تشديد عقوبة التجاوز في حق ’الدشداشة العمانية’

مؤشر الاثنين ١٤/فبراير/٢٠٢٢ ٠٩:٠٢ ص
تشديد عقوبة التجاوز في حق ’الدشداشة العمانية’

مسقط - خالد عرابي

وضعت سلطنة عمان  مؤخرا حدا للتجاوز في حق الزي الرجالي العماني (الدشداشة)، حيث وضعت وحددت مواصفات قياسية ملزمة، كما تم أصدار قرار بفرض عقوبة تصل إلى ألف ريال عماني على من لا يلتزم بهذه المواصفات أو يتجاوز في حقها..

وكان معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار قد أصدر مؤخرا قرارا وزاريا رقم (209 /‏‏‏2021) باعتبار المواصفة القياسية العمانية رقم (1639/2021) OS ‏‏‏ والخاصة بالدشداشة العمانية مواصفة عمانية ملزمة، كما نص القرار على فرض غرامة إدارية على كل من يخالف أحكام هذا القرار، بحيث لا تتجاوز ألف ريال عماني، وتضاعف الغرامة في حال تكرار المخالفة. على أن يعمل بهذا القرار بعد مضي ثلاثة أشهر من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية (نشر في 3 يناير).

وذكر بيان رسمي للوزارة في حينها: "جاء هذا القرار في إطار سعي الوزارة إلى حماية الأزياء العمانية من التشويه وللحفاظ على الهوية العمانية وتنفيذا للمادة الثالثة للقرار الوزاري رقم 270 /‏‏‏2015 بحظر استيراد بعض المنتجات التي نصت على «حظر استيراد أو تصميم الملابس العمانية التقليدية أو المساس بها أو إجراء أي تعديلات عليها تسيئ إلى الهوية العمانية".

وأوضح البيان أن الدشداشة هي اللباس الرجالي بالسلطنة وتصنف لعدة أنواع هي: الدشداشة الشائعة الاستخدام (الزي العماني الرسمي)، والدشداشة غير المطرزة، والدشداشة المطرزة، ودشداشة أبو شق والدشداشة البدوية، كما عرفت الوزارة المواصفة القياسية الدشداشة بأنها لباس فضفاض، مطرز من جهة الرقبة والصدر وأطراف الأكمام على حسب نوع الدشداشة، ويستخدم في صناعتها القماش القطني، ويجوز استخدام قماش القطن المخلوط بالبوليستر وكذلك الصوف، وغالبا ما تكون سادة، وتكون التطريزات بخيوط قطنية .

وقال نابغ القرني، صاحب مشغل ومحل "سيف وخنجر" للمستلزمات الرجالية وتفصيل الدشداشة العمانية: قرار تحديد مواصفات قياسية للدشداشة العمانية صائب وفي محلة لأنه جاء بهدف الحفاظ على الهوية العمانية، ويهدف إلى عدم التلاعب أو التشويه للدشداشة، وقد أسعدنا هذا القرار لأن البعض يدعي أنه يطور الزي العماني، ولكنه في الحقيقة يشوهه، وأكد على أنهم كأصحاب محلات تفصيل للدشداشة سيلتزمون بهذا القرار .

وأشار القرني إلى أن أبرز التشويهات التي تعرضت لها الدشداشة في الفترة الماضية تتمثل في: تقصير الدشداشة، أو إضافة نقوش أو رسومات أو تطريزات بمساحات وأحجام أكبر من المسموح بها، أو بوجود ألون خارج الألوان المألوفة للدشداشة وأبرزها الأبيض والبني والأسود. وأكد أنه مع الحرية الشخصية لصاحب الدشداشة ولكنه ضد تشويها، خاصة وأنه في الفترة الأخيرة أصبحت بها إضافات يرفضها المجتمع خاصة كبار السن.

