الفنانة فخرية خميس تطمئن جمهورها على صحتها وتؤكد: الدراما العمانية تراجعت في الفترة الأخيرة

مزاج الثلاثاء ١١/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
الفنانة فخرية خميس تطمئن جمهورها على صحتها
وتؤكد: الدراما العمانية تراجعت في الفترة الأخيرة

-يجب على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون إذا ما أشترت أعمال من خارج السلطنة أن تطلب مشاركة الفنان العماني فيها
-أجور الفنانين مشكلة كبرى فلائحة الأجر -من زمن دقيانوس-
- أشعر وكأن الكاتب العماني "زعلان".. وأيضا "كسلان"

حوار- خالد عرابي

تعرضت الفنانة القديرة فخرية خميس مؤخرا إلى وعكة صحيها أدخلت على أثرها إلى المستشفى السلطاني وبقيت به يضعة أيام.. "الشبيبة" ذهبت لزيارتها في المستشفى لتطمئن عليها ولتطمئن جمهورها ومحبيها عليها، إلا أننا وجدنا أنها قد خرجت من المستشفى في صباح ذاك اليوم، فزرناها في بيتها ودار بيننا هذا الحوار الذي لم يتوقف عند حد الاطمئنان عليها وإنما أمتد إلى جديدها وحول كثير من قضايا الدراما العمانية والأحور النصوص وكتاب الدراما وغيرها

في البداية طلبنا منها أن تطمئنا عليها وعلى أحوالها الصحية وماذا حدث فقالت: -الحمد لله- كانت وعكة صحية بسيطة وكانت بسبب بعض مصاعب في التنفس بسبب تغير الفصول، ولله الحمد لم تدم طويلا وإنما أخذت أيام قلائل وأنا الآن بخير وقد خرجت إلى البيت وسأستأنف نشاطي قريبا خاصة وأن لدي العديد من الدعوات والمشاركات الخارجية كعضوة لجنة تحكيم ومشاركة في بعض المهرجانات السينمائية والمسرحية في الخارج.

كيف بينت لكي تلك الأزمة محبة الناس وجمهورك؟

للأمانة وفي البداية لم أرد أن يعلم بما حدث أحد فلم نخبر أحد وحتى طلبنا من إدارة المستشفى ذلك وعدم نشر الخبر أو تسريبه، لأنني كنت بحاجة إلى الأطمئنان على نفسي أولا وأنني لم يكن الوضع يسمح لي باستقبال أحد فعلا، وأنا لا أستطيع أن يأتي أحد ولا استقبله ولذا فقد تعاونت إدارة المستشفى مشكورة في ذلك ولكن في اليوم الثالث وبعد أن تحسنت ظروفي الصحية عرف الخبر فوجدت الكثيرين يتصلون للاطمئنان على ومنهم من جاء زارني فى المستشفى وعلى رأسهم معالي عبدالمنعم بن منصور الحسني، وزير الإعلام، كما زارني عدد من الكتاب والأدباء في البيت، وأنا اشكرهم جميعا على محبتهم، وهذا هو ما يخرج به الفنان وهو محبة الناس وأنا أحمد ربي الذي منحني إياها.

إذا هل أثرت هذه الوعكة الصحية على بعض ارتباطاتك أو مشاركاتك وأعماتلك؟

أثرت ولكن على أشياء بسيطة وليست على مستوى أعمال درامية لأنه ليس لدي عمل بذاته أصوره الآن، ولكن كان من المفروض مشاركتي في مهرجان سأكرم خلاله في العراق وكان السفر خلال تلك الأيام التي تعبت فيها فأعتذرت عنه، كما كانت هناك مشاركة أخرى في مهرجان في تونس ولكنه تأجل، كما كان هناك اجتماع آخر لبعض اللجان المرتبطة بالدراما في الهيئة وأيضا لم أتمكن من المشاركة فيه.

وماذا عن أعمالك المستقبلية وما هو قادمك خلال الفترة المقبلة؟

ليس لدي في تلك الفترة بعض الأعمال الفنية أو الدرامية كما ذكرت، ولكن كلها مشاركة في بعض المهرجانات السينمائية ومنها كعضوة لجنة تحكيم مهرجان السينما في أبوظبي من 15 – 20 أكتوبر، ومشاركة أخرى كعضو لجنة تحكيم في مهرجان مسرح الشباب في دبي في الفترة من 21 إلى نهايى أكتوبر الجاري، كما أن هناك رعاية لبعض الاحتفالات ومنها ما هو خاص بالاحتفال بيوم المرأة العمانية مثل رعايتي لحفل لشركة أوريدو ومشاركتي في آخر لشركة عمانتل، وهي مشاركات ضرورية وتكسب الفنان فرصة التواجد وكذلك مقابلة زملائه والتعرف على الجديد.

