مكتبات في الأحياء السكنية

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠١/مارس/٢٠٢١ ٠٨:٢٣ ص
مكتبات في الأحياء السكنية
علي المطاعني

بقلم : علي المطاعني

تعزيز الارتباط بالكتب والقراءة في البلاد يتطلب أن تكون هناك محاضن للتربية تأخذ بيد الأجيال الناشئة، وتمهد لهم الطريق للمستقبل. ولعل إنشاء المكتبات العامة الأهلية أو المجتمعية واحدة من المشروعات التي يستوجب تعزيزها وتبنيها من قبل الجهات الحكومية والأهلية؛ لتكون المكان الذي يجتمع فيه طلبة العلم والثقافة، ومن خلاله تسهم في تنشئة أبناء المستقبل متزودين بالعلوم والفنون والآداب، فضلا عما يمكن أن تسهم به المكتبات في أن تكون مكانا ملائما للمطالعة المدرسية للكثير من الأسر التي قد لا يتهيأ لها المكان المناسب في المنازل، وهو ما يتطلب إطلاق مشروع المكتبات في الأحياء السكنية بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة والأهالي لإيجاد مناخ إيجابي للاطلاع والمعرفة.. إن إيجاد مكتبات عامة في الأحياء السكنية يعتبر مشروعا وطنيا وأهليا يجب أن يحظى باهتمام المسؤولين والأعيان بولايات السلطنة بحيث تكون هذه المكتبات كالنواة في المجتمع؛ ينهل منها الجميع، وتوفر بعض المستلزمات الضرورية التي تحتاجها عملية التعلم والمطالعة وإجراء البحوث والدراسات وغيرها من متطلبات العملية الدراسية والأكاديمية فضلا عن إشباع نهم الأجيال للقراءة في ميادين العلوم بشتى أنواعها.. هذه المكتبات من شأنها أن تقدم دروسا ومحاضرات وورشا تدريبية وحلقات عمل تسهم في نقل المعرفة واتساعها وتبادل الثقافات بين الأجيال.

إن الاطلاع على تجارب الدول في هذا الجانب ذو أهمية بالغة لمعرفة كيف صارت هذه المكتبات الأهلية العامة وميض إشعاع فكري في تلك المجتمعات، ينهل منها الجميع، ويرتشف منها الكل وفق اهتمامه وتخصصه، وأضحت ملاذا لمن لا تتوفر لديه الأمكنة للاطلاع والمراجعة.. اليوم واقع المكتبات الأهلية في بلادنا دون المستوى المطلوب وعبارة عن محاولات فردية وجهود بسيطة لا ترقى إلى ما يتطلع إليه الجميع بأن تكون هذه المكتبات مواعين للتربية ومنارات علمية وفكرية بارزة..بالطبع الجهات المعنية تشجع إنشاء المكتبات العامة ويمكن أن تسهم في رفدها والجهات التمويلية من القطاع الخاص والأهالي إذا توفر مشروع وطني يحفز على مثل هذه المشروعات الثقافية، وفي الجانب الآخر على الشركات ذات العلاقة كالكهرباء أن تخفف من الأعباء الملقاة على كاهل الأماكن العامة كالمكتبات؛ كإسهام منها في رفدها بخدمة الكهرباء والمياه والانترنت..نأمل أن نرى هذا المشروع متبلورا من وزارة الثقافة والرياضة والشباب كفكرة ودراسة ودعم مادي ومعنوي لمشروعات كهذه.