القرار جاء في وقته

ورأي أحمد البطاشي، موظف ، أن القرار جاء في وقته وذلك لأن الدشداشة العمانية تعرضت في الآونة الأخيرة لكثير من التجاوزات والتشوهات وذلك من ناحية النقوش أو التطريزات والزخارف وحتي الألوان، وأنها أصبحت بذلك بلا معني، ولذا أصبح هناك استياء في الشارع العماني بسبب ذلك التجاوز، وكان لابد من تدخل الوزارة، ورأى أن تدخلها مكسب كبير وشيء مهم جدا، وقال: " نحن مع وجود عقوبات رادعة لمن يشوه الدشداشة أو يسيء إليها كزي وطني " .

وعن القول بأن القرار قد يحد من الحرية الشخصية قال البطاشي: "نحن مع الحرية الشخصية ولكن شريطة ألا تسيء للباس الوطني وألا تشوهه، ولذا فالحرية متاحة للجميع شريطة ألا تتجاوز المقاييس والمواصفات التي وضعتها وزارة التجارة والصناعة للدشداشة " .

وقال وهيب الجديدي (رائد أعمال) أن القرار قد يكون جيد في مسألة وضع مواصفات قياسية، ولكن البعض قد يرى أنه قد يتعارض مع الحرية الشخصية لبعض الأشخاص لأن البعض يريد أن يرتدي دشداشة ترضي ذوقه الخاص، ولكن مثل هذا القرار سيحد من ذلك ويجعل بعض الأشخاص لا يتمكنون من ارتداء دشداشة وفق رغباتهم الشخصية.

ورأى الإعلامي علي المطاعني، أن القرار الجديد لا يلزم أحد بملابس معينة لكنه يتمسك بمعايير وأسس الدشداشة العمانية لمن أراد لبسها، ويرفض أي تعديل على تصاميم الدشداشة لأنه يفرغها من طابعها الفريد. وقال المطاعني أرى: " أن قرار الوزارة الأخير جاء ليغلق الباب بشكل نهائي أمام محاولات العبث بالزي العماني الرسمي، الذي يعد أحد أهم المورثات الحضارية، التي تشكل جزءا مهما ومؤثرا من أصالة الهوية العمانية، فقد جاء القرار جامع مانع مثلما يقولون، ووضع الشروط القياسية التي تمنع خروج تقاليع جديدة ، بدعوة الموضة،

كما رأى المطاعني أن فرض غرامة إدارية على المخالفين لا تتجاوز ألف ريال عماني، وتضاعف في حال تكرار المخالفة، يشكل رادعا لمن تسول له نفسه العبث بالزي العماني الرسمي، مما يساعد على حماية الأزياء العمانية من التشويه من أجل الحفاظ عليها كإحدى مفردات الهوية العمانية وحمايتها من المدخلات التي قد تخل بهذه الهوية.

المواصفة القياسية للدشداشة

وكان بيان وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار قد أوضح أن المواصفة القياسية التي وضعتها الوزارة حددت المتطلبات التي يجب أن تتوفر في الدشداشة العمانية ومنها: أن تكون بدون ياقة «ما حول الرقبة»، وأن تكون حياكة القطع الرئيسة المكونة للدشداشة خارجية وظاهرة للعين، كما اشترطت المواصفة أن يكون القماش المستخدم ذا لون واحد (سادة)، كما يكون قماش الدشداشة الشائعة الاستخدام التي تستخدم كزي رسمي في المدارس والوحدات الحكومية ذا لون أبيض وعدا ذلك فيجوز استخدام ألوان أخرى مناسبة. وأن يكون هناك تطريز بالخيط بطرف الكم الحر وحلقة الرقبة وفتحة الصدر والقطعة الخلفية الرئيسة على الأكتاف وأن تكون ذات جيب على الجنب الأيمن أو الأيسر أو كليهما، وألا تتضمن جيباً صدرياً.

كما أكد البيان أن المواصفات القياسية اشترطت أيضا أن تتضمن الدشداشة قطعة قماش داخل فتحة الصدر(اللسان) محاكة من جهة اليسار وتنتهي بـ "الفريخة" من الطرف الأيمن العلوي، كما وضعت المواصفة اشتراطات للقماش الذي يستخدم لخياطة الدشداشة بحيث ألا يحتوي على أي مواد تسبب ضرراً بصحة الإنسان أو البيئة وألا يتضمن أية رسوم أو تصميمات أو زخارف. وأن تكون جميع الأجزاء الرئيسة والمكملة من نفس نوعية القماش واللون.

