سياقة ضعيفة ورقابة غير كافية!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٢/أغسطس/٢٠٢١ ١٤:٠٥ م
سياقة ضعيفة ورقابة غير كافية!

بقلم : حمد العلوي

لقد شهد نظام المرور في السلطنة تراجعاً في السنوات الأخيرة عن مسار النهضة العُمانية، مخالفاً بذلك التطور الطبيعي لما كان عليه نظام المرور من قوة وإلتزام مع بدايات النهضة، حيث كان مضرب المثل مقارنة ليس بدول الجوار وحسب، وإنما بما عليه نظم المرور في الدول العربية، ومرد هذا الإضطراب السلوكي في السياقة ضعف تعليم السياقة، وتأثير الثقافات الخارجية التي أتت مع الوافدين، وكذلك ضعف الرقابة التالية من الجهات الرقيبة على الشارع العام، وحتى الوافدين من الدول الغربية الذين تربوا على نظام مروري صارم في بلدانهم، تخلوا عمّا كانوا عليه، فصاروا يقلدون البيئة المرورية التي أنوجدوا فيها.

فأنت إذ تدخل الشارع، وتعلم إن هناك أكثر من مائة مخالفة أقرّها قانون المرور ولائحته التنفيذية، فقط في باب قواعد وآداب المرور، فلا ترى يطبق منها إلا العدد اليسير، فتصاب بالدهشة والإمتعاض، فتقول ما فائدة وجود التشريعات القانونية إذا لا تطبق في الشارع، وإن معظم بل كل السائقين لا يلمُّون إلا بالقليل منها، وربما المشرفين عليهم يشاطرونهم نفس الفهم، فعلى سبيل المثال الإشارات الضوئية الجانبية، لا تستخدم إلا من القلة القليلة، وربما البعض يستنكرها عليك، إن أنت فعلت واستخدمت الإشارات الجانبية، وقد يلتمسون لك العذر إذا ظنوا إنك سائق حديث السياقة.

أما إذا جئت إلى الإشارات الدولية، فمعظم السائقين لا يعرفون منها إلا شكلها، أما دلالاتها ولوازمها فهي مجهولة بالنسبة لهم، فمنها تمنع التجاوز، ولكنها ليست صريحة في الشكل، وبعضها تلزم بتخفيف السرعة، ولكن غير مكتوب عليها ذلك، وغير ذلك الكثير يحتاج إلى فهم، ولكن إن لم يُفهّم ذلك للسائقين من شخص متخصص، فلن يفهما الناس من تلقاء أنفسهم، وما تعلموه لضرورات الإختبار في السياقة، فربما قد نسوه بمجرد الحصول على الرخصة، ولأن الإشارات الدولية تقرأ وتحفظ في الذهن شكلاً، لأنها ليس لها لغة واحدة حتى يكتب عليها، فالناس على اختلاف لغاتهم يعرفون قراءتها بالشكل وحسب، فيلتزمون بها ويحترمون مقاصدها، فما أحوجنا إلى معرفة معانيها إن كان للاسترشاد بها محلياً، أم في حالة السفر دولياً.

- أعلم أخي السائق:

{إن السياقة: "فن، وذوق، وأخلاق" وأنت تعلم أن المركبة لا عقل لها ولا إرادة، بل عقلها بيد سائقها، وعليك أخي السائق؛ أن تتجنب أخطاء الآخرين، فاخذ حاجتك من الطريق، وأتركه آمناً لغيرك كونه ملك الجميع}.

 (*) - خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور - مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.