«قمة التعاون» تؤكد على تعميق التكامل الاقتصادي والتنموي

بلادنا الخميس ٠٨/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٢:٠٠ ص
«قمة التعاون» تؤكد على تعميق التكامل الاقتصادي والتنموي

المنامة - العمانية - محمد بن هلال الخروصي

تصوير- محمد الراشدي

اختتم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أعمال دورتهم السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت بمملكة البحرين.

وقد وترأس وفد السلطنة نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد.

وألقى رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى ملك مملكة البحرين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وذلك بقاعة الاجتماعات في قصر الصخير، كلمة ختامية جاء فيها: يسرنا في ختام أعمال الدورة السابعة والثلاثين لمجلسنا الموقر، أن نعرب عن اعتزازنا البالغ باستضافة هذه القمة المباركة، وعن تقديرنا العميق للروح الأخوية الصادقة التي ميزت لقاءنا وجسدت حرصنا التام على أن ننتقل بهذه المسيرة التاريخية الرائدة إلى حيث تستحق، متطلعين إلى تكثيف العمل المشترك وتعزيز تعاوننا وحضورنا الدولي خلال العام المقبل للحفاظ على مكتسباتنا وتحقيق المزيد من المنجزات بما يلبي طموحات شعوبنا في الرخاء والازدهار، شاكرين لكم ما بذلتموه من جهود خيرّة ومساعٍ مخلصة، فيما توصلنا إليه من قرارات سديدة ونتائج إيجابية، ستحقق -بإذن الله- الأهداف النبيلة لهذا الكيان الشامخ.

البيان الختامي

وقد استعرض المجلس في بيانه الختامي مستجدات العمل الخليجي المشترك، وتطورات القضايا السياسية إقليمياً ودولياً، حيث أعرب المجلس الأعلى عن تقديره لما تم إنجازه بشأن متابعة نتائج لقائهم التشاوري السادس عشر، 31 مايو 2016، وما صدر من قرارات تسهم في دعم مسيرة العمل المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتدارس المجلس الأعلى سير العمل في تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك، وفقاً لقرار المجلس الأعلى في الدورة (36) المنعقدة في 9 - 10 ديسمبر 2015م.
واطلع المجلس الأعلى على ما وصلت إليه المشاورات بشأن تنفيذ قرار المجلس الأعلى في دورته (36) حول مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وتوجيه المجلس الأعلى بالاستمرار في مواصلة الجهود للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وتكليفه المجلس الوزاري ورئيس الهيئة المتخصصة باستكمال اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك، ورفع ما يتم التوصل إليه إلى المجلس الأعلى في دورته القادمة.

الشؤون الاقتصادية والتنموية

استعرض مقام المجلس الأعلى مسيرة التكامل الاقتصادي والتنموي بين دول مجلس التعاون، وأكد على ضرورة الاستمرار في توثيق التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء وصولاً لتطبيق قرارات المجلس الأعلى فيما يتعلق بتطبيق المساواة التامة في المعاملة بين مواطني دول المجلس في مجالات السوق الخليجية المشتركة.
واطلع مقـــام المجلس الأعلى على توصيات وتقارير المجلـــس الوزاري واللجــان الوزارية المختصـــة والأمانة العامـــة بشأن عدد من المواضيع المتعلقـــة بالشـــؤون الاقتصادية والتنموية في المجالين الاقتصادي والتنموي، واعتمد الموافقـــة علـــى تبادل المعلومات الائتمانيــة بين دول المجلـــس وفق خطة العمـــل قصيـــرة الأجل والإطار الشامل لآلية تسهيل تبادل المعلومات الائتمانية بدول المجلس.
ووافق المجلس الأعلى على قانون (نظام) مكافحة الغش التجاري لدول مجلس التعاون بوصفه قانوناً نظامياً إلزامياً.
وأكد المجلس الأعلى على أهمية التزام الدول الأعضـــاء بتنفيذ مشروع سكة حديد دول مجلـس التعاون، وقـــرر إحالته إلى هيئـــة الشؤون الاقتصاديـــة والتنموية لوضع الآلية اللازمــة لاستكمال تنفيذه في موعـــده المحدد تحقيقاً لرؤية خادم الحرمين الشريفين.
وبارك المجلس الأعلى مبادرة الأمانة العامة في الاستعانة بنخبة من شباب وشابات دول المجلس كمستشارين للأمانة العامة في قضايا واهتمامات الشباب، وأكد على أهمية استمرار الأمانة العامة في تنظيم فعاليات شبابية ضمن أيام مجلس التعاون السنوية.
ووجه بالتزام سفارات وقنصليات دول المجلــس، والجهــات ذات العلاقة بالتأكد من صحة الوافدين عبر نظام الربط الإلكتروني لبرنامج فحص الوافدين لدول مجلس التعاون.
واستعرض المجلس الأعلى التقارير المرفوعة بشأن مسيرة التكامل المشترك، مؤكداً أهمية الاستمرار في تعميق مجالات التكامل في المجالين الاقتصادي والتنموي لدول المجلس في مجالات سير العمل في المجلس النقدي الخليجي، وسكة حديد دول مجلس التعاون والسوق الخليجية المشتركة والربط المائي والاستراتيجية الشاملة للمياه وتنفيذ قرارات المجلس الأعلى الخاصة بالتعليم.، والخطة الخليجية للوقاية من الأمراض غير السارية (غير المعدية).

العمل العسكري المشترك

اطلع المجلس الأعلى على ما رفعه مجلس الدفاع المشترك في دورته الخامسة عشرة التي عقدت في الرياض خلال شهر نوفمبر 2016م بشأن مجالات العمل العسكري المشترك، وصادق عليها، مؤكداً على تعزيز العمل الخليجي المشترك في المجالات العسكرية وعبّر المجلس الأعلى عن ارتياحه وتقديره للإنجازات التي تمت في نطاق تحقيق التكامل الدفاعي بين دول المجلس بهدف بناء شراكة استراتيجية قوية، وإقامة منظومة دفاعية فاعلة لمواجهة مختلف التحديات والتهديدات، والخطوات التي تحققت لإنشاء القيادة العسكرية الموحدة، ووجه بأهمية الانتهاء من كافة الإجراءات المطلوبة لتفعيلها، وبتكثيف الجهود وتسريعها لتحقيق التكامل الدفاعي المنشود بين دول المجلس في مختلف المجالات، وما يتطلبه ذلك من إجراءات ودراسات مختلفة.

ورحب أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، بالدعوة الكريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصـــــباح أمير دولـة الكويت -حفظه الله ورعاه- لعقد الدورة الثامنة والثلاثين للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون في الكويت، بإذن الله في العام المقبل 2017م.

وكان قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد اجتمعوا مع دولة رئيسة وزراء المملكة المتحدة عضو البرلمان تيريزا ماي، على هامش قمة دول مجلس التعاون الـ37، التي استضافتها مملكة البحرين، وذلك بقاعة الاجتماعات في قصر الصخير.
وصدر عن الاجتماع بيان ختامي أكد على توطيد الشراكة القوية والتعاون بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة والاتفاق على إطلاق الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة لتعزيز علاقات أوثق في كافة المجالات، بما في ذلك السياسية والدفاعية والأمنية والتجارية، وكذلك تعزيز العلاقات الثقافية والاجتماعية، ووضع حلول جماعية للقضايا الإقليمية لتحقيق مصالحهما المشتركة في الاستقرار والازدهار.