قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث السبت ٠٤/يونيو/٢٠٢٢ ١٠:٤٨ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

العمانية - الشبيبة

تابعت وكالة الأنباء العُمانية مقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة مرتبطة بالتنوع الثقافي وأسباب تعثر الشركات الناشئة وأزمة المناخ.

صحيفة "تايمز أوف مالطا" المالطية نشرت مقالًا بعنوان " التنوع يؤدي إلى المرونة" بقلم الكاتبة "ماري لويز" التي أكدت خلاله أن تبادل التقاليد الثقافية يعزز الاندماج الاجتماعي حيث إن التنوع الثقافي مصدر للتبادل والابتكار والإبداع.

وأعربت الكاتبة في بداية مقالها عن حزنها إزاء الكثيرين الذين ما زالوا يفشلون في تقدير ثراء التنوع؛ وقالت في هذا الجانب: "يجب أن نجد وضعًا يسمح لنا بأن نكون نموذجًا للتعايش السلمي والوئام من خلال الإيمان بقدراتنا المتنوعة، إذ يمكننا كأمة ، التمتع بالرفاهية الشاملة والازدهار المستدام".

و ترى الكاتبة أن البشر لم يرسموا الحدود إلا لأسباب سياسية مختلفة، مقتبِسةً حول هذه النقطة قول الأمير سلطان بن سلمان آل سعود وهو أول رائد فضاء عربي، في رحلته الأولى إلى الفضاء: "في اليوم الأول أو نحو ذلك ، أشرنا جميعًا إلى الدول، في اليوم الثالث أو الرابع كنا نشير إلى قاراتنا، وبحلول اليوم الخامس ، كنا على علم بأرض واحدة فقط".

وتعتقد الكاتبة أنه مع احتدام الحروب لتحديد الحدود الإقليمية الملطخة بدماء المقاتلين والضحايا الأبرياء، يجب ألا ننسى أبدًا أننا نعيش على أرض واحدة وعالم واحد حيث يمكن للبشرية أن تزدهر بمعنى العمل الجماعي.

وأوضحت الكاتبة أن مشاركة التقاليد الثقافية تعزز الاندماج الاجتماعي، وتمكن الناس من الالتقاء وتوسع آفاقهم، ودعت إلى الحاجة للتخلص من المقاييس من أعيننا ونرى أن الإنسانية هي مشهد مذهل للقدرات المتنوعة التي يمكن أن توجد معًا ازدهارًا حقيقيًا شاملا.

وتعتقد الكاتبة أنه من خلال الثقافة والفنون يمكن للأطفال أن يتطوروا بشكل كلي وأن يسهموا في مجتمعاتهم للتعبير عن هويتهم الخاصة والمعنى الذي يعطونه لوجودهم، ومن خلال إبداعاتهم، يمكن للأطفال بناء تطلعاتهم إلى عالم من الوحدة والاحترام ، وفي النهاية السلام.

وختمت الكاتبة مقالها بالاقتباس من حديث نائب مدير مركز التراث العالمي لليونسكو الذي قال: "الثقافة هي من نحن وما يشكل هويتنا، إن وضع الثقافة في صميم سياسات التنمية هو الطريقة الوحيدة لضمان تنمية شاملة ومنصفة محورها الإنسان".

من جانبها، نشرت صحيفة "كوريا تايمز" الكورية مقالًا بعنوان: "لماذا تفشل الشركات الناشئة؟" بقلم "روشان زيادينوف" و هو محاضر في قسم الهندسة الصناعية بجامعة كيميونج.

وعرّف الكاتب في بداية مقاله بالشركات الناشئة على أنها شركات رائدة مصممة للنمو السريع، تسعى إلى إطلاق وتقديم أسمائها في السوق، بهدف تطوير منتج أو خدمة فريدة من نوعها تكون من بنات أفكار الابتكار المطلق الذي سينجذب إليه العملاء ويرغبون فيه على حد سواء.

يرى الكاتب أن العديد من الشركات الناشئة تتمتع بالجرأة الكافية، ولكنها ليست محظوظة بما يكفي لمواصلة العمل، متسائلًا: لماذا تفشل العديد من الشركات الناشئة؟

وللإجابة عن هذا التساؤل، تطرق الكاتب لمقال نشر في مجلة "هارفارد بيزنس" في عام 2021 الذي أشار إلى أن ثلثي الشركات الناشئة غير قادرة على تحقيق عائد جيد لمستثمريها لعدة أسباب.

وأضاف الكاتب: "حسب المقال المنشور في المجلة، يمكن أن تكون لشركة ناشئة أفكار جيدة، ولكن الموهبة والتصميم إضافة إلى العديد من الأشياء الجيدة الأخرى ليست كافية لاستمرارالشركة الناشئة".

