عبدالبارئ البندري: حكايتي مع الضوء بدأت بكاميرا صديقي

مزاج الخميس ٢١/يونيو/٢٠١٨ ٠٤:٠٨ ص
عبدالبارئ البندري: حكايتي مع الضوء بدأت بكاميرا صديقي

مسقط - لورا نصره

حكايات كثيرة لا نستطيع سردها بألسنتنا تقولها الكاميرا نيابة عنا. تغوص الكاميرا إلى أعماق الروح وتستخرج خبايا النفس وتنطق بها من خلال لقطة تختزل كل ما يمكن أن يقال. ولهذا يحافظ سحر الكاميرا على وهجه.. تتطور الأداة كل حين.. ولكن لا يخبو أبدا سحر الإمساك بها واحتراف لعبة الضوء والظلال.
ومع كل وميض تبرز موهبة جديدة تقدم لنا أعمالا جميلة يمكنها المنافسة محليا وعالميا.
إحدى المواهب الشابة الجميلة في عالم الضوء هي المصور عبدالبارئ بن خالد بن مبارك البندري طالب علوم الحاسب الآلي في جامعة السلطان قابوس.
حكاية عبدالبارئ مع الضوء مشابهة لغيره ممن سحرهم هذا العالم وعنها يقول: "كانت بداية تعلقي بالتصوير في مرحلة الدراسة الثانوية. حيث وجدت معلومات جيّدة عن استخدام الكاميرا والتصوير في اليوتيوب، وكنت أستعير كاميرا صديقي لأنني لا أملك واحدة، لاستخدامها في توثيق الفعاليات التي تقام في المدرسة وهو ما كان البداية لتأسيسنا لفريق تصوير يمثل المدرسة وكنا في حدود خمسة أشخاص".
ومع تتالي مراحل الدراسة تتطور الموهبة ويزداد التعلق بها مما يدفع صاحبها إلى البحث عن وسائل لبلورة هذه الموهبة وصقلها لتلمع كما يجب.
يقول عبدالبارئ: "عندما بدأت دراستي الجامعية ازداد حبي للتصوير مما جعلني أبحث عمّن يمكنه مساعدتي لتعلم المزيد عن هذا الفن. وكنت عند كل سؤال أجد نفس الجواب الذي يرشدني للانتماء لجماعة التصوير في الجامعة ففيها سأجد كل ما أبحث عنه. وبالفعل، هذا ما حصل. انتسبت لجماعة التصوير وبدأت معهم أتسلّق السلّم خطوة بخطوة، وكنت أجلس في مكتبهم لوقت متأخر أطرح الأسئلة وأستقبل الإجابات بكل ترحاب وسعة صدر".

قدوة لي
للتواصل مع المصوّرين الآخرين والتغذية البصرية دور كبير وأساسي في تطوير إمكانيات أي مصوّر وهذا الأمر أساسي بالنسبة لعبدالبارئ وهناك أيضا من المصوّرين من شكّل قدوة حقيقية له. يقول: "التواصل مع المصوّرين الآخرين من الأساسيات لديّ، وأنا موقن تماما لأهمية ذلك ومن هنا لديّ علاقات وتواصل ممتاز مع عائلة جماعة التصوير الضوئي ومع أعضاء الجمعية العُمانية للتصوير الذين نتبادل معا الخبرات ونكتشف معا مزيدا من أسرار الضوء".
ويضيف: "أما الأشخاص الملهمون لي والذين اعتبرهم قدوتي الحقيقية في التصوير فهم أصدقائي وإخواني الذين رحلوا عن عالمنا وهم محمد النهدي وأحمد العبادي وعمان العدوي "رحمهم الله". هؤلاء كانوا من أكثر الأشخاص الذين كنت أرجع لهم بعد كل تصوير وأناقشهم وكانوا يفيدونني بآرائهم القيّمة".

مشاركات عديدة
حقق عبدالبارئ نتائج جيّدة في رحلته الضوئية ومن أهمها الفوز بالمركز الأول في مسابقة إبداعات شبابية على مستوى ولاية صحار، والفوز بالمركز الثاني في مسابقة يوم التطوع العُماني التابعة لجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي والمركز الثالث في مسابقة الشباب التابعة لجمعية التصوير. كما قبِلت أعماله في العديد من المعارض المحلية والعالمية.
وحول المستقبل يقول عبدالبارئ: "التصوير مهم جدا بالنسبة لي لدرجة أنه يشغل الآن 80% من حياتي ولا أتوقع أن أتخلى عنه.. وهذا يختصر ما أريد قوله أو أسعى لتحقيقه في المستقبل القريب".