قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الأحد ٠٥/يونيو/٢٠٢٢ ٠٩:٥٩ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

إليكم بعض ما نُشر من مقالات الرأي حول بعض القضايا العالميّة التي تابعتها وكالة الأنباء العُمانية في بعض الصحف العالمية.

فصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نشرت مقالًا بعنوان "دعونا لا نتظاهر بأن زراعة الأشجار تمثل حلًّا دائما لمشكلة المناخ" بقلم الكاتب (زيكي هوسفاظر" الذي تطرق إلى مبادرة "تريليون شجرة" التي تم إطلاقها وسط ضجة كبيرة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في عام 2020.

وقال إنه، بينما تُعدّ زراعة الأشجار وحماية الغابات جزءًا رئيسًا من العديد من جهود الشركات لتعويض الانبعاثات، إلا أن هناك مشكلة وهي أن ثاني أكسيد الكربون المزال من الغلاف الجوي يتم تخزينه مؤقتًا فقط في الأشجار والنباتات والتربة، في حين أن جزءًا كبيرًا من انبعاثاتنا اليوم، سيبقى في الغلاف الجوي، والكثير منها لعدة قرون وبعضها لآلاف السنين.

وأضاف أن الانبعاثات الحالية تأتي بشكل أساس من حرق الوقود الأحفوري الذي قضى ملايين السنين تحت الأرض قبل التنقيب وإنه إذا أعدنا الكربون إلى الأرض، أو وضعناه في أعماق المحيطات أو حولناه إلى صخور، فيمكننا إبعاده عن الغلاف الجوي لعشرات الآلاف من السنين، مما يؤدي بشكل فعال إلى مواجهة التأثير طويل المدى لانبعاثاتنا الحالية.

ووضح أنه لا يوجد سوى عدد قليل من المنشآت في أوروبا وأمريكا الشمالية تقوم حاليًا بإزالة الكربون بشكل دائم، وأنه تم نشر التقنيات خارج المختبر منذ أقل من عقد من الزمان، ولا تزال باهظة الثمن، حيث تصل أسعارها عادة إلى مئات الدولارات لكل طنّ من الكربون المزال.

وأشار الكاتب إلى التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الذي أكد على ضرورة تقليل الانبعاثات بسرعة خلال العقود القادمة لتجنب التغيرات الكارثية المحتملة في المناخ، وأن مقدار إزالة الكربون في النهاية سيعتمد على مدى السرعة الكاملة التي يمكننا بها خفض الانبعاثات.

وبيّن الكاتب أن معظم نماذجنا تفيد بأنه، للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة في حدود 1.5 درجة مئوية، سنحتاج إلى إزالة حوالي 6 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي كل عام بحلول عام 2050، وأنه على مدى الثمانين عامًا القادمة، قد نحتاج إلى إزالة أكثر من 600 مليار طن، وهي كمية أكبر من 15 عامًا من الانبعاثات العالمية الحالية.

وقال الكاتب إنه، بمجرد تجاوزنا 1.5 درجة مئوية، حتى خفض الانبعاثات إلى الصفر لن يبرد العالم مرة أخرى وأن هذه هي الرياضيات القاسية لتغير المناخ، وهذا يعني أن الطريقة الوحيدة لخفض درجات الحرارة العالمية في المستقبل هي من خلال إزالة ثاني أكسيد الكربون على نطاق واسع من الغلاف الجوي.

كما نشر موقع بروجيكت سينديكيت الأمريكي مقالًا بعنوان "لا للدعم الانتقائي للأصدقاء" بقلم الكاتب (راجورام راجان) يشرح في مقاله لماذا يجب أن تكون السياسة الجديدة الشعبية في الولايات المتحدة مصدر قلق للجميع وأنه بعد الصدمات الكبيرة التي تعرضت لها سلاسل التوريد العالمية في السنوات الأخيرة، ليس من المستغرب أن تتلمس الحكومات في مختلف مناطق العالم سياسات جديدة لبناء المزيد من المرونة وضمان استمرار الإمداد بالمدخلات الحيوية، لكنه يرى التخلي عن التجارة الحرة والعادلة ليس هو الحل.

وأشار الكاتب في هذا السياق إلى كلمة وزيرة الخزانة الأمريكية (جانيت يلين) أمام المجلس الأطلسي في أبريل الماضي التي دعت لتنشيط النظام الاقتصادي العالمي، لكنها أيضًا دعت إلى ما أسمته "دعم الأصدقاء"، أي الحدّ من تجارة المدخلات الرئيسة إلى البلدان الموثوق بها من أجل تقليل المخاطر التي تتعرض لها سلاسل التوريد التي تعتمد عليها الولايات المتحدة وشركاؤها.