وأشار البيان إلى أن مواصفة الوزارة القياسية للدشداشة العمانية حددت بأن تكون التطريزات والفريخة من لون واحد ويجوز أن يكون لونهما مغايرا للون القماش وأن يجرى تقفيل جميع أجزاء الدشداشة بنظام خياطة التقفيل العلوي (الاوفرلوك) كل على حدة قبل خياطة الأجزاء مع بعضها.

أما بالنسبة للدشداشة غير المطرزة فإنها تكون مخاطة خياطة عادية عبارة عن خيوط قطنية بدون تطريز يتراوح عددها بين ستة إلى عشرة خطوط كما يخاط الكم بعدد مكون من ستة خطوط من نفس نوع فتحة الصدر والرقبة وتكون تلك الخطوط متحدة أو متفرقة وذلك حسب طلب الزبون، وتحتوي الدشداشة على الطربوشة أو الفريخة وهي عبارة عن مجموعة من الخيوط متصلة بالطرف العلوي لفتحة الصدر الداخلية وتكون في الوسط وقد تكون الدشداشة غير المطرزة بدون طربوشة وذلك حسب رغبة الزبون.

وأشار مصدر بالوزارة إلى أنه مما عجل باصدار القرار أن بعض المنشآت كانت تقوم باستيراد أو بيع السلع المخالفة (الدشداشة) والمسيئة لهوية الأزياء العمانية الذي يعد مخالفا لقرار للوزارة، بالإضافة إلى مخالفة بعض المنشآت التي تقوم ببيع المنتجات التي تحتوي على صور وشعارات مسيئة أو خادشة للحياء أو المخلة بالنظام العام والآداب أو الإساءة للأزياء العمانية وأكد المصدر أن الوزارة ماضية في حملاتها التفتيشية لمحلات خياطة الملابس في مختلف محافظات السلطنة من خلال فريق التفتيش في المديريات والإدارات التابعة لها في مختلف المحافظات .

وأشار إلى أن الوزارة بالنسبة للتطريزات في الدشداشة الشائعة الاستخدام ستكون كالتالي: تطريزات فتحة الصدر وهي عبارة عن خطوط تطريزية من الخيط حول فتحة الصدر تتراوح بين خطين أو أربعة خطوط مشكلة حسب الرغبة وبألوان مختلفة تناسب لون القماش، وقد تكون فتحة الشق مطرزة من الجانب أو بدون تطريز حسب رغبة الزبون. أما تطريزات فتحة الكم عبارة عن خطوط تطريزية من الخيط حول فتحة الكم بعدد خطوط مساو لعدد خطوط فتحة الصدر شكلا ولونا، كما أن تطريزات الكتف وهي عبارة عن خطوط تطريزية من الخيط بعرض القطعة الخلفية الرئيسية تتراوح بين خط واحد أو أربعة خطوط مشابهة لتطريز فتحة الصدر، أما تطريزات فتحة الرقبة التي تكون عبارة عن خطوط تطريزية من الخيط حول فتحة الرقبة تتراوح بين خطين وأربعة خطوط أو قد تكون محاكة من غير خطوط.

وسبق أن أصدرت الوزارة عدة بيانات رسمية خلال العام الماضي ناشدت من خلالها أصحاب محلات بيع وخياطة الملابس الرجالية والنسائية بعدم المساس والاساءة أو القيام بالتجاوزات التي تسيء للملابس والأزياء العمانية التقليدية كالثوب الرجالي (الدشداشة) والكمة والمصر وحتى العباءة النسائية من خلال خياطة أو رسم أو طباعة شعارات أو العلامات التجارية لأندية خارجية أو وضع رسومات مخالفة للذوق العام عليها أو من خلال الدمج بين تصاميم بين الكمة والمصر والعباءة بأشكال ونماذج تخل بمظهر هذه الأزياء العمانية التقليدية.