال المنفذة للقلعة، واستغلال المساحة أسفل القلعة كمواقف للسيارات ومكتب للاستقبال، وفي سبيل تنفيذ ذلك قامت الوزارة بشراء العقارات الواقعة أسفل القلعة من ملاكها، وبالتالي أصبح للقلعة مواقف خاصة بها تستقبل الزوار عليها بسعة (28 سيارة)، وكذلك تنفيذ دورات مياه وسكن للحارس وإعادة تأهيل وتطوير بهو المدخل الرئيسي للقلعة من خلال إزالة الأسقف المتهالكة وإعادة تأهيلها، إضافة لتجديد وتغيير مسار شبكة المياه والصرف الصحي الحالية التي تعترض مسارات الحركة داخل وخارج القلعة.
وأضاف أنه تم تنفيذ أعمال الصيانة الشاملة لأجزاء القلعة الداخلية والخارجية، وإدخال الإضاءة الداخلية والخارجية الحديثة التي تتماشى مع الطابع التاريخي للقلعة وإعادة تأهيل جميع الأرضيات والأسطح وإعادة تأهيل الدرج المؤدي لأعلي القلعة وصيانة وتأهيل المكونات الخشبية بالقلعة كالأبواب والنوافذ والأسقف ومعالجتها من أضرار الرطوبة وحشرة النمل الأبيض (الرمة) وصيانة وتأهيل الجزء الداخلي للقلعة وملء الفراغات الداخلية الموجودة في جدران وساحة القلعة لتكون منصات للزوار للنظر إلى الصورة البانورامية الواقعة أسفل القلعة والتقاط الصور لها وصيانة المدافع القديمة الموجودة في أعلى القلعة وتغيير عرباتها وعرضها في مواقعها المخصصة لها مع وضع النبذ التاريخية لكل مدفع واستخداماته العسكرية.

أوقات فتح القلعة
ستفتح القلعة أبوابها للزوار الكرام طوال أيام الأسبوع حسب المواعيد الآتية:
- من السبت إلى الخميس من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الرابعة مساءً.
- الجمعة من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الحادية عشرة صباحاً ومن الساعة الثانية ظهراً حتى الساعة الرابعة عصراً.