ويعتقد الكاتب أن الشركات الناشئة تفشل في بعض الوقت بسبب البدايات الخاطئة، وهو ما يحدث عندما يتبنى رواد الأعمال جزءًا بسيطًا من قانون الشركات الناشئة.

وتطرق الكاتب لأسباب أخرى مثل: مشاكل رأس المال،عدم الحاجة إلى السوق، الخسارة في المنافسة في السوق، نموذج العمل المعيب والمشكلات المتعلقة بالقانون ومسائل التكلفة وجودة المنتج السيئة والتعارض مع المستثمرين أو الفريق.

وحث الكاتب الشركات الناشئة للاستثمار في الحملات التسويقية لأن هذا عامل مهم أيضًا في تحديد نجاحها، ولكي تزدهر شركة ناشئة، يجب أن يكون رواد الأعمال على دراية تامة بالسوق المعين والجمهور الذي يهدفون إليه، فبهذه الطريقة، سوف يفهمون حقًّا الطرق التي يعمل بها السوق.

وفي ختام مقاله قال الكاتب: "نظرًا لأن احتمال فشل الشركات الناشئة إحصائيًا أكثر من النجاح ، يجب على الجامعات تعليم فن إدارة الشركات الناشئة بطريقة شاملة، ويجب أن تتضمن هذه الإستراتيجية نظرة على الأسباب الأكثر شيوعًا لفشل بدء التشغيل وكيفية تجنبها".

من جانب آخر، نشرت صحيفة "ديلي صباح" التركية مقالًا بعنوان: "الدورالرئيسي للغابات في حل أزمة المناخ" بقلم محمد أمين بيربينار وهو نائب وزير البيئة والتطور العمراني وكبير المبعوثين لتغير المناخ بجمهورية تركيا.

في بداية مقاله، قال الكاتب: "ينبغي اعتبار الغابات من أهم الموارد لمواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ؛ فعلى سبيل المثال، يتم التقاط نسبة كبيرة جدًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري، حوالي الثلث، بواسطة الغابات كل عام، وبهذه الطريقة، تقوم الغابات بدور حاسم في تحقيق هدف الحد من الاحترار المستقبلي إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الصناعة على النحو الذي تحدده اتفاقية باريس".

وأكد الكاتب أن الغابات تستضيف أيضًا 80 بالمائة من التنوع البيولوجي الأرضي في العالم ولها أهمية كبيرة في تنظيم النظم البيئية والحفاظ على هذه الثروة البيولوجية الغنية.

ويعتقد الكاتب أن الغابات، التي تدعم سبل عيش الكثير من الناس، تعتبر أداة أساسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وذلك لأن ما يقرب من 1.6 مليار شخص - الذين يشكلون ربع سكان العالم ومعظمهم من المجتمعات الفقيرة - يعتمدون على الغابات في معيشتهم.

وأشار الكاتب إلى أنه من خلال حماية الغابات ودعم موارد المياه النظيفة وهياكل التربة السليمة والتكوينات الأرضية؛ فمن الممكن الإسهام في الاقتصاد العالمي بحوالي 75 مليار دولارإلى 100 مليار دولار سنويًا في سياق السلع والخدمات.

وفي المقابل يرى الكاتب أنه في الآونة الأخيرة، بدأنا نفقد غاباتنا التي لها أهمية كبيرة بالنسبة لمستقبل كوكبنا، إذ تشير أحدث البيانات المنشورة إلى أن 5.2 مليون هكتار (12.8 مليون فدان) من الغابات يتم تدميرها كل عام، وبعبارة أخرى: نحن نفقد مساحة بحجم ملعب كرة قدم في الثانية.

وتطرق الكاتب لمسألة أخرى يغفل عنها الكثير، وهي أن حوالي ربع الانبعاثات العالمية تنشأ من قطاع الأراضي، وهو ثاني أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بعد قطاع الطاقة، ويعزى حوالي نصف هذه الانبعاثات إلى إزالة الغابات وتدهور الأراضي.

وأكد الكاتب على أن تحويل الغابات إلى أراضٍ زراعية يسهم في تغير المناخ وهذا التحول يضر بالموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي. إذ لا يتسبب هذا الوضع في انقراض عدد لا يحصى من الأنواع الحية فحسب، بل يؤثر أيضًا بشكل سلبي على الأشخاص الذين يكسبون عيشهم من الغابات والتراث الثقافي المرتبط بمناطق الغابات، وهذا الأمر يعد دمارًا يصعب إصلاحه.

وأشار الكاتب إلى أن الغابات هي أحد الحلول المشتركة لأخطر مشكلتين تواجهان البشرية، وهما تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، وبفضل الخطوات التي يجب اتخاذها في مجال الغابات، من الممكن معالجة كلا الهدفين على طريق التنمية المستدامة في وقت واحد.