في الثقافة!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٦/يناير/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص
في الثقافة!

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby
malrahby

أكتب، كما أراهن، دائماً على مفردة الثقافة، ودورها في حياة الشعوب حيث التغيير الواعي، والتقدم نحو الأمام بخطى أكثر اتزاناً..

وفي حالتنا العمانية فإن الوضع يعتبره البعض جيداً، ولا أتجاوز هذه الكلمة «الجيد»، حيث هناك حيوية تقوم بها مؤسسات، رسمية أو مدنية، في تفعيل الحراك الثقافي، والقول أن ثقافتنا بخير، ومع ذلك أكرر أنها قد تكون بخير، لكنها ليست على ما يرام، لأن هذه الفعاليات وقتية، وعابرة، وحضورها كما هو تأثيرها محدود، فلم نلامس تغيراً واضحاً في البنية الأساسية للمؤسسات الثقافية، حتى مع تلاشي ما حلمنا به طويلاً، مجمع عمان الثقافي، وكأنه المعجزة التي لم تستطع عليها عمان، بعظمة حضارتها وحاضرها، بينما هناك عشرات المراكز التي يمكن بناؤها خلال عامين، ولا أقول مراكز ماذا، فقط من باب التذكير على قدرتنا في أي جانب آخر.. غير الثقافة!
خلال العشر سنوات الماضية، أي خلال عقد من عمر النهضة المعاصرة، لم تعرف عاصمتنا مسقط ما يمكن القول أنه إضافة إلى الحركة الثقافية فيها، كمنجز يدعم حضورنا التراثي/‏ التاريخي كما هو المتحف الوطني، أو يتوازى مع حضورنا الحداثوي المتمثل في دار أوبرا، وبين الصرحين يمكن التساؤل عن: مكتبة وطنية، مسرح وطني، مركز ثقافي، وغيرها من البنى الحقيقية «مستدامة الحضور»، إذ ما زلنا نتعامل مع الصرحين المتوارثين منذ مرحلة البناء الأولى: النادي الثقافي والمنتدى الأدبي.
لا يقع اللوم على وزارة التراث والثقافة، كونها الجهة الرسمية المشرفة على الثقافة، قدر ما تلام الحكومة في توجهاتها التي لم تأخذ الثقافة فيها حيزاً واضحاً، رغم ما يقال، لأن الخطط الخمسية خلت من أي إشارة إلى البنى الأساسية، وكم مخجل أن تكون ميزانية النادي الثقافي بذلك الهزال، ويجري تخفيضها بسبب الأزمة المالية، فيما توقف مجلس البحث العلمي عن دعمه لمشروع البرنامج الوطني للكتاب.
الإنفاق على الثقافة يتراجع، بما يدل على تراجع الاهتمام بها على حساب ما يراه البعض رهاننا على دخول العولمة، إنما في الشق الاقتصادي الذي يبقى رهان الآخرين علينا أكثر من الدول المصدرة للاستثمارات والصناعات واليد العاملة، مع أن هذه المفردة «الحلقة الأضعف» تعاني من اللامبالاة تجاهها.
ما هي استراتيجية الحكومة تجاه الحركة الثقافية في البلاد، حاضراً ومستقبلاً؟!، وكيف يتساوى الإنفاق على مفردتي تراث وثقافة دون إقصاء «للغة الحاضر والغد»، حيث يغدو ترميم الوضع الثقافي له أهمية ترميم قلعة أو حصن؟!
وبلغة الأرقام يمكننا التساؤل عن عدد الإصدارات التي خرجت من المؤسسات الرسمية خلال عام كامل، تلك الكتب العاكسة حضوراً فكرياً وأدبياً معاصراً.
في بلدان، بينها مصر، رغم الأزمة الخانقة، ما زالت مؤسسات الدولة تقدم إصداراتها الأدبية والفكرية، وتطبع حتى للكتاب العرب ضمن سلسلة إبداعات عربية، بينما حالتنا نكاد نخجل منها!