إذا كيف ترين مستوى الدراما العمانية الآن وما وصلت إليه؟

الدراما العمانية تراجعت في الفترة الأخيرة ، والمشكلة أن البعض يلقون بالمسؤولية في ذلك على الممثل، ولكن في ذلك أقول: لا نستطيع أن القول بأن الممثل هو السبب في تطور الدراما أو تراجعها، وإنما هناك منتج وهناك هيئة حكومية هي المسؤولة الآن ( تقصد الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون) وهناك دعم، والهيئة هي التي تعطي العمل لمنتج منفذ وهي التي تعطي الثقة في هذا المنتج المنفذ، سواء قدم لهم فكرة أو نص أو عمل وغيره، ويفترض أنه طالما جاءت الموافقة من قبل اللجنة المكلفة من الهيئة بالموافقة، فيجب أن يكون المنتج على قدر المسؤولية وأن يخرج العمل على المستوى الصحيح والمتوقع، ولكن ماذا يحدث ؟ يفاجىء الجمهور بأن هذا العمل لم يجد القبول الكافي أو حتى أنه مرفوض من قبل الجمهور، وذلك يحدث أحيانا لأنه قد يقوم المخرج المنفذ بالتغيير في النص، أو أنه خرج عن الإطار الذي رسم للعمل، ولكن ينبغي أيضا أنه طالما وافقت اللجنة على العمل مسبقا فينبغي أن ينفذ بتلك الصورة التي رسمت له مسبقا والتي أتفق عليها من قبل.
واستطرت قائلة: أي نعم أن هناك خيال للمخرج ويمكن عمل إضافات ولكن بحيث لا تخرجه عن إطاره، وألا نقصر في إنتاجه بحيث يأتي ضعيفا أو لا يتناسب مع التسويق ولا مع ذوق المشاهد.
وأشارت فخرية خميس إلى أنه ينبغي علينا ألا ننسى أنه في الماضي كانت الأعمال تعرض في القنوات الأرضية أو المحلية فقط، بينما اليوم فهناك منافسة إقليمية كما أن هناك فضائيات ومن ثم فهناك مقارنة، وهي (أي المقارنة) لن تكون في صالحنا بهذه الصورة، طالما أن العمل يخرج ضعيفا، بينما إذا تمكنا من إنتاج أعمال قوية فإنها يمكنها أن تنافس، وفي ذات الوقت ستستحق الإشادة بها من الجمهور.

وكيف ترين دور الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في دعم الدراما والإنتاج؟

للأمانة الهيئة ومنذ أن تم إنشائها قامت بدور مهم وكبير في دعم الإنتاج وزاد عدد الأعمال المنتجة فعلا، ولكن تراجع فقط مؤخرا وذلك بسبب أن بعض الأعمال كانت ضعيفة، فآخر عمل قمنا به كان "انكسار الصمت" وكان متميزا وقوىا ولكن للأسف لم ينل التسويق الكافي والدعاية الكافية له، وفي هذا العام كان يفترض ألا يكون هناك إنتاج ولكن نظرا لأنه كان هناك اتفاق مسبق مع منتج منفذ من العام الماضي فكان لابد من القيام بعمل، ولكن أين هو العمل ولماذا لم يظهر حتى الآن؟ رغم أنه كان فيه تعاون خليجي وفنانين من الخليج ومخرج أردني.
وأضافت: من حق الهيئة أن تتوقف أو تختار المنتج الكفء، فكثير من المنتجين المنفذين يعطى لهم ميزانيات ومع هذا لا تصرف على العمل ويبخلون عليها فيظلم العمل وإن كان هناك في المقابل منتجون ينفقون فعلا على الأعمال ومنهم مركز الأحلام، وسالم بهوان رغم أنني حتى الآن لم أعمل معه ولكن شهادة حق فهو ينفق على الأعمال جيدا ولذلك تخرج الأعمال قوية.

وما هو دور شركات الإنتاج في ذلك؟

شركات الإنتاج لا تقوم بالإنتاج من مالها الخاص وإنما فقط تقوم بدور المخرج المنفذ، كما أن المنتج المنفذ أحيانا لا يقوم بالدور التسويقي الكافي للأعمال مما يؤدي إلى عدم انتشار العمل كثيرا، ولذا فأنا أرى أنه إذا كان العمل قوي وجيد ويستحق الانتشار فأتمنى من الهيئة العام للإذاعة والتلفزيون أن تقوم بدور في عملية تسويق تلك الأعمال، فإذا كانت هي (أي الهيئة) هي من وضعت ثقتها الكاملة في هذا المنتج فليكن لها دور مكمل أيضا وهو الدعم في عملية التسويق لهذه الأعمال، إضافة إلى أنه يفترض من الهيئة أنها إذا ما أشترت عمل من منتج من خارج السلطنة أن تطلب مشاركة الفنان العماني فيه، وهذا يحدث من قبل كثير من المؤسسات الأخرى.

