القهوة.. عنوان الضيافة لزوار المهرجان

بلادنا الثلاثاء ٣١/يناير/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص
القهوة.. عنوان الضيافة لزوار المهرجان

العامرات - عبدالله بن خلفان الرحبي

يسخِّر مهرجان مسقط كافة عوامل التنوع في ما يقدمه لاحتضان الزوار بكل رحابة، وتظل القهوة عنوان الضيافة لجميع القادمين للمهرجان وبالتحديد بالقرية التراثية، فمنذ افتتح المهرجان أبوابه للزائرين تظل القهوة التي يرتشفها الزائر هي التحية والسلام والترحيب، قهوة أعدت بالطريقة التقليدية، تقبل عليها جميع الفئات، وتظل القهوة عامل فخر لـ»المقهوي» الذي يعتز بقهوته التي يعدها بنفسه ويشعر بغبطة وفرح كبير حينما يشاركه ضيوفه الحاضرون والقادمون لاحتساء فنجان منها. ويرتبط البدوي على وجه الخصوص ارتباطاً وثيقاً بحبات البن الذهبية قبل أن تتحول إلى لونها الأسمر بعد قليها عبر نار خفيفة في موقد صغير مؤلف من ثلاث حصيات متوسطة الحجم يعلوها مقلى دائري الشكل الذي تقلى فيه وتقلّب بواسطة آلة «المحماس» المصنوعة من النحاس أو الحطب يميناً وشمالاً ثم تدق في «موقعة» خشبية أو حديد بواسطة «السفن (الهاون)»، أو تطحن عبر «طحانات» تقليدية أو آلية لتكون ناعمة مستساغة قبل أن توضع داخل دلة البرام المصنوعة من الخزف أو الفخار أو المعدن أو الترمس أو الزمزمية، كما هو الحال في وقتنا الحاضر.

القهوة عنوان الأصالة

ولا تزال القهوة عند العُمانيين عنواناً للأصالة والكرم، وهي تراث عميق ارتبط بالإنسان العربي في حله وترحاله وغناه وفقره وأفراحه وأتراحه، وهي بطقوسها عادة لها احترامها الذي يصل إلى حد القداسة، وفي طريقة إعدادها تفرّد يختلف من بلد لآخر، لكن الطابع العربي له مذاقه الخاص وقواعده وأسلوبه، ولا ريب أن هذا الكرم مستمد من الضيافة عند العرب وبدونها كأن الضيف لم يتم استقباله ولم يُقدم له واجب الضيافة، حيث إن القهوة العربية ما زالت دائماً وأبداً موجودة في كل منزل عربي، وفي مهرجان مسقط بمتنزه العامرات وتحديداً بالقرية البدوية توجد القهوة العُمانية الأصيلة بالنكهة البدوية، ويتقن البدو صناعة القهوة العربية.

طريقة إعداد القهوة

تمر طريقة إعداد القهوة بعدة مراحل وهي: قلي القهوة حتى الاحمرار وبعدها تضاف إلى الماء حتى الغليان مستخدمين بذلك الطريقة البدائية في القلي عن طريق الحطب بنار هادئة، وبذلك فإن متعة القهوة العُمانية المصنوعة على نار هادئة لها طابع خاص ومميّز عن القهوة التي تصنع على الطريقة الحديثة المتطورة ويضاف الهيل أو الزعفران حسب الرغبة، ثم تصفى في الدلة وتُقدّم إلى الضيف حسب سنة القهوة.

طريقة التقديم

وفي البداوة لهم سنن في تناولها وهي تقليد عريق يحترمه الجميع صغاراً أو كباراً والعيب إذا تجاوز هذا العرف. وسنة القهوة أو تقاليدها أن يبدأ تقديمها للضيف أولاً ثم للجالسين من على يمينه.. أو للجالسين في المجلس إن لم يكن هناك ضيوف وأيضاً من على اليمين.