متعاملون بالبناء يؤكدون على جودة الإسمنت العماني مقارنة بالمستورد

مسقط - الشبيبة

أكد متعاملون بالبناء والتشييد على جودة الإسمنت العماني مقارنة بالمستورد معتبرين أن وجود الأسمنت المستورد ينبغي أن يخضع للعديد من الضوابط والتي أولها مراعاة الجودة والمطابقة للاشتراطات المعمول بها بالسلطنة وعدم الإضرار بالمنتج المحلي حيث أظهرت بعض التجارب من قبل المقاولين أو المستهلكين شكوكا في جودة بعض منتجات الأسمنت المستورد وتأثيراته السلبية على عمليات البناء.

التلاعب في الجودة

وقال المهندس بدر بن ناصر الهدابي إن الإسمنت المستخدم ثلاث أنواع وأولها المستخدم ليكون مقاوما للملوحة ويكون تحت الأرض والعادي وهو البورتلندي والذي يستخدم فوق القواعد للأعلى وهناك الإسمنت المستخدم للبلستر وآخره، ووجدنا من خلال التجربة والواقع أن الإسمنت المستورد للأسف يتم التلاعب في جودته وتقليل الاسمنت البورتلندي والذي هو افضل وانقى واعلى جودة لمواصفاته العالية لذلك نجد ان الاسمنت العماني وعلى الرغم من أنه أغلى قليلا من الاسمنت المستورد إلا انه أكثر جودة.. فالاسمنت عبارة عن مادة يتم تخفيض بعض المواصفات فيها بهدف تخفيض السعر اعتمادا على أن بعض المستهلكين يكون السعر عاملا حاسما لديهم في اختيار الإسمنت.

وأضاف: إنه من ضمن الأمور التي تحصل انه بعد صب الاسمنت في الخراسانة ويمر عليه 30 يوما تجد ان قوة الانضغاط اقل من القوة المطلوبة فتجد بعد الشهر أن قوة الخرسانه 30 نيوتن والفارق هنا عن ما يفترض 10 درجات ليس بالقليل ، أما في حالة الإسمنت المحلي كإسمنت عمان على سبيل المثال فإن النسبة التي تقل هي واحد او اثنان فقط. كذلك الامر بالنسبة للبلستر فالاسمنت المستورد يتسبب بتشققات وذلك لانعدام التجانس بين المواد.

وقال المهندس بدر بن ناصر الهدابي أنصح المقاولين بالتعامل مع الاسمنت العماني حيث أن ما ورد في نص الفقرة الأولى من المادة (634) من قانون المعاملات المدنية الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (29/2013) والتي جاء فيها “1- يضمن المهندس والمقاول متضامنين كل ما يحدث خلال عشر سنوات من تهدم كلي أو جزئي فيما شيداه من مبان أو أقاماه من منشآت ثابتة أخرى ولو كان التهدم ناشئاً عن عيب في الأرض ذاتها أو كان صاحب العمل قد أجاز إقامة المنشآت المعيبة ما لم يكن المتعاقدان في هذه الحالة قد أرادا أن تبقى هذه المنشأة أقل من عشر سنوات” وهو أيضا ما أكدته أحكام المادة (22) من قانون تنظيم عمل المكاتب الاستشارية الهندسية الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (27/2016).

جودة الاسمنت تطيل عمر البناء

من جانبه قال طه بن محمد بن شعبان الفارسي صاحب شركة الورس للتجارة والمقاولات إن جودة الإسمنت مهمة جداً في عملية البناء فتكمن أهميتها في زيادة عمر المبنى فكل ما كانت جودة الاسمنت عالية كل ما كانت قوة تحمل الاساسات والاعمدة والسقف اقوى وافضل ويطيل عمر المبنى، لذلك فإن خطورة الاسمنت المستورد تكمن في ضعف المقاييس المستخدمة والتي قد تكون في بعض الأحيان مقبولة ولكن ليست هي المطلوبة فعلياً.

وأضاف الفارسي: إن مواصفات الاسمنت العماني عالية جداً مقارنة بغيرها ولكن للأسف بعض المقاولين او حتى المواطن صاحب البناء يلتفت للسعر ويأخذ المستورد مع أن الفارق بين الاثنين ليس كبيراً ولكن الفرق في الجودة كبير. كما قال إن هناك وعي في الوقت الحالي من قبل المواطن صاحب البناء حيث يشترط عند توقيع الاتفاقية البناء مع المقاول ان يكون الاسمنت العماني هو المستخدم في البناء وبعض الاستشاريين وأصحاب المباني يطلبوا من شركات معينة عمانية.

وينصح طه بن محمد بن شعبان الفارسي أصحاب المباني والمقاولين ان لا يطلبوا كميات كبيرة من الاسمنت في المرة الواحدة حيث أن هناك عوامل الحرارة والرطوبة التي تأثر على جودة الاسمنت.

ضعف الرقابة

كما قال المهندس يوسف بن عبدالله البارحي الرئيس التنفيذي لمكتب البعد الثلاثي للاستشارات الهندسية والتطوير: بحكم تعاملي مع الاسمنت كاستشاري أمانة فإن الإسمنت الموجود حاليا في السوق ليس به أية مشكلة إلا في بعض الحالات عندما تحصل مشاكل مع المصنع الخارجي في التوريد حيث من الممكن أن يحدث تناقص في الجودة, مؤكدا أن جودة الإسمنت مسألة مهمة جدا في عملية البناء وأمر أساسي في تماسك الخرسانات مع الحديد وهي العمود الفقري لأي بناء، وخطورة الاسمنت المستورد تكمن في ضعف الرقابة عليه.

وأضاف البارحي: إنه من تجاربنا مع الاسمنت حاليا لا أرى أي مشكلة كبيرة وأعتقد أن المصانع العمانية قادرة على تغطية الطلب في السوق لو وجدت الدعم، فالمشكلة غالبا في المواد الخام فلو وجدت المصانع الدعم من الدولة في جلب هذه المواد الخام سيكون أمر تغطية السوق واشباعه سهلا جدا، لأن الأفراد عند شرائهم للإسمنت يختارون الأرخص في السعر وهنا تحكمنا الثقافة حيث أن التوجه للأرخص، بالرغم من انخفاض الجودة فغالبا الرخيص يكون به مشكلة، وقد يعتقد البعض أن الاسمنت المستورد من الدولة المجاورة جيد لأنها تبني ناطحات السحاب ولكنهم لا يعلمون بأن ناطحات السحاب تبنى من اسمنت خاص يصنع في مصانع خاصة، لذلك أنصح المستشارين والمقاولين والمستهلكين أن يستخدموا الاسمنت العماني لأن تصنيعه يتم حسب مقاييس عالية الجودة والاسعار موحدة بين الشركات العمانية للإسمنت وإذا وجد فرق فيكون طفيف جدا.