وهل ترين أن الأزمة تكمن في قلة النصوص كما يقول البعض؟

لا. منذ البدايات وهناك نصوص جيدة والكتابات جميلة والابعاد التي تتطرق لها متميزة، والقضايا المطروحة ومعالجتها رائعة، ولو رجعنا إلى تلك الأعمال القديمة نجد أنها قامت على أيدي كتاب عمانيين وكانت متميزة، ولكن هناك تراجع، فمثلا الكاتب يشكو ويتسائل إلى متى سأبقى على هذا الأجر الذي وضع منذ عقود، وحينما أطالب بزيادة الأجر يرفضون، ولذا أشعر وكأن الكاتب العماني "زعلان".. وأيضا "كسلان" لأنني أكثر من مرة أذهب إلى بعض الكتاب العمانين المعروفين بكتاباتهم المتميزة وأطلب منهم أن يعطوني بعض النصوص وأنا سأقوم بتسويقها لهم خارج السلطنة ومع هذا وحتى الآن لم أجد منهم من يفعل ذلك ولذا فأنا اسمى ذلك كسل.

إذا كنتي تتحدثين عن أجر الكاتب أو المؤلف فكيف ترين أجر الفنان؟

هذه إشكالية أكبر، وهي تدور حول نفس الفكرة فلائحة الأجر بالنسبة للفنانين أيضا قديمة جدا -من زمن دقيانوس- على حد وصفها ولم تتغير ونحن الذين كنا فئة "أ" وينبغي أن يحدث تدرج في الفئات ومع هذا لم يحدث ذلك، ولماذا أيضا لم تغير لائحة الأجور التي وضعت منذ السبعينات أو حتى من الثمانينات، ولكن في المقابل حينما يكون العمل مع المخرج المنفذ فيكون اتفاق حر ولذا فلا خلاف معهم، فقد عملت مع المخرج ناصر البدري وكذلك مع شركة الأحلام وهما من أفضل المنتجين وقد تعاونت وعملت معهما كثيرا وهما على طول الوقت يطلبونني للعمل معهما مرة مع ناصر البدري، وأكثر من مرة مع مؤسسة الأحلام.
غير أنها أشارت إلى أن الأجور في المقابل أيضا تراجعت في الكويت، فبعد أن كانت عالية في الماضي أصبح فيها "فصال" فالمنتج يفاصل مع الممثل في الأجر كما في سوق واقف لأن المنتج الكويتي أصبح يبحث عن تأدية العمل على حساب الممثل، كما أصبح هناك تعامل على حسب من يتعامل أو من تحب فقط، أما في السعودية فما زالت حريصة على أجور الفنانين.
وقالت أنا إنسانة لا أبحث عن الشهرة ولا أقول أنني أكتفيت من الشهرة فأنا لدي التزامات ولدي بيت وأسرة، وأريد أن أخدم بلدي من خلال أعمال تقدم، ولذا فوجودي أكثر في أعمال في الخارج لأنه لا توجد أعمال كثيرة هنا، ولو أن هناك أعمال تنتج وبغزارة فلماذا أفكر في السفر والعمل في الخارج والغربة.

وما رأيك في أنه أصبح هناك موسم واحد وهو رمضان؟

علينا أن نخلق موسما آخر بخلاف رمضان، فهذه المقولة وهي موسم رمضان من وجهة نظري لم تعد حجة، فنحن نعلم أن هناك العديد من الأعمال يظلمها موسم رمضان وذلك بسبب خرائط البرامج وأن هناك بعض الأعمال التي توضع في توقيتات لا تستحقها بينما مسلسلات قوية وجميلة توضع في توقيت خاطيء فيظلمها، ولكن وبعد انتهاء موسم رمضان تعرض مرة أخرى وفي توقيت أفضل فتحصل على أعلى نسب المشاهدة ويرد لها حقها، لأنه ليس من المعقول أن يرى الناس هذا الكم من الأعمال في رمضان ومن هنا ففكرة الموسم الأوحد (وهو رمضان) لم تعد مقنعة، كما أن الشيء الآخر أن كل الأعمال الآن أصبحت موجودة على الإنترنت واليوتيوب وبكبسة زر واحدة يمكنك أن ترى ما تريد.

