بدءُ موسم طناء النخيل في عدد من ولايات المحافظات

بلادنا الأحد ٢٢/مايو/٢٠٢٢ ١٢:٣٧ م
بدءُ موسم طناء النخيل في عدد من ولايات المحافظات

الشبيبة - العمانية 

 بدأ في عدد من ولايات محافظات سلطنة عُمان موسم طناء النخيل حيث يقوم المزارعون وأصحاب النخيل بعرضها للمواطنين في يومٍ معلوم للجميع والمزايدة عليها للاستفادة من ثمارها طيلة فترة الصيف.

ويعد طناء النخيل أحد أهم الموروثات الشعبية في سلطنة عُمان بشكل عام وفي محافظة الظاهرة بشكل خاص وتعكس أهمية النخلة وثمارها على مدى التاريخ ولاسيما ولاية عبري التي اتخذت من النخلة شعارًا لها لارتباطها الوثيق بالعُماني.

وتشتهر مزارع محافظة الظاهرة بأصناف مختلفة من التمور أشهرها تمر النغال والخلاص والفرض والخنيزي والمعان والخصاب والجبري.

وأشار عبدالله بن حمد الجساسي، وكيل الطاني في ولاية عبري لوكالة الأنباء العمانية إلى أن موسم الطناء يعد من أهم المواسم والمناسبات التي ينتظرها الأهالي للاستفادة من النخيل المعروضة للطناء إذ تتفاوت أسعار طني النخيل ما بين 10-50 ريالًا في هذا الموسم ويعتمد السعر على صنف النخيل بالدرجة الأولى ثم النظر في جودة ثمار النخلة التي ستُطنى من ناحية حجم الثمرة وخلوها من الآفات الزراعية.

وأضاف أن المراحل السابقة للطني لها الأثر الكبير في رفع جودة الثمار ابتداءً من فترة التسميد والري المناسب ومراحل التقليم وإزالة السعف الميت والجاف وتنظيف النخيل من الألياف الموجودة حول جذوعها لتقليل الحشرات إضافة إلى عملية "التحدير" وتعني بربط عذوق ثمار النخيل إلى الأسفل ما يجعل الثمار متدلية من على النخلة.

وقال: من المتوقع أن يبلغ عدد النخيل التي سيتم طناؤها في قرى ولاية عبري خلال هذا الموسم ما يقرب من خمسة آلاف نخلة من مختلف الأصناف، فقد تم طني ما يربو على ٦٥٠ نخلة في بلدة هجار و٤٠٠ نخلة في بلدة السليف و١٨٠ نخلة في بلدة النجيد، أما في بلدة ضم فقد تم طني ٢٠٠ نخلة، وفي الأسبوعين القادمين سوف يتم طناء ١٣٠٠ نخلة في مركز ولاية عبري و ٧٠٠ نخلة في مقنيات و٤٠٠ في البليدة و٣٥٠ في بلدة شميت و٣٥٠ في بلدة الهجر.

وبين أن فترة نضوج ثمار النخيل أو موسم القيظ كما يسمى محليًا من منتصف شهر مايو إلى نهاية شهر سبتمبر وتستمر أحيانًا لبعض الأصناف التي يتأخر فيها نضج الثمار إلى نهاية شهر أكتوبر، ولذلك عند الطناء يقوم المواطنين بأخذ أنواع مختلفة من أصناف النخيل للحصول على ثمار الرطب طيلة فترة الصيف.

ولفت إلى أنّ صنف رطب النغال يعطي ثماره الناضجة في بداية الموسم في شهر مايو، بينما صنف الخلاص المعروف بطعمه الحلو وشكله الجاذب فيعطي ثماره في منتصف الموسم ومع ذروة نضوج معظم أصناف ثمار النخيل، بينما أصناف الفرض والخصاب تأتي بثمارها في نهاية موسم القيظ مع اقتراب خروج فصل الصيف.

وقال إن موسم الطناء ينتظره الكثير من التجار الذين يمارسون مهنة تجارة التمور منذ القدم سواءً من داخل محافظة الظاهرة وخارجها كما أنّ سلطنة عمان بشكل عام ومحافظة الظاهرة بشكل خاص تشتهر بتجارة التمور على مستوى المنطقة ودول العالم أيضًا.

وأضاف أن نخيل التمر تعطي أفضل ثمارها جودةً في المنطقة ذات المناخ الحار والجاف صيفًا، فالتمور العمانية العالية الجودة لها إقبال كبير من قبل دول شبه الجزيرة العربية منذ قديم الزمان كما أنها تُصدّر إلى دول آسيوية عديدة مثل الهند وتُصدّر على شكل تمور أو ثمار الرطب المغلية والمجففة والتي تسمى بعملية التبسيل عن طريق غلي ثمار الرطب (البسر) غير الناضجة تمامًا في قدور كبيرة أعدت خصيصًا لهذه العملية، ومن ثم يتم تجفيف الثمار ولينتج عنها ما يسمى محليًا (الفاغور)، أما في وقتنا الحالي فقد وصلت التمور العمانية إلى دول القارة الأوربية أيضًا وبأشكالٍ مختلفة وبطرق عرض جديدة.

