الإعلامي سيف الفوري:الفرص لا تأتي وحدها.. عليك صنعها

مزاج الثلاثاء ٠٤/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
الإعلامي سيف الفوري:الفرص لا تأتي وحدها.. عليك صنعها

حاورته: بسمة بنت محمد المحروقية
يبدأ سيف بن يوسف الفوري من وادي الحيملي بولاية الرستاق حديثه عن طفولته قائلاً إنه عاش متنقلاً في أكثر من مدرسة، والمدرسة هي المكان الذي بدأ فيه نسج أحلامه ليكون مذيعاً، وكان ذلك في الصف الثاني الابتدائي، فقد كان شغوفاً بالإذاعة المدرسية وكان يرى زميله يقرأ في الإذاعة وأراد أن يكون مكانه فطلب منه أن يذهب إلى أحد المعلمين الذي بادر بإعطائه حديثاً شريفاً لقراءته، والجميل في ذلك أنه وهو يستعيد تلك اللحظات ما زال يتذكر ذلك الحديث «من غشَّنا فليس منَّا»، وكيف كانت لحظات الخوف والارتباك ترافقه، ولكن دائماً، كل لحظات النجاح تبدأ بخطوة.
كان سيف الفوري طفلاً مختلفاً قليلاً محباً للقراءة بشكل كبير جداً ولديه ميزة الحفظ، وأخبرني أنه كان يحب التنزه مع والده بالسيارة وقراءة كل اللوحات الموجودة على الطريق، كما أنه كان شغوفاً بالرحلات المدرسية والأنشطة.

حلم الجامعة
في الصف الثاني عشر بينما هو وعائلته يشاهدون حفل تخرج جامعة السلطان قابوس قال له والده: «أتمنى في يوم من الأيام أن أراك تقف مكان راشد السعدي تعتلي المنبر وتقدم كلمة الخريجين»، فكانت تلك الكلمات كافية لأن تجعل حلمه كإعلامي يولد من جديد، فقد قال إن تلك الكلمات أثرت به كثيراً فتولَّد لديه نوع من التحدي بأنه لابد أن يلتحق بجامعة السلطان قابوس وما هي إلا أيام حتى أصبح حلم الجامعة حقيقة.
التحق بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في تخصص علم الاجتماع كتخصص رئيسي، وبعد عامين من دراسته علم بأمر التخصص الفرعي فاختار تخصص الصحافة ومن هنا بدأت قصة نجاحه.
بدأ مشواره الإعلامي، وحدثني مستعيداً ذكرياته الجامعية بأنه في سنته الأولى سجل لتقديم حفل التخرج وقُبل، فقدم حفلات التخرج على مدار أربع سنوات متتالية وهذا ما ميزه أنه لم يسبقه أحد من الطلاب أن قدم حفل التخرج على مدار أربع سنوات متتالية، أما الخامسة فكانت حفل تخرجه فقد قدم كلمة الخريجين وقدم كمذيع ربطه بلباس التخرج مع الإعلامي خالد الزدجالي، كما قام بتسليم هدية لراعي الحفل وهذه واحدة من نجاحاته لأنه لم يسبق لإدارة الجامعة أن رشحت طالباً لتسليم الهدية.
واصل حديثه مكملاً تفاصيل نجاحاته وإنجازاته قائلاً إنه رُشح للمشاركة في مسابقة الأسبوع العلمي الثقافي الخليجي السابع بجامعة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية، وذلك في مجال المساجلة الشعرية وحصل على المركز الثالث من بين 28 جامعة من دول الخليج، وكان ذلك أول إنجازاته بالجامعة، ثم كرم من قبل الجامعة بأن أُرسل إلى ماليزيا وإسبانيا.
في سنوات دراسته بالجامعة اشترك في مسابقة مشروع مذيع التي تقدمها مجموعة الإبداع الإعلامي كمشروع تخرج وكانت على مستوى مؤسسات التعليم العالي، وحصل على المركز الأول في قراءة نشرة الأخبار وعلى إثرها اتصل به أحد المسؤولين من التلفزيون لعمل اختبار فنجح به. الجامعة بالنسبة له هي المنبر الذي اعتلى عليه وأمسك من خلاله حبل أحلامه إلى أن وصل إلى ما رسمه من طموح ونجاحات.

المسرح العالمي
مسترسلاً في حديثه العفوي يضيف سيف أنه قدم في المسرح العالمي الرئيسي في حديقة النسيم ضمن فعاليات مهرجان مسقط على مدار 6 سنوات متتالية، كما قدم برنامج صباح ومساء عندما كان طالباً في الجامعة مستعيداً في تلك اللحظات المتاعب التي واجهته للذهاب إلى مقر تلفزيون سلطنة عمان وذلك أنه كان يعتمد على المواصلات العامة لعدم امتلاكه سيارة خاصة وكان يصل إلى هناك متعباً، ولكن الناجح لا ينظر إلى تلك العثرات وهكذا كان سيف الفوري. أما أول ظهور له على شاشة التلفزيون فكان في تقارير معرض الكتاب.
بعدها انتقلت معه إلى البرامج الحالية التي يقدمها في تلفزيون سلطنة عمان وأوضح أنه يقدم حالياً برنامج قهوة الصباح. أكملت حواري بسؤاله عمن كان مثله الأعلى فأجاب قائلا: «كل إنسان إيجابي متفائل في الحياة وناجح، وليس هناك إنسان محدد»، وأما بالنسبة للسؤال حول على يد من تتلمذ الإعلامي سيف الفوري فقد أجاب بعفويته المعتادة مسترجعاً تفاصيل جميع الأشخاص الذين كانوا بجانبه فأجاب بنبرة كلها حنين وامتنان قائلاً: «على الكثيرين ابتداء من أيام المدرسة وهناك أناس كثيرون انتشلوني من أية خطوة قد تكون خطراً علي سواء كانوا إخوة، أخوات، زملاء، دكاترة».
أتممنا الحديث مع قليل من الضحك وذلك عندما سألته عن مواقف لا يستطيع نسيانها واجهته في يومياته كإعلامي فأجاب ضاحكاً ممرراً شريط ذكرياته مسترجعاً أحد المواقف التي تعرض لها في أحد الأيام قبل ظهوره على الهواء بخمس دقائق انسكب على ملابسه مشروب غازي «سفن أب» فلم يكن يعلم ما الذي سيقوم به ليتجاوز هذا الموقف، لكنه استطاع أن يخفي ملابسه أثناء البث عن طريق الأوراق والطاولة.
سؤال آخر طرحته على الإعلامي سيف الفوري في الجانب المتعلق بمجاله المهني ويتعلق بنظرته لعمل المرأة في المجال الإعلامي، فأجاب أن كل امرأة لديها قناعات والعمل يعتمد على قناعة المرأة نفسها ورغبتها بدخول هذا المجال والقدرة على تحمل المواقف والصعوبات كافة وبأن المرأة شامخة دائماً والعمل عبادة ما دامت تؤدي رسالتها كاملة. جوانب من حياته الشخصية في البداية سألته عن الحياة والسعادة والأمل، ماذا تعني له هذه المفاهيم؟ فأجاب: بالنسبة للحياة، أنا أحس أن الحياة حلوة وجميلة ومن الضروري أن يكون لديك تفكير إيجابي وتفاؤلي في الحياة.

السعادة والسعيد
وأما بالنسبة للسعادة فليس السعيد الذي دنياه تسعده إن السعيد الذي ينجو من النار. والسعادة في نظري أن أكون قريباً من ربي وأرضي والديّ والناس الذين حولي وأقدم رسالتي الإنسانية على أكمل وجه وأحب أن أكون شيئاً مذكوراً في الحياة بالخير وهذه أكبر مراتب السعادة التي أنشدها. وأما الأمل فإنه يبقى ما دامت الحياة. أما عن رأيه في الأشخاص الحقودين والكاذبين فقال: كثيراً ما صادفنا مواقف من هؤلاء وكثيراً ما غدروا بنا لكن الشاطر من يتعلم من تلك المواقف... «لا أتعامل معهم أبداً أسويلهم delete (حذف) من الحياة». وعن اليوم المفضل لديه والشراب والأكلة المفضلة، أجاب ضاحكاً مستغرقاً في التفكير أن يوم الاثنين هو اليوم المفضل لأن كل ما هو جميل يحدث معه في ذلك اليوم وأيضاً يوم ميلاده، أما الأربعاء هو من الأيام التي لا يحبها كما أنه يحب شراب الليمون بالنعناع والفربتشينو والهوت تشوكلت أما بالنسبة للمأكولات فهو يحب المأكولات العمانية التقليدية (القاشع والمالح والمأكولات البحرية).
وعن طموحاته ومشاريعه المستقبلية فأجابني قائلاً: «دائماً أؤمن بأن وراء كل رجل عظيم امرأة.. هناك أشياء كثيرة أجلتها الآن من أجل مشاركتها شريكة المستقبل كما أنني أتمنى أن أفتتح مؤسسة للأعمال الخيرية وأسافر إلى مختلف الدول الإفريقية التي فيها مجاعات وأساعدهم وأقترب منهم واستمر في العمل في المجال الإعلامي والانتقال إلى مجال أوسع وذلك من أجل تطوير قدراتي وليس من باب الشهرة وترك الوطن بل من أجل الوطن».
أنهيت حديثي مع الإعلامي سيف الفوري بسؤال يتعلق بموهبته حول الكتابة وهو (الإبداع التام: أن تصل إلى «السر» فيما تبدعه. هل فكرت يوماً أن تصل إلى سر اللغة التي تكتب بها؟)، فأجابني أن ما يصدر من القلب يصل إلى القلب مباشرة فعندما تكتب من قلبك هذه الكلمات تصل مباشرة إلى الناس.