«يوم القريش».. موروثٌ شعبي وجزءٌ من التقاليد والعادات الكويتية

مزاج الخميس ٣١/مارس/٢٠٢٢ ١٥:٣٩ م
«يوم القريش».. موروثٌ شعبي وجزءٌ من التقاليد والعادات الكويتية

العمانية - الشبيبة

بينما يشارف شهر شعبان على الانتهاء يحرص الكويتيون على إحياء واحدة من العادات والتقاليد القديمة، وهي الاحتفال بـ "يوم القريش" الذي يصادف آخر أيام شهر شعبان، وهو موروثٌ شعبي وجزء من العادات والتقاليد في دولة الكويت، ويأتي احتفاءً واستعدادًا لبدء صيام شهر رمضان المبارك حيث يتناول خلاله أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء عند كبير الأسرة أو بيت الجدة أو إحدى نساء الحي من كبار السن آخر وجبة قبل بداية شهر الصوم.

وقال صالح بن خالد المسباح الباحث في التراث الكويتي لوكالة الأنباء العُمانية: إن هذه العادة قديمة جدًّا وتاريخية وتشكّل كرنفالًا اجتماعيًّا في الكويت ويأتي معناها من (قَرش الشيء) أي أكل الشيء بشكل سريع وهي أكلة سريعة يتناولها الأصحاب والأهل سويًّا في المنازل أو الدواوين قبل دخول شهر رمضان بيوم أو يومين، مؤكدًا أن الكويتيين لازالوا يمارسون هذه العادة ويحافظون عليها كونها جزءًا من تراثهم كما تحرص الوزارات والهيئات في الكويت على الاحتفال بها.

وأوضح المسباح أن كلمة "قريش" باللغة العربية تعني السخاء فيقرقش الإنسان أي يسمع صوت النقود في جيبه، كما أنها تدل على صغر الوجبة أو قيمتها المادية ومن هنا جاءت التسمية، حيث تجود كل أسرة أو تقرقش بما لديها من طعام وشراب، مؤكدًا أن النساء منذ القدم هنّ من أوجدن هذه العادة خوفًا من تلف الطعام ورميه خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وعدم وجود ثلاجات لحفظ الأطعمة سابقًا.

وعن أنواع الوجبات التي تزخر بها مائدة القريش، قال المسباح: إن السمك يعد الوجبة الرئيسية في المائدة كون أن الجميع يمتنع عن تناوله طيلة شهر رمضان اعتقادًا منهم أنه يزيد من الإحساس بالعطش فيكون هذا التجمع فرصة للاستفادة من السمك وعدم التخلص منه وخرابه، إضافة إلى التمر والمجبوس والهريس والمرق وغيرها من الأكلات التراثية الكويتية.

ومع عودة شهر رمضان الكريم الذي يأتي حاملًا معه عادات متأصلة في المجتمع يتوارثها الأبناء عن الأجداد، وأشار المسباح إلى وجود عادات وطقوس خاصة بالنساء للاحتفال بهذا اليوم تتمثل في تنظيف المنازل وتبخيرها وتحضير الأواني ذات الحجم الكبير ووضع الحناء، مستذكرين المقولة الشعبية الشهيرة "اليوم القريش.. وباكر نطوي الكريش".

ومن جانبها قالت الإعلامية الكويتية هنادي البلوشية: إن الاحتفال بالقريش هذا العام يأتي بنكهة مميزة مصحوبة بلذة الاشتياق خاصة بعد عامين متتاليين من الحظر ومنع التجمعات التي اختفت تقريبًا بسبب الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا الأمر الذي دفع الأهالي للاحتفال هذا العام بشكل مميز ومكثف.

وأكدت البلوشية على أن القريش عادة تراثية جميلة قد تطورت مع مرور الزمن وبأنها لم تعد تقتصر على العائلة في المنزل بل امتدت جذورها إلى مقرات العمل وتجمعات الأصدقاء في المطاعم والمقاهي قُبيل حلول شهر رمضان.