وماذا عن الفيلم العماني وكيف ترينه؟

هي أعمال قليلة جدا كما تعرف وما زال أمامنا الكثير في ذلك، وبالطبع فأول فيلم عماني روائي طويل هو "البوم" وكان قد عرض علي المشاركة فيه حينها ولكن دور النساء كان قصير وغير مخدوم ومع هذا قلت أنه يكفي شرف المشاركة في فيلم سوف يؤرخ كأول فيلم عماني وقبلت المشاركة، ولكن أنا في حينها كنت قد وقعت من قبل عقد مع مؤسسة الإنتاج البرامجي في الكويت التي أعمل معها، ولذلك أعتذرت وذلك لأنهم في الكويت لم يتمكنوا أن يفرغوني وفي عمان لم ينتظروني ولذا فلم اشارك فيه ولكن بعد ذلك عملت في فيلم "الزهرة" مع جاسم البطاشي وهو من تأليف سماء عيسى وعملت فيلم "الضنا" مع المخرج الإماراتي سعيد السالمي والسيناريست محمد حسن أحمد.

الفنانة القديرة فخرية خميس أثارت معنا قضيتين أخرتىن حين قالت بأن أحد المنتجين العمانيين الكبار قال لها: إن أحد معاناتنا أن بعض القائمين على القنوات والمؤسسات الخليجية يرفضون أخذ الأعمال العمانية نظرا لوجود الزي العماني، وقال أنه في البداية كانت الشكوى من اللهجة ولكن قلنا نحن نتكلم باللهجة البيضاء والمفهومة وحتى حينما جاء خالد الأمين وحدث تعاون معه في "أرواح"، وبعد ذلك قال تحولت الإشكالية من اللهجة إلى الزي ولكن قلت له نحن نتابع ونحصل ونشتري أعمال دول أخرى وهي بلهجتهم وزيهم فكيف يحدث ذلك؟ وإذا كنا نحصل على أعمال دول أخرى فلماذا لا نقل لهم أو نشترط عليهم أيضا أن يشتروا حقوق بث أعمالنا وأن يكون هناك معاملة بالمثل.
أما القضية الأخرى فقد تحدجثت عن البيئة والطبيعة العمانية خاصة وأننا لدينا جميع "اللوكيشانات الطبيعية" فبلدنا تتمتع ببيئة وطبيعة متنوعة وخلابة ما بين الشواطيء والصحاري والجبال وغيرها فلماذا لا يستفاد من ذلك وتأتي الأعمال تصور عندنا، ولماذا لا نشترط أننا في مقابل أن نشترى أعمال بعض الدول أن يقوموا بتصويرها في عمان، فالغريب في الامر أننا نسمع أن هناك دول غربية وشرقية تأتي وتصور في عمان فمثلا جاء مخرجون من أمريكا والهند وصوروا أفلامهم هنا ومع هذا لم نر دولا عربية أو خليجية تأتي وتصور أعمالها في عمان.

وبما أننا هذه الأيام على وشك الاحتفال بيوم المرأة العمانية ختمنا معها: هل عالجت الدراما العمانية قضايا المرأة عندنا؟

طبعا عالجت وطرحت قضايها فمثلا في "انكسار الصمت" كانت هناك معالجات لقضايا تخص المرأة، و لكن نظرا لأننا في عمان ليست لدينا ظواهر أو مشكلات كبيرة تعاني منها المرأة العمانية كما دول أخرى فشعر البعض وكأن الأعمال الدرامية أو الفنية لم تعالج قضايا المرأة، فنحن ولله الحمد ليس لدينا ظواهر مؤرقة لنطرحها، ولكنها ظواهر قليلة وقد طرحت، بينما هناك دول أخرى تعاني من ظواهر سلبية كثيرة فيما يخص المرأة ومنها التحرش والمخدرات، أما نحن فالوضع لدينا هاديء، ولكن أيضا يمكن شراء نصوص من دول أخرى، وضربت مثالا في ذلك قائلة: تخيل أنه كان يحدث ذلك منذ الثمانينات فمثلا في العام 1989 عملت عمل مشترك بين عمان والعراق، حيث انتجته شركتا سابكو العمانية وسومر العراقية اسمه "نؤاء قي الذاكرة" وشارك فيه نجوم عراقيين كبار في ذاك الوقت منهم: هديل كامل وهند كامل ومحمود عباس وإخراج فيصل ياسر العراقي وغيرهم ولاقى نجاحا كبيرا فأين نحن الآن من ذلك؟