وبدأ في ولاية أدم بمحافظة الداخلية طناء نخلة النغال لأوقاف مسجد الجامع عن طريق المزايدة وقد تم طناء أكثر من 60 نخلة تراوحت أسعارها بين 7-20 ريالا وتمت عملية الطناء عبر شبكات التواصل الاجتماعي / الواتساب/ بدلا من الطريقة التقليدية المتعارف عليها في مختلف محافظات سلطنة عمان.

ويقوم وكيل الوقف بتصوير النخلة ووضع رقم عليها وتحديد مكانها وعدد العذوق فيها ثم تبدأ المزايدة بسعر محدد أولا وتنتهي بأعلى سعر ويستمر الطناء لمدة يومين صباحا ومساء وسهلت هذه المناداة بالطريقة الحديثة في عملية المزايدة.

وتبدأ المزايدة في أنواع النخيل الأخرى كالفرض والخصاب والخنيزي وغيرها بعد شهر تقريبا بنظام الضاحية الكاملة أو العاضد ويكون عبارة عن مجموعة من النخيل المتنوعة في صف واحد.

من جانبه قال المزارع حمود بن عامر الزريقي من منطقة حيل الغاف بولاية قريات التابعة لمحافظة مسقط إنه جرت في منطقة حيل الغاف كعادة السنوات الماضية عملية الطناء من خلال دخول الناس في المزايدة على شراء الثمار بواسطة ما يعرف بالمناداة، إذ شهدت تنافسا كبيرا بين المشترين أكثر من السنوات الماضية وقد بلغ سعر ثمار نخلة النغال الواحدة التي تحمل ما بين 12 إلى 14 عذقًا مبلغ يتراوح ما بين 25 الى 35 ريال مسجلا ارتفاعًا كبيرًا.

وأضاف: لدينا في حيل الغاف أكثر من 50 ألف نخلة أبرز أنواعها: النغال، الخمري، البرني، الخلاص، القدمي، الخصاب، الفرض، القش.

من جانه أشار حمود بن منصور الهنائي من قرية الخوض بولاية السيب إلى أن الطناء في قرية الخوض هذا العام لم يشهد ما يعرف بالمناداة عن طريق الدلال بل تم وفقًا للاتفاق والتراضي على البيع بين صاحب المزرعة والمشترين الذين يأتون للشراء من ولايات السيب، وبوشر، ومطرح، وروي، ومسقط.

وقال إن سعر ثمار نخلة النغال التي تحمل ما بين 18 و24 عذقًا يتراوح سعرها بين 18-25 ريالا، ولدينا نوع راق من نخيل النغال يسمى "لويت" حجم ثماره كبيرة، وهذا النوع أغلى من النغال العادي، فالأسعار هذا العام أفضل من العام الماضي.

وأضاف: لدينا في قرية الخوض أكثر من 10 آلاف نخلة أبرزها: النغال، الحنظل، الخمري، قش بطاش، الفرض، الخلاص، البرني، الهلالي، الزبد، المزناج، الخنيزي، وتسقى من مياه الأفلاج.

وبدأ في ولاية العامرات بمحافظة مسقط عادة طناء النخيل بقرية المزرع الحدري بوادي الميح بولاية العامرات حيث تم طناء النخيل التابعة للأوقاف والتي تم وقفها من قبل الأهالي منذ سنين عديدة كصدقة جارية تؤول قيمة الطناء إلى الجهات المختصة للتصرف بها وفق المتبع.

وشمل طناء هذا الموسم العديد من الأصناف منها النغال والخنيزي والبرني والحنظل والخمري والمسهلي حيث تراوح سعر الطناء للنخلة الواحدة من صنف النغال حسب غلة النخلة وقدمها حيث تفاوتت الأسعار بين 5-30 ريالا للنخلة الواحدة مسجلة انخفاضًا ملحوظًا عما عليه سعر الطناء في السنوات الماضية وتمت عملية الطناء بحضور وكيل أموال الأوقاف بالقرية وأهالي وأعيان الولاية.

وتشتهر ولاية العامرات بزراعة النخيل في العديد من قرى الولاية خصوصًا قرية العامرات ووادي الميح والحاجر وجحلوت ووادي السرين وبعي والبجرية حيث تتوالى عملية طناء النخيل في تلك القرى خلال أيام هذا الشهر.