قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الخميس ٠٢/يونيو/٢٠٢٢ ١٠:٥٢ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

 تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا رائجة على الساحة الدولية. حيث نشرت صحيفة "مورنينج ستار" البريطانية مقالًا في افتتاحيتها تساءلت فيه عن جدوى انعقاد مؤتمر دافوس الاقتصادي ومدى واقعيته في حل المشكلات الراهنة التي تواجهها دول العالم.

وترى الصحيفة أنه لا يمكن لأحد أن يلحق الضرر بالإنسانية مثل النخبة التي اجتمعت في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، وهم المستثمرون وأصحاب المليارات ورؤساء الشركات والسياسيون والليبراليون الجدد.

وفي نظر الصحيفة أنه لا نهاية للصالح الذي يرغب المجتمعون في القيام به كما هو الحال دائمًا، بشرط ألا يكلفهم ذلك فلسًا واحدًا ويتركهم في حالة استمتاع غير مضطرب بثروتهم الهائلة. فمنذ الأزمة المالية التي حدثت في عام 2008، نتيجة السياسات الليبرالية الجديدة التي دافعوا عنها واستفادوا منها بشكل كبير، كانت النخبة تدرك جيدًا أن لديها نوعًا من المسؤولية لفعل شيء ما.

وقالت الصحيفة إن هناك العديد من المشكلات التي كان يجب على المجتمعين في دافوس مناقشتها مثل تغير المناخ وسوء الخدمات العامة والأجور الراكدة والأزمة الأوكرانية واحتمال حدوث مجاعة جماعية. ومع ذلك، أفاد أحد صحفيي فاينانشيال تايمز بأن المؤتمر "كان بعيدًا عن العالم أكثر مما كان عليه في العشرين عامًا التي حضرت فيها المؤتمر".

وأضافت الصحيفة أن المشكلة، كما يلاحظ المراسل، هي أن السلوك الفعلي للشركات الكبرى يستمر في إرباك رغباتها المعلنة. وتقول الصحيفة: "إنهم يريدون بنية أساسية أفضل ومستويات أعلى من التعليم - لكنهم مستاؤون من دفع الضرائب اللازمة لتمويل هذه السلع المشتركة".

وترى الصحيفة أن الحاضرون في دافوس مؤخرًا قد بذلوا جهودًا مضنية لتلطيف هذه الحبكة من خلال مناصرة "رأسمالية أصحاب المصلحة" فللبقاء على قيد الحياة في هذا السباق، عليهم أن يفعلوا ما هو أفضل من منافسيهم. ولكن فعل الخير لا يأتي في الواقع.

كما نشرت صحيفة (تايمز اوف انديا) الهندية مقالًا بعنوان "البحث عن معنى أهميتنا أو عدم أهميتنا" بقلم الكاتب بولكيت شارما (وهو عالم نفساني) الذي قال إننا نعيش حياتنا ونحن نتطلع دومًا إلى جلب الاهتمام لأنفسنا، فنقوم بتجميل أجسادنا، وتكديس الثروة والممتلكات، وتمجيد أنفسنا، واكتساب الاسم والشهرة، وبناء إرث نأمل أن يدوم عبر الأجيال.

وأضاف الكاتب أنه لا عجب أن الغالبية العظمى من الأشخاص في جميع أنحاء العالم يحملون إحساسًا بأنهم يستحوق الاهتمام، وبأنه ينبغي على الآخرين الإعجاب بهم والاحتفاء بهم وتقديسهم لأنهم مميزون. لقد بذلوا جهودًا كبيرة لجعل العالم يعتقد أنهم مميزون من خلال شراء السيارات الفاخرة والمنازل الفخمة، أو إنشاء علامات تجارية شخصية مميزة، وفعل أي شيء وكل شيء تقريبًا من شأنه أن يقوي وجودهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال، على الرغم من هذه الجهود الحماسية، فإن الأهمية التي يكتسبونها قصيرة الأجل وعابرة، وشبح عدم الأهمية يستمر دائمًا في مطاردتهم، وهذا يقلقهم باستمرار، فيستنفدون طاقاتهم في محاولة تجنب تجاهلهم من قبل الآخرين، لكنهم لا يدركون أن ذاكرة البشرية قصيرة بحث يتم نسيان أي شخص أو ثقافة أو أمة عبر التاريخ، والتاريخ نفسه يُنسى في غياهب الزمن.

ولفت الكاتب إلى أنه، على الرغم من أن الحاجة إلى الشعور بالرضا عن الذات أمر عالمي، وأن احترام الذات الإيجابي هو شرط أساسي مهم لنمو نفسي أعمق، إلا أن القلق الشديد بشأن صورتنا الذاتية يمكن أن يجعلنا نشعر بالتشوه والهشاشة، وأن هذه المشاعر السلبية تغرس فينا خوفًا قويًا من الرفض، مما يجبرنا إما على الانسحاب من العالم أو بذل جهود أكبر لتحقيق الذات.