وقال الكاتب إن سلاسل التوريد العالمية اليوم أصبحت ممكنة بفضل التخفيضات في التعريفات وانخفاض تكاليف النقل والاتصالات وأدت إلى تحويل الإنتاج من خلال السماح للشركات بتصنيع السلع حيثما كان ذلك أرخص، ويتم الحصول على المدخلات ذات القيمة المضافة العالية (مثل البحث والتطوير والتصميم والإعلان والتمويل) في الاقتصادات المتقدمة، من خلال الانتقال إلى التصنيع في الأسواق الناشئة والبلدان النامية، مما يجعل المنتجات النهائية أقل تكلفة بكثير بحيث يمكن حتى لأشد الناس فقرا في البلدان الغنية شراؤها.

لكن الكاتب وضح أنه، في السنوات الأخيرة، أظهرت سلاسل التوريد العالمية نقاط ضعف جديدة، لأن الشركات تجاهلت المرونة أحيانًا في سبيل تحقيق رغبتها في تعظيم الكفاءة، وأن الكوارث الطبيعية وعمليات الإغلاق التي سببتها جائحة كورونا أدت إلى عرقلة سلاسل التوريد وأن تجدّد الإجراءات الحمائية المتخفية والمعززة بالمنافسات الجيوسياسية الجديدة الآن أصبح تشكل تهديدًا أكثر خطورة.

ويرى الكاتب أنه من الشرعي لدولة ما أن تضمن أن السلع والخدمات الأساسية لدفاعها الوطني يتم إنتاجها محليًّا أو من قبل جيران أصدقاء، إلا إن المشكلة تكمن في أن "المنتج الأساسي" يتم توزيعه غالبًا من خلال المصالح الحمائية لتشمل حتى السلع المنتجة على نطاق واسع مثل الفولاذ أو الألمنيوم.

ويرى الكاتب أن دعم الأصدقاء على هذا النحو يؤدي إلى استبعاد البلدان الفقيرة التي هي في أمسّ الحاجة إلى التجارة العالمية من أجل أن تصبح أكثر ثراءً.من جانب آخر نشرت صحيفة "كوريا هيرالد" الكورية في افتتاحيتها مقالًا بعنوان "تجويد صناعة الرقائق" أشارت فيه إلى أهمية صقل المهارت وتوفير كل الوسائل اللازمة والظروف الملائمة لاستمرار التفوق في صناعة الرقائق في الوقت الذي يتنافس فيه العالم على الذكاء الصناعي باعتباره عنصرا أساسا في التقدم التكنولوجي.

وقالت الصحيفة إن حكومة كوريا الجنوبية تخطط لرعاية أكثر من 3000 خبير ماهر في صناعة أشباه الموصلات بحلول عام 2027، وهي خطوة تأتي في أعقاب الزيارة رفيعة المستوى التي قام بها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى منشأة سامسونج إليكرونيكس وسط النقص الكبير في الرقائق على المستوى العالمي.

ووضحت أن صانعي الرقائق الأعلى تصنيفا يتدافعون لتوظيف مواهب جديدة والاحتفاظ بكبار المهندسين في وقت تتزايد فيه عمليات تجسس الشركات للحصول على الأسرار التجارية المتعلقة بالشرائح في العالم. لكنها ذكرت أن نطاق برامج التوسع لرعاية مهندسي الرقائق محدود للغاية، وقالت إنه، على الرغم من التعاون القائم مع أربع مؤسسات بحثية كُبرى، إلا أن هذا سيضيف فقط حوالي 200 خبير في الوقت الذي تتطلب فيه صناعة أشباه الموصلات 1500 خريج جديد تحتاجهم الصناعة المحلية سنويًّا لكي تظل الدولة قادرة على المنافسة.

ورأت أن النقص في الرقائق والمهندسين ذوي الصلة بهذا المجال لا يقتصر فقط على كوريا الجنوبية، وإنما التحدي ينطبق على تايوان، موطن شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات، وهي أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم إذ تسيطر على 90 في المائة من السوق لأنواع متقدمة من أشباه الموصلات، وكذلك اليابان التي أنشأت مؤسسة أكاديمية جديدة مدتها خمس سنوات تجمع بين برامج المدارس الثانوية والكليات المتخصصة المكرسة لتكنولوجيا أشباه الموصلات ورعاية خبراء شرائح المستقبل.

وذكّرت الصحيفة الحكومات الراغبة في طرق باب البحث والتصنيع برفع القيود المفروضة على نظام القبول الرئيس للرقائق في الكليات وتعزيز اللوائح الخاصة بمراقبة تسريب المعلومات.وبينت أن زيارة الرئيس الأمريكي تشير إلى أن تقنية الرقائق ستصبح ذات أهمية متزايدة، وأن لدى المنتجين سببًا وجيهًا لاتخاذ خطوات جريئة للبقاء في المقدمة.