أطـفـال الـحـدود

الحدث الخميس ٢١/يونيو/٢٠١٨ ٠٣:٥٩ ص
أطـفـال الـحـدود

نيويورك - واشنطن - وكالات

رفض أليك لارسون الإجابة على أسئلة أحد ضباط الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، حول ما إذا كانوا مواطنين أمريكيين أم لا عندما أراد أن يركب الحافلة المملوكة لشركة نقل تدعى “كونكورد كوتش لاينز وعندما سأل -أليك- موظفا في شركة النقل أخبره أن الركاب يجب أن يكونوا مواطنين أمريكيين حتى يتمكنوا من ركوب الحافلة. وبعد أن نشر الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في هامبشر قدمت الشركة أعتذارا مشيرة إلى أن الموظف الذي أجاب عن السؤال هو مجهول الهوية ولم يوجه له سؤال مثل هذا من قبل ويشعر بالسوء حيال ذلك لكن الشركة لم تخضع الموظف لمجلس تأديبي، ويؤدي هذا النهج الجديد إلى أن هؤلاء الذين يدخلون الولايات المتحدة بشكل غير شرعي سيحاكمون جنائيا، ما يعد تغييرا للسياسة المتبعة منذ فترة طويلة، التي كانت تقضي باتهام أغلب هؤلاء الذين يهاجرون لأول مرة بارتكاب جنحة. وفي ظل اتهام البالغين العابرين للحدود بارتكاب جناية واعتقالهم، فإن الأطفال المرافقين لهم يُفصلون عنهم، ويصنفون باعتبارهم قصرا غير مصحوبين.

وأعلن مسؤولون أمريكيون أن نحو ألفي طفل فصِلوا عن عائلاتهم، عند الحدود الأمريكية، خلال ستة أسابيع.

وعقب الإجراءات المشددة، التي فرضتها إدارة ترامب على عبور الحدود بشكل غير شرعي من المكسيك إلى الولايات، يتعرّض البالغون للاعتقال، ما يؤدي إلى فصل الأطفال المصاحبين لهم.
وقالت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية إن السلطات قامت بفصل أكثر من 2300 طفل عن آبائهم على الحدود مع المكسيك فيما بين الخامس من مايو والتاسع من يونيو بموجب سياسة «اللا تساهل» التي تتبعها إدارة الرئيس دونالد ترامب. ويقول المدافعون عن الهجرة وخبراء قانونيون إنه لا يوجد نظام واضح للمّ شمل هذه الأسر مرة أخرى.
وتقضي السياسة بأن يحيل المسؤولون عن الحدود كل المهاجرين الذين يتم القبض عليهم أثناء عبور الحدود بين البلدين دون سند قانوني إلى القضاء.

وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، كريستين نيلسن، إن الآباء الذين يتم الإفراج عنهم «يحق لهم استعادة أبنائهم من خلال عملية توثيقية».

متى يتم الفصل بين الأطفال والآباء؟

يتم نقل المهاجرين الذين يُلقى القبض عليهم قرب الحدود الجنوبية الغربية إلى مراكز استقبال حيث يحيل المسؤولون البعض إلى محاكم اتحادية لمحاكمتهم بموجب القانون الجنائي الأمريكي. ويوضع الآباء المحالون للقضاء في عهدة مسؤولي إنفاذ القانون وتفصل السلطات بينهم وبين أطفالهم.

وفي كثير من الأحيان يقر المهاجرون المتهمون بدخول البلاد بطريق غير مشروع بالذنب في جلسات جماعية ويتم الحكم عليهم بالحبس بضعة أيام أو بالفترة التي قضوها في الحبس وعندها ينقلون مرة أخرى إلى مركز الاستقبال ويتم ترحيلهم بسرعة ما لم يتقدموا بطلب يبدون فيه «خوفا له مصداقية» من العودة إلى وطنهم.

وفي الوقت ذاته يتم نقل الأطفال إلى عهدة مكتب إعادة توطين اللاجئين التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الذي يدير منشآت رعاية القاصرين. وينتشر 100 مركز في 17 ولاية وقد يتصادف أن يكون الآباء في طرف والأطفال في الطرف الآخر من البلاد.
وللأطفال قضية خاصة بهم في محكمة الهجرة ويحق لهم حضور جلسة كاملة أمام قاضي الهجرة وهي عملية قد تستغرق شهورا.

كيف يمكن للآباء الاتصال بأطفالهم؟

قالت إدارة الهجرة والإنفاذ الجمركي إنها نشرت معلومات في كل المنشآت التي يحتجز فيها الآباء لأكثر من 72 ساعة تنصحهم بالاتصال بخط ساخن لطلب المساعدة في العثور على أطفالهم.
وقالت الإدارة إنها ستتعاون مع مكتب إعادة توطين اللاجئين في تحديد مكان وجود الأطفال والتحقق من صلة القرابة وتوفير الاتصالات المنتظمة وتنسيق عمليات النقل إذا اقتضت الضرورة.
ويوجد خطان ساخنان أحدهما تديره إدارة الهجرة والإنفاذ الجمركي والثاني يديره مكتب إعادة توطين اللاجئين. ويقول حقوقيون إن فترات الانتظار على هذين الخطين قد تصل إلى 30 دقيقة ويتعيّن على الآباء معاودة الاتصال عندما يتعذر تحديد المكان الموجود فيه الطفل على الفور.

كيف يمكن لمّ شمل الآباء وأطفالهم؟

قالت إدارة الهجرة والإنفاذ الجمركي إنها «ستبذل كل الجهود الممكنة للمّ شمل الأطفال وآبائهم» بمجرد فصل القضاء في قضايا الآباء.
وقالت إنها ستعمل إذا تقرر ترحيل الأب مع مكتب إعادة توطين اللاجئين للمّ شمله وطفله وقت الترحيل على أن تتولى القنصلية التي تمثل البلد الأصلي معاونة الأب في استصدار وثيقة سفر للطفل.
وفي بعض الحالات ربما يقرر الآباء رغبتهم في إبقاء الطفل في الولايات المتحدة لمتابعة طلباتهم الخاصة باللجوء أو ربما يختار الأطفال أنفسهم طلب اللجوء. وفي حالات أخرى ربما يطلب الأطفال العودة إلى أوطانهم للحاق بآبائهم.
وقال مدير برنامج قصر بلا مرافقين في رابطة الخدمات المجتمعية للجمعيات الخيرية الكاثوليكية في نيويورك انتوني إنريكيز إنه لا يوجد جهد منهجي لضمان الجمع بين الأطفال وآبائهم.
وأضاف «أذهب إلى المحكمة وأقول ذلك للقضاة بعد حلف اليمين».
وتابع أن لمّ الشمل يتوقف على المسؤولين الحكوميين الأفراد الذين يتجاوزون واجباتهم لمساعدة الأسر أو أن يقوم محام من منظمة حقوقية أهلية بذلك.
وقال روبرت كاري الذي أدار مكتب إعادة توطين اللاجئين في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما إنه سيندهش إذا تم تطبيق نظم لإعادة توحيد الأسر بالسرعة التي طبقت بها سياسة «اللا تساهل»، وأضاف «التنسيق بين الوكالات المتعددة يستغرق وقتا».

هل سبق ترحيل آباء دون أطفالهم؟

يقول محامو الهجرة إنه تم ترحيل آباء في حالات كثيرة دون أبنائهم. وتقول منظمة «أطفال يحتاجون للحماية» الحقوقية إن من بين 40 حالة أحيلت إليها تم فيها الفصل بين أفراد الأسرة الواحدة منذ يوليو 2017 جرى ترحيل الآباء في 32 حالة قبل أطفالهم وإن الأطفال كانوا في سن الخامسة أو أصغر في 15 من تلك الحالات.
وقالت ليزا فريدمان، المحامية بالمنظمة، إن السلطات قامت بترحيل الآباء في بعض الحالات قبل العثور على أطفالهم.
وأضافت أن بعض الأطفال يبقون في الولايات المتحدة شهورا بعد ترحيل الآباء. ويلجأ الآباء الذين تم ترحيلهم إلى دول مثل جواتيمالا وهندوراس دون أبنائهم إلى منظمات محلية طلبا للمساعدة في العثور عليهم. تشير أرقام وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إلى أن 1995 طفلا فصِلوا عن 1940 بالغا، الذين اعتقلوا خلال الفترة ما بين 19 أبريل و31 مايو الفائتين
وعُهد بالأطفال إلى وزارة الصحة الأمريكية، وتم نقلهم إلى منشآت احتجاز حكومية أو مراكز رعاية الأطفال، إلى أن يتم حل قضيتهم.
وقال المدعي العام الأمريكي، جيف سيشنز، إن وجود هؤلاء الأطفال لن يكون درعا، يحمي عابري الحدود من المحاكمة.