جهاز الاستثمار العُماني يطلق مشروعًا جديدًا

مؤشر الأحد ٢٠/فبراير/٢٠٢٢ ١٤:٢٣ م
جهاز الاستثمار العُماني يطلق مشروعًا جديدًا

العمانية- الشبيبة 

تجسيدًا لدوره في جلب الاستثمارات الأجنبية، وبناء شراكات إستراتيجية ومصالح مع الدول التي يستثمر فيها، ونقل المعرفة والتقنيات المتقدمة عالميًا إلى سلطنة عمان لتوطينها والاستفادة منها في خدمة القطاعات الإستراتيجية؛ أعلن جهاز الاستثمار العماني عن إطلاق مشروع جديد لإنتاج البروتين البديل من التمور بالتعاون مع شركاء عالميين أبرزهم شركة (مايكو تكنولوجي) الأمريكية حيث بدأت أولى مراحل المشروع متمثلة في إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية.

وتأتي هذه الشراكة نتيجةً لاستثمار الجهاز في شركة مايكو تكنولوجي التي تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2013م، واستطاعت تطوير البروتين البديل واستخدامه بنجاح في إنتاج الأغذية البديلة، ومشتقات الألبان النباتية، وتصنيع الطعام بالطعم التقليدي ذاته، حيث أعلن الجهاز والشركة الأمريكية عن تأسيس شركة تقنية الأغذية الحيوية؛ بهدف دراسة جدوى بناء مصنع في سلطنة عمان.

وقد تم الإعلان عن هذا المشروع على هامش فعالية "مستقبل الغذاء" التي نظمها الجهاز اليوم الأحد بالتعاون مع الشركة الأمريكية، من أجل التعريف بالإمكانات الواعدة للتقنيات التي يُمكن أن يقدمها هذا المشروع بعد استيفاء دراسات الجدوى الاقتصادية الجارية حاليًا.

وشهدت الفعالية التوقيع الرسمي للشراكة بين الجهاز وشركة (مايكو تكنولوجي) من أجل تأسيس شركة تقنية الأغذية الحيوية، وذلك بحضور عدد من أصحاب المعالي ورؤساء تنفيذيين، ومسؤولين من شركات وصناديق للاستثمار الغذائي، إلى جانب مسؤولين من الشركة الأمريكية. كما تم فيها تقديم نماذج متنوعة من المأكولات الآسيوية والعربية والغربية مصنوعة من البروتين البديل.

ويسعى الجهاز من هذه الشراكة إلى تعزيز الأمن الغذائي، والإسهام في تحقيق الاكتفاء الذاتي، وجذب الخبرات العالمية للاستفادة منها في المشروعات المحلية، بما يحقق التنويع الاقتصادي، ويوفّر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وفرص أعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وقال إبراهيم بن سعيد العيسري مدير عام الأسهم الخاصة في جهاز الاستثمار العماني بأن هذا المشروع يُجسِّد الفائدة التي يُمكن أن يُحققها الجهاز من استثماراته الدولية، حيث يقوم بجلب شركائه الدوليين لتأسيس مشروعات في سلطنة عمان، ونقل التقنيات المتقدمة وتوطينها محليًا، مشيرًا إلى أن الجهاز يسعى من خلال الاستثمار في قطاع الإنتاج الغذائي إلى استكشاف مجالات واعدة تتناسب مع مناخ سلطنة عمان، وتعود بالنفع على الاقتصاد الوطني؛ الأمر الذي سيعمل على تحقيق عوائد مالية، ويسهم في تعديل الميزان التجاري، وإحلال الواردات الغذائية، وتوفير فرص عمل في قطاع الإنتاج الغذائي بشكل مباشر وغير مباشر، إضافة إلى توفير منتجات غذائية بجودة عالية وبمواصفات تلبي احتياجات المستهلك.

وبدوره قال آلان هان الرئيس التنفيذي لشركة مايكو تكنولوجي الأمريكية، في حديثه عن هذه الشراكة بأن سلطنة عمان تنتج ما يزيد عن 400 مليون طن متري من التمور، لا يصلح ما يفوق الـ 50% منها للاستهلاك المباشر، ولكن يمكن الاستفادة منها في إنتاج البروتين البديل بجودة عالية. وأضاف بأن السوق الإقليمي لمنتجات الغذاء البديلة واعد، حيث إن قيمة سوق بدائل الألبان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تبلغ حاليًا 1.2 مليار دولار أمريكي مع معدل ارتفاع سنوي يبلغ 12%، ومن المتوقع أن تصل قيمة السوق إلى 3 مليارات دولار أمريكي. أما فيما يتعلق بسوق بدائل اللحوم فتبلغ قيمتها 180 مليون دولار أمريكي مع معدل زيادة سنوي يبلغ 10%، مؤكدًا بأن وجود المصنع في سلطنة عمان سيسهم بشكل مباشر في خفض قيمة المنتجات في الأسواق المحلية، مما سيسهل ظهور شركات محلية تستخدم هذه المنتجات في صناعتها كمصدر للبروتين.

ويؤمل أن تمثّل هذه الشركة أحدث استثمارات جهاز الاستثمار العماني المحلية في القطاع الغذائي، حيث تشرف على هذا القطاع الحيوي داخل سلطنة عمان الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة المملوكة للجهاز التي تأسست بهدف بناء شراكات مع المستثمرين، وتهيئة بيئة استثمار قوية وآمنة، وتقديم الاستشارات والإرشادات فيما يخص المشاريع الغذائية الاستثمارية الجديدة منذ المراحل الأولى والمشاركة في إدارتها على المدى القصير، وتحقيق عائدات مالية منها للحكومة على المدى الطويل. كما يملك الجهاز شركة تنمية أسماك عمان التي تم تأسيسها بهدف تطوير قطاع الثروة السمكية في سلطنة عمان من خلال الاستثمار في مشاريع تجارية مربحة تعزز من القيمة الاقتصادية لقطاع الثروة السمكية في السلطنة، والإسهام في الاقتصاد العماني عن طريق الاستثمار في فرص استثمارية محلية وعالمية تستهدف الوصول بالقطاع السمكي إلى قطاع عالمي ومربح ومستدام، عن طريق الاستفادة من الميزة التنافسية للسلطنة في الأسواق العالمية. وتسعى الشركة إلى تحقيق رؤيتها من خلال تحفيز الاقتصاد العماني، وإيجاد فرص استثمارية جاذبة للمستثمرين والممولين، وتوطين سلسة القيمة عن طريق دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز القيمة المحلية المضافة.

يُذكر أن البدائل الغذائية تُعدّ واحدة من القطاعات التي فرضت نفسها على الساحة العالمية مؤخرًا؛ فحسب تقرير صادر عن وكالة بلومبيرج إنتليجنس فإن من المتوقع أن ترتفع مبيعات التجزئة العالمية من البدائل الغذائية المصنّعة لتصل إلى 162 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030م مقارنةً بـ 29.4 مليار دولار أمريكي في عام 2020م. وعلى الصعيد الإقليمي، تشير التقديرات إلى أن 15-20% من استهلاك البروتين الحيواني في المنطقة سيُستبدل بالبروتين النباتي بحلول عام 2025م.