«الصحة» تلاحق.. الصحة

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٧/أبريل/٢٠١٦ ٠٨:٢٥ ص
«الصحة» تلاحق.. الصحة

محمد بن سيف الرحبي
malrahby
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

«المرء طبيب نفسه».. هذا ما أؤمن به، وما أشعر به من صعوبات «مرضيّة» عائد إلي «شخصيا» حيث يمكن تلافي الكثير من «العثرات» الصحية حينما نجيد «فرملة» اندفاعنا صوب «صحون المندي والبرياني» بخاصة في «العزومات» التي تتكاثر من فترة إلى أخرى.

ماذا ننتظر من شخص نظامه كالتالي: يتناول إفطاره من مطاعم الوجبات السريعة أو من المقاهي (وفي ذلك احتمالات عدّة تتعلق بجوانب النظافة والمواد المستخدمة كالزيوت وغيرها) ثم يعود بعد فترة الدوام ليجد صحن الأرز عامرا ليتناول كميات لا يكف الفم عن تلقّيها حتى الشعور بأنه لم يعد في البطن (الكرش) فراغ حتى لنصف لقمة.. وبعدها النوم، وصولا إلى العشاء متأخرا، وثم.. النوم.
حينما يسأله أحدهم عن ممارسته للرياضة.. يجيب: لا أملك الوقت! مع أنه يجده للأكل، ومن البديهي أن الصحة تكمن في الحركة، لا في إلقاء المزيد من الطعام إلى الجســـم، وأكثره محســـوب على الدهون والنشويات، وبما يفوق قدرة المعدة على هضمه.
مواجهة بسيطة للذات تعطينا إجابات على ما نفعله بصحتنا.. ولا نلوم المستشفيات بعدها، ليكون الأطباء أرحم بنا من أنفسنا، وقد عثنا فيها فسادا، فتتكدس الدهون على «خاصراتنا» بما يعقّد عمل شرايين القلب حيث تفيض إليه لغياب الحركة اللازمة تحرق تلك الكميات التي لو وزعت على فقراء العالم لكفى عشرة منهم على الأقل..

معروف أن المعدة «تسترخي» مع نوم صاحبها، وتعاني الأمرّين في استمرار إلقاء الطعام إليها دون حساب، أو على فترات متباعدة.. يضاف إلى ذلك أنه من واجبات الضيافة أن نقول للضيف إنك لم تأكل جيدا، وهذا ما يثير الضحك كثيرا حينما يشعر ذلك المخلوق بالاختناق لما التهمه خلال نصف ساعة من كميات تكفيه عدة وجبات، ويقال له: «كأنك مسوّي عزام»!!.

تقول وزارة الصحة إن 68 بالمائة من أسباب الوفيات عائدة إلى الأمراض غير المعـــدية، وإن 85 ألــف مصــــاب بالسكري في السلطنة، و40 بالمائة من الإصــــابات «المرضية» يمكن تلافيها بنشاط صحي جيّد وممارسة الرياضة ولو المشي نصف ساعة يوميا..
وجدت أحد «الرفاق» يمشي يوميا، حتى أني وجدته فجرا ذات مرّة، يقول إنه لم يذهب للمستشفى إلا في مرات نادرة، ويتلافى ذلك بنظام صحي يقلل فيه من حجم الطعام، بخاصة الدهنيات، ويمارس المشي يوميا، ولا يدعي أنه لا يجد الوقت الكافي.. لأنه وكيل وزارة!
سردنا مع بعض قصص عدد من الأشخاص الذين تخطوا السبعين ولا يزالون بأجسام صحيحة لأنهم يطبقون القول «المرء طبيب نفسه» فلا يرون في صحون الولائم فرصة التهام ما أمكن، ويجدون في المشي صحة نفسية قبل أن تكون بدنية فقط.
لكن، ماذا نقول عن مصابين بالسكر ولا يصمدون أمام تمر الخلاص والحلوى؟! وتعاني أجسامهم من مصاعب عدة ولا يصبرون على المشي؟!
ربما نقول يا وزارة الصحة صادقة أنت في إحصائياتك ونصائحك، ولكن شوارعنا ليس بها أرصفة تتيح لنا المشي دون خوف.. والأحياء السكنية، قديمها وحديثها، تتعامل في مخططاتها مع الإنسان على أنه كائن غير قابل للمشي إلا بالسيارة!