ووضح أن العقل البشري يواجه صعوبة كبيرة في الاعتراف وقبول أن الفرد في الواقع غير مهم للغاية على المستوى الكوني، فمن بين مليارات الكواكب في مجرتنا حيث نسكن في كيان صغير يسمى الأرض، وأننا بينما نتمعن في هذه الحقيقة، نتساءل هل لدينا سبب للشعور باليأس؟ ولماذا نبحث دائمًا عن تلك اللحظة النادرة من التعظيم الذاتي؟ ربما في الإجابة على هذه التساؤلات تكمن بذرة الاكتشاف العظيم للذات والتحرر الكامل من المعاناة.

ودعا الكاتب الناس لتقبل تصوّر أنهم غير مهمين، وبالتالي، لا فائدة من تصور نفس صغيرة كاذبة فخمة، وأضاف أننا إذا تمكنا من أن نكون كما نريد أن نكون، وأن نتحرر من حركة المد والجذب في الحياة الاجتماعية، يمكننا أن نعيش بطريقة تجعلنا سعداء ومكتفين ومتحررين من الندم. وقال: يمكننا أيضًا أن نسمح للآخرين أن يكونوا كما هم، ويمكننا أن نكون معهم في الاحتفال بقصصهم التي تميزهم عن الآخرين، فنجعل قلوبنا مفتوحة وأرواحنا متّحدة في مساعدة بعضنا البعض في إيجاد بعض المعنى والرضا في هذا الوجود الضئيل في عالمنا الواسع الأبدي المجهول.

من جانب آخر نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالًا بعنوان "يجب ألا يشعر الأطفال بالجوع - فنحن بحاجة إلى وجبات مدرسية مجانية للجميع" للكاتب "فِن ماكياي" (وهو محاضر أول في علم الاجتماع بجامعة غرب إنجلترا في بريستول) الذي استهل مقاله بالقول إن الأطفال الذين يأخذون بقايا الطعام من صناديق القمامة أو القلقين والمتعبين لن يحصلوا على أقصى استفادة من تعليمهم.

وأشار الكاتب إلى حياته المدرسية في اسكتلندا حيث تُقدم الوجبات المدرسية المجانية للطلبة وهم يقبلون عليها بنهم، لكنه كان لا يفكر كثيرًا في كون الوجبات المدرسية مجانية بقدر ما يفكر في المدرسة كمكان يتم فيه الاهتمام بالأطفال.

ولفت الكاتب إلى أن (12) من قادة المدارس من نقابات التدريس والصناديق الاستئمانية كتبوا هذا الأسبوع للمستشار ريشي سوناك، ووزير التعليم مطالبين بتوسيع مخطط الوجبات المدرسية المجانية ليشمل جميع العائلات على أساس الائتمان الشامل. وقال إن هناك أكثر من 4 ملايين طفل يعيشون في فقر في المملكة المتحدة وحدها في الوقت الذي يعمل فيه غالبية الناس من أجل دفع الفواتير والإيجار والطعام، ناهيك عن متطلبات الأوقات الصعبة مثل المرض والخوف من فقد الوظيفة، أو صعوبة العثور على وظيفة مرنة تفي بهذه الالتزامات. وأضاف أن الهدف من نظام الرعاية الاجتماعية هو تغطية مثل هذه الأوقات، لجعل الظروف صالحة للعيش، وليس مجرد البقاء على قيد الحياة.

كما أشار إلى دور المجتمع في إعطاء الأولوية للأساسيات التي يعتمد عليها الجميع، مثل الرعاية الصحية بالمستشفيات والتعليم، والنظر إلى كون طلب تقديم أساسيات جيدة للجميع ليس بالأمر الذي يدعو للإحراج، بل هو مصدر فخر وطني. وقال في هذا السياق: تحب جميع الحكومات التحدث عن العائلات وتدعي جميع الأحزاب السياسية الاهتمام بالعائلات، لقد حان الوقت لدعم هذه الأيديولوجية بالدعم الفعلي للعائلات والمجتمعات، لأن المجتمع لا يوجد ولا يمكن أن يوجد في عزلة عن أطفال يُغمى عليهم من الجوع أثناء اليوم الدراسي، أو يأخذون بقايا الطعام من صناديق المدرسة، أو يكونوا متعبين، لأنهم ببساطة لن يحصلوا على أقصى استفادة من تعليمهم، وقد تتأثر صحتهم على المدى الطويل، ونتيجة لذلك، يتأثر مستقبلنا أيضًا.