صدقات.. مجانية..

7 أيام الثلاثاء ٢١/مارس/٢٠١٧ ١٥:٥٠ م
صدقات.. مجانية..

(1)
كفّ أذاك عن الناس.. واعتبره نوعا من العطاء..
اعتبرها هدية منك لآلاف المتعبين..
لأولئك الذين وقفت هموم الحياة على أكتافهم وأطالت البقاء..
لا تستفزهم..
لا أنت لجدال عقيم تجرهم..
لا تنهّرهم في الطرقات..
لا تتسلط عليهم في الأرزاق..
لا تتآمر أنت – والحياة- على قهرهم..
حتى وإن غضبت.. اعط ظهرك لأخطائهم..
واحسب صبرك هذا – هديةً- لمن بالغت الحياة في جلدهم..

(2)
اضحك في وجه المغتربين..
جاملهم بسؤال عن عائلاتهم..
افتح معهم حديثا عابراً.. وكأنك حفي بهم..
عاملهم.. وكأنهم بشر مثلك..
وكأنك تراهم وتعرف وجوههم..
وكأنك تهتم لأمرهم..
فهؤلاء أحباب الله كالأطفال الأبرياء..
ألم تسمع يا هذا أن أغلب أهل الجنة.. فقراء..

(3)
تصدق بالستر..
لا تفضح خلق الله وإن كنت -لما تقول- على يقين..
لا تستمطر الضحكات والنظرات بنهش لحوم الآخرين..
استر عورات البشر لأن لك -ولمن تحب- عورات..
استر عليهم فالحياة تحب أن تكيد لمن يظن أن أفعاله تمر بلا عقاب..
فلست رباً ولست سوى عبد.. للغافر خالق السموات..

(4)
العطاء ليس بالمال..
والهدايا ليست دوما شيئا يُشترى..
ولا تُقاس الهبات دوماً بالأفعال..
افتح شباك قلبك لروح حائرة..
خذ بيدها.. واسمعها.. وهدئها إن كانت ثائرة..
انصحها أو لا تنصحها فالمرء في الضيق لا يحتاج دوما للنصيحة..
كثيرا ما يحتاج – فقط – لروح شفافة ومريحة..
لشخص يذكره أن الدنيا بخير..
وأن العواصف تمر دوماً وأن كل ما يأتي من الله.. خير..
قدم الأمل على صوانٍ من رضا..
وكن أنت زارع خير..

(5)
تصدق.. بالعفو والتماس الأعذار..
صفّ النوايا..
كثيرون تجاوزوا عنك.. وبعضهم مازال..
فاترك الحسابات والدفاتر للجبّار..
الضغينة تلتهم منك ولا تزيد المستهترين بالناس إلا استهتارا..
وكنّ مرنا مع أولئك الذين يسيئون دون تخطيط..
ويندمون دون اعتذار..
فمشكلة أمثالهم مع أنفسهم أكبر من مشكلتك معهم.. تأكد..
فدعهم لما هم فيه من دمار..