"شموخ المجد".. حرص على حماية التراث من الاندثار

7 أيام الأحد ١٢/فبراير/٢٠١٧ ٢١:٢٥ م
"شموخ المجد".. حرص على حماية التراث من الاندثار

مسقط- خالد عرابي
تعد الفرق الحماسية جزءا أصيلا من تراثنا العماني إلا أنها قد تختفي طوال العام ولا نراها إلا في المناسبات الوطنية والأعياد والأفراح، ثم تأتي فعاليات مهرجان مسقط السنوية لتنعشها وتبرزها على الساحة التراثية، فما من زائر لفعاليات المهرجان بمتنزهي النسيم والعامرات العاميين إلا ووجد إحداها تقدم وصلات من فنونها المختلفة، فبينما نحن نسير في متنزه العامرات وقبل أن تختتم فعالياته وجدنا إحداها وهي فرقة "شموخ المجد" فاقتربنا من أعضائها لنتعرف عليها أكثر.

في البداية حدثنا شاعر الفرقة وأحد أعضائها المؤسسين العم حمود بن علي بن خميس الرواحي فقال: الفرقة قديمة جدا فهي تعود إلى أواخر فترة السبعينيات وبداية الثمانينيات، غير أنها أسست بشكل رسمي واعتمدت من قبل وزارة التراث والثقافة في العام 2013 م، وهي تضم نحو 70 شخصا من الرجال بعضهم متفرغون تماما للفرقة والبعض الآخر يعملون في أشغال أخرى ولكن يستفاد من خبرتهم وقت الحاجة إليهم. ثم أشار الرواحي إلى أن الفرقة لها العديد من المشاركات المحلية في مهرجان مسقط وخريف صلالة وكذلك في الأعياد الوطنية، كما شاركت خارجيا في دولة الإمارات العربية، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي للفرقة هو الحفاظ على تراثنا العريق في الفنون الشعبية أو التقليدية المختلفة من الاندثار.

القصافي والهمبل
وأضاف: إن الفرقة تقدم العديد من الفنون ومنها الرزحة والعود الكبير ولال العود، كما أن لها أنواع من الشعر ومنها القصافي والهمبل وشلات الماشي، كما أن هناك شعر العازي الذي ينقسم إلى ثلاثة أنواع وهي: الألفية: كان يبدأ بألف باء وحتى الياء وهكذا. والمتواتر: وهو الذي يبدأ فيه البيت الثاني من حيث انتهى البيت الأول. وأما النوع الثالث منه فهو المطلق: أي الذي لا يرتبط ولا يتقيد بأي من تلك الشروط التي في النوعين السابقين. وفي العازي يقوم به شخص واحد وغالبا ما يكون شاعر الفرقة حيث يكون هناك صفان متوازيان فيبدأ بأن يلقن أحدهما البيت الشعري ومن ثم يرددونه وراءه، مؤكدا على أن أبيات شعر العازي تختلف عن أبيات الشعر العادية في أن بيتها مكون من أربعة أشطار.

كما أكد نائب رئيس الفرقة خميس بن راشد بن محمد التوبي على أن الجميل في الأمر أن هذه الفرق -ومنها فرقتهم- تحافظ على هذا التراث من خلال التواصل بين الأجيال، فكل فرقة تحرص على وجود العديد من الشباب من أعمار مختلفة في صفوفها بجانب "الشياب" وبالتالي فهم يحفظون ويحافظون على التراث من الاندثار، ففي فرقتنا -التي قوامها 70 شخصا- هناك حوالي 20 شخصا من الشباب تتراوح أعمارهم ما بين الـ 13 والـ 20 عاما، مشيرا إلى أن ولاية أذكي وحدها بها فرقتان.

وقال: إن الفرقة لا يشترط لها لون زي معين وإنما هي التي تتخذ لنفسها الزي الذي تختاره، وقد اتخذت فرقتنا لونين من الزي أحدهما الأبيض وهو الذي يلتزمون بلبسه في مناسبات الأعراس والأفراح الوطنية، وزي أو لباس آخر رمادي غالبا ما يرتدونه في حالة المناسبات التقليدية والمهرجانات كما أننا نلتزم بوشاح أبيض مزين بعلم السلطنة وصورة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه- وذلك وفاءً وعرفانا لجلالته بالولاء والانتماء.

ثم أضاف: إن الفرقة تقدم الكثير من الحفلات المتواصلة على مدار العام وليست موسمية أو مرتبطة بفعاليات المهرجان فحسب كما يعتقد البعض فهي تقدم فنونها على مدار العام في العديد من الفعاليات فكما ذكرنا نحن نشارك في الأعياد الوطنية وفي العيدين الفطر والأضحى وكذلك في العديد من المناسبات الأخرى مثل افتتاح الشركات والمؤسسات واحتفالاتها وحفلات نهاية العام في المدارس والجامعات وفي كافة المناسبات الاجتماعية المختلفة.

وعن أقل عدد يمكن أن تقدم به الفرقة فنونها قال التوبي: هو 16 شخصا بحيث يكونوا في صفين كل صف منهما مكون من ثمانية أشخاص، كما يجب وجود الطبول التي تستخدم في العزف ومنها طبول الكاسر والرحماني والشاعر الذي يلقن الشلة لأحد الصفين المتقابلين وهكذا يردون عليه من صف إلى آخر وكأنها مبارزة شعرية فنية غنائية.