ترامب يعيــد حساباته

الحدث الأحد ١٣/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص
ترامب يعيــد حساباته

مسقط - محمد البيباني

هل سيغير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من بعض مواقفه بعد انتخابه رسمياً؟ السؤال الأبرز الذي فرض نفسه بقوة على الساحة الدولية التي صدمها نبأ إعلان فوزه بعد تصريحات أثارت القلق خلال الحملة الانتخابية.

هذا السؤال طرحته «الشبيبة» بعد اللهجة المغايرة التي اعتمد عليها في الخطاب القصير الذي ألقاه بعد إعلان النتيجة بساعات قليلة، وظهر خلاله كشخص آخر غير ترامب المرشح للرئاسة.
اليوم وبعد أربعة أيام من تنصيبه وحتى قبل استلامه مهماته الرئاسية في 20 يناير تظهر الإشارات في الاتجاه الإيجابي الذي يرجح إمكان اعتماده سياسة مغايرة لما سبق وأعلن عنها بعد اعتماده على خطاب مغاير.

شخصية ترامب:

كتاب «فن الصفقة» الذي نشره قطب العقارات دونالد ترامب لأول مرة في العام 1987، وبيع منه أكثر من مليون نسخة، يعطي لمحة عن شخصية ترامب من خلال تعاطيه مع عالم العقارات ومع كيفية النجاح في إتمام صفقاته.

البراجماتية هي الصفة الغالبة على شخصية الرئيس الأمريكي الجديد الذي يعتمد على منطق الصفقة في حياته، وهو الأمر الذي قد يدفعه للعب بالأوراق التي تضمن نجاحه في إتمامها.
وليس ببعيد أن يكون الرجل قد اعتبر أن ترشحه للرئاسة «صفقة» تستلزم خطاباً جديداً يضمن النجاح.
منطق الصفقة أيضاً لن يثنيه عن تغيير مواقفه بعد تحقيق الهدف إذا ما كان هذا التغيير في صالحه.

وفي الكتاب فقرات تؤكد ذلك، منها: «من الضروري جداً أن تكون مرناً»، و«فور التوصل لاتفاق حول صفقة، أحاول الخروج بعدد من الأساليب للتأكد من أن الصفقة ستسير وفقاً لما تم التخطيط له».

المؤشر الأول :

أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للمرة الأولى أنه يعتزم الإبقاء على جزء من برنامج الضمان الصحي المعروف باسم «أوباما كير»، وذلك في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت»، بعد أن كان وعد خلال حملته الانتخابية بإلغائه في حال انتخابه.

وأوضح ترامب للصحيفة أن أحد الأسباب التي دفعته إلى تغيير موقفه، هو اللقاء الذي جمعه بالرئيس المنتهية ولايته، ويعتزم ترامب الاحتفاظ بجزأين من البرنامج يتعلق الأول بمنع شركات التأمين من رفض أي مريض بسبب وضعه الصحي، فيما يتيح الثاني لأولياء الأمور إمكانية تمديد التغطية الصحية لأولادهم لفترة أطول.
وقال الرئيس المنتخب: «أحب كثيراً» هذين الجزأين من البرنامج.
وكان قطب العقارات هاجم برنامج «أوباما كير» خلال حملته الانتخابية واعداً بإلغائه في حال انتخابه رئيساً.

المؤشر الثاني:

من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أنه لا يستبعد إمكان طلب النصح من الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وذلك بعد تلقيه مكالمة «ودية جداً» من زوج منافسته الديمقراطية التي كان وصفها خلال الانتخابات الرئاسية بأسوأ العبارات.

ويعتمد ترامب أسلوب التهدئة، بعد حملة انتخابية رئاسية سادها خطاب عنيف غير مسبوق. وكان الرئيس المنتخب قال الخميس إنه يتطلع «بفارغ الصبر» للعمل مع الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته باراك أوباما والاستماع إلى «نصائحه»، مضيفاً «أكن له احتراماً كبيراً».
وفي مقابلة مع شبكة «سي بي إس»، سألت الصحفية ليزلي ستال الرئيس الجمهوري ما إذا كان يعتزم أيضاً أخذ المشورة من الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون.
فأجاب ترامب الذي يتسلم مهماته الرئاسية في 20 يناير «إنه شخص موهوب جداً، في النهاية إنها عائلة موهوبة جداً. بالتأكيد، سأفكر في ذلك».
أما عن المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون التي اتصلت به ليل الثلاثاء الأربعاء للإقرار بهزيمتها، فقام ترامب بمدحها أيضاً، مع العلم أنه كان استخدم أسوأ العبارات في وصفها خلال الحملة، في وقت كان مؤيدوه يرددون عبارة «اسجنوها» عند ذكر اسمها.

المؤشر الثالث... تساؤلات

هل من الممكن أن يتسبب خلل تقني في إزالة تصريحات ترامب بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة دون غيرها من تصريحات على الموقع؟! أم أن ترامب يمهد لمراجعة موقفه في هذا الاتجاه وأن إزالة تلك التصريحات كانت عمداً لتمهيد وتهيئة الرأي العام لحدوث هذه المراجعات في المستقبل؟

فعلى الرغم من ظهور التصريحات الخاصة بالمسلمين مجدداً على الموقع الإلكتروني للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلا أن هذا لا يمنع أنها أزيلت لفترة من الموقع وسط شكوك حول رواية الخلل التقني.
وكان رجل الأعمال الثري طرح هذا الحظر في ديسمبر 2015 من غير أن يكرره لاحقاً خلال حملته الانتخابية، وبعدما أشار صحفيون عدة إلى اختفائه عن موقعه بعد انتخابات الثلاثاء، عاد إلى الظهور الخميس.
وأوضح فريق حملة دونالد ترامب في بيان رداً على أسئلة الصحفيين حول الموضوع «إننا بصدد معالجة المشكلة وسيتم إصلاحها قريباً».