خبير دولي: هدفنا مواصلة دعم سلطنة عُمان في تحقيق رؤيتها 2040 من خلال تطوير القدرات التكنولوجية المحلية

مؤشر الثلاثاء ٠٢/أغسطس/٢٠٢٢ ١٨:٣٩ م
خبير دولي: هدفنا مواصلة دعم سلطنة عُمان في تحقيق رؤيتها 2040 من خلال تطوير القدرات التكنولوجية المحلية

مسقط - خالد عرابي

تعد شركة "تاليس" الدولية واحدة من الشركات العملاقة في التكنولوجيا والريادة في الأمن الرقمي والسيبراني خاصة مع كفاءتها في تقديم حلول تقنية منقطعة النظير تمنح الثقة للعملاء بشكل كبير. يدعمها في ذلك إنفاقها لنحو مليار يورو سنويًا في البحث والتطوير الممول ذاتيًا ، ويشارك أكثر من 28000 مهندس من تاليس بشكل مباشر لضمان أن تكون تقنياتنا في المقدمة.. وتمتلك تايس رصيد كبير من التعاون مع سلطنة عمان في العديد من المشاريع المهمة ، حيث تتواجد الشركة في السلطنة منذ 40 عاما وتتعاون مه حكومة السلطنة في العديد من المشاريع الكبيرة والمهمة .. " الشبيبة" حاورت عبد الحفيظ مردي، المدير العام لشركة " تاليس " في سلطنة عُمان ليحدثنا عن دور الشركة وتعاونها مع حكومة السلطنة وسبل هذا التعاون.

مع تواجد تاليس في سلطنة عُمان لأكثر من 40 عاما، حدثنا عن التحول الرقمي في الدولة والدور الذي تلعبه تاليس في تحقيق الرؤية الوطنية؟

أكد المدير العام لشركة تاليس في سلطنة عُمان قائلا: عندما بدأنا اعمالنا في سلطنة عُمان منذ أكثر من 40 عامًا، كنا شركاء في التكنولوجيا بشكل أساسي و نعمل كموردين حيث تم توريد وتطبيق آليات تاليس في مختلف الصناعات أو الشركات من ذوي الحاجة بعد سابقة اعمال لدينا في الدفاع والمطارات وشركات أخرى في مجال صناعة الطيران والتكنولوجيا.

وأضاف: ومع ذلك، عندما حصلنا على عقد تأمين مطارين رئيسيين في سلطنة عُمان بمنطقتي مسقط وصلالة ، بدأنا الانتقال من كوننا موردين إلى شركاء من خلال زيادة تواجدنا المحلي.

وقال مردي: هدفنا هو مواصلة دعم سلطنة عُمان في تحقيق رؤيتها 2040 من خلال تطوير القدرات التكنولوجية المحلية والسيادية مع وضع هذا في الاعتبار ، فإننا وضعنا الأولوية من اجل توطين الصناعات بالسلطنة مع التركيز على تعزيز قدرات الدولة في مشاريع الأمن والتحول الرقمي والطيران والدفاع ومشاريع الفضاء.

وأكد مردي أن سلطنة عُمان من أوائل الدول في المنطقة التي تبنت التحول الرقمي، و كانت إحدى الإنجازات القليلة الأولى منذ أكثر من 20 عامًا في عام 2002 عندما أطلقت السلطنة مشروع الحكومة الإلكترونية. حيث قدمت نظام السجل الوطني (NRS) وكانت تلك هي أول قاعدة بيانات مركزية منفردة من نوعها تحتفظ بسجلات لجميع المواطنين. مثّل المشروع قاعدة لثقه الحكومة في اتخاذ مبادرات اخرى لاحقة في الدولة.

وقال: اليوم ، تاليس في وضع فريد حيث نفكر ونعمل كشركة وطنية مدمجة بالكامل في النظام البيئي المحلي ، هذا بجانب الاستفادة من التواصل الدائم مع مراكز البحث والتطوير الضخمة المتعددة حول العالم . على مر السنين ، استثمرنا في إنشاء مراكز امتياز بالمنطقة في مختلف المجالات الدفاعية والمدنية. لقد عقدنا شراكة مع العديد من الجامعات والمراكز الأكاديمية لتطوير التدريب ونقل المعرفة من أجل إنشاء نظام بيئي صناعي قوي.

وأضاف قائلا: إن تاليس في سلطنة عُمان تضع أولوياتها الاستراتيجية من أجل حل المشكلات البيئية والاجتماعية والحكومية (ESG) . نحن نعمل جاهدين لمواجهة التحديات الحالية من خلال ثلاثة خصائص: الأمان وأكثر صداقة للبيئة وشمولاً لتحقيق نمو مستديم على المدى المتوسط والطويل.

كيف تطور المشهد التكنولوجي بعد الوباء؟

أجاب مدير عام شركة تاليس في سلطنة عُمان قائلا: أدى الوباء العالمي إلى تسريع وتيرة الرقمنة بطريقة غير مسبوقة . ازداد اعتمادنا على التقنيات الرقمية أكثر من أي وقت مضى فمن العمل عن بعد والتسوق عبر الإنترنت إلى المدفوعات غير التلامسية والحاجة إلى حلول الرعاية الصحية بدون تلامس.

وقد جعل هذا الحكومات والمنظمات وكذلك كل واحد منا كمستهلكين ومواطنين أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية. نتيجة لذلك ، شاهدنا احتياج شديد بعد الجائحة من اجل حماية الفضاء الالكتروني و تأمين الهويات الرقمية والتقنيات اللاتلامسية ولعل هذا هو السبب الرئيسي في أنخراط تاليس في العديد من برامج الأمن السيبراني والشراكات.

وقال: يعد الأمن الرقمي والأمن السيبراني جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. نحن رواد في هذا المجال ولعل ما جعل تاليس في تلك المكانة هي قدرتنا على تقديم حلول تقنية منقطعة النظير تمنح الثقة للعملاء بشكل كبير. تتمتع تاليس بالخبرة التي اثبتت كفاءتها لمراقبة الأمن السيبراني على الشبكات وتحليلها والإشراف عليها وتقويتها.

وأضاف: في عام 2019 ، دخلت تاليس في شراكة مع (الهيئة العامة للخصخصة والشراكة) في سلطنة عُمان لتأسيس أكاديمية الأمن السيبراني المتقدمة (ACA) تقدم من خلالها تاليس برنامج تدريب إلكتروني كامل بقيادة خبراء الإنترنت بالداخل. وامتداد لهذا التعاون في المستقبل القريب سيتم إنشاء منصة إلكترونية محسنة داخل البلد من شأنها أن توفر مرافق تدريب واختبار متطورة للأمن السيبراني.

تعتبر مباردة (ACA) الأولي من نوعها في البلاد ولقد مر عامان على إطلاق هذه المبادرة وخلال تلك المدة لاحظنا نجاحًا استثنائيًا في تعزيز نقل المعرفة والخبرة.

على المدى الطويل ، نعتقد أن فوائد التقدم التكنولوجي ستكون هائلة سواء في الاتصال والذكاء الاصطناعي والرقمنة وتقنيات الكم.

تطمح سلطنة عُمان حاليًا لاستكشاف والقيام بمهام في الفضاء ، فما هي التقنيات التي تقدمها تاليس في هذا الجانب؟

اليوم ، تتجه دول الشرق الأوسط الي الاستثمار بشكل كبير في استكشاف الفضاء والاتصالات وتعتبر سلطنة عُمان هي دولة ناشئة ترتاد الفضاء مع استراتيجية وطنية طموحة من شأنها تعزيز نظامًا بيئيًا فضائيًا محليًا مستدامًا وقاعدة صناعية في البلاد.

كما يتمثل جزء أساسي من رحلة سلطنة عُمان الفضائية في التزامها بالبحث العلمي والاكتشاف وتماشيًا مع رؤية 2040 والتي تهدف إلى تعزيز التنافسية الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية ، وتحفيز النمو ، وبناء الثقة في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية على الصعيد الوطني.

يتماشى هذا بشكل وثيق مع مهمتنا الأساسية كشركة وهو وبناء مستقبل يمكننا الوثوق به جميعًا ويأتي هذا من خلال الركائز الثلاث الاساسية للتصنيع والابتكار والتعليم.

تعد تاليس الينا سبيس رائدة في هذا المجال ، حيث تقدم تقنيات جديدة يسيرة و تدعم استقرار و تعزيز القدرات داخل الدولة.

ما هي آخر التطورات في التقنيات المدنية والدفاعية؟

الابتكار كان ولا يزال العنصر الحاسم للنجاح في تاريخ الأمم . تستثمر تاليس 1 مليار يورو سنويًا في البحث والتطوير الممول ذاتيًا ، ويشارك أكثر من 28000 مهندس من تاليس بشكل مباشر لضمان أن تكون تقنياتنا في المقدمة. ولعل الدافع الأكبر لنا هو استكشاف طرق جديدة من أجل مواجهة تحديات المجتمع الحديث وبناء مستقبل يمكننا الوثوق به جميعًا.

يعتبر تحقيق السيادة والحفاظ عليها في الجانب العملي هو أمر أساسي لبناء الثقة خاصة في مجالات الاتصالات اللاسلكية والمراقبة والدفاع الجوي.

إن تحقيق السيادة العملياتية والحفاظ عليها لهو الهدف الأساسي لرؤية 2040 وتلتزم تاليس تمامًا بدعم الدولة في تحقيق وتقديم حلول عالية التقنية في مجال UTM نظام إدارة حركة الطائرات بدون طيار و C-UAV مكافحة المركبات الجوية بدون طيار.

إن النظام البيئي للتحليق خلال تلك العشر سنوات سيكون أكثر تعقيدا بعد توقعاتنا بدخول ملايين الطائرات بدون طيار إلى الأجواء مما يخلق تحديات كبيرة لتحقيق الأمن والسلامة. تتمثل أحدث المناهج التي تتخذها تاليس في إدارة النظام البيئي للطائرات بدون طيار بالكامل ، حيث تقدم حلولا شاملة تعتمد على الخبرة في التفوق الجوي على جميع مستويات المجال الجوي.

نظرًا للوباء الأخير، والزيادة الكبيرة في التهديدات الإلكترونية والحاجة إلى تقنيات لا تلامسية ، اصبحت المطارات في حاجة ثلاث أضعاف أكثر إلى ضمان تأمين قوي وكفاءة تشغيلية عالية وزيادة تدفق الركاب. ومن أجل معالجة هذا الأمر بشكل فعال قمنا بإعداد عمليات لا تلامسية مثل البوابات الإلكترونية أو "Fly to Gate"و الذي يتيح للمطارات إنشاء مسارات بايومترية سريعة وآمنة للركاب مما يحد من التأخير وأوقات الانتظار أثناء تسجيل الوصول وايداع الحقائب والضوابط المرورية للحدود. يمكن لهذه التقنيات البايومترية أن تمكن الركاب من توفير ما يصل إلى 30٪ في أوقات الصعود إلى الطائرة.

بالإضافة إلى ذلك، تقوم تاليس بإعادة تصميم ما يسمى بعقل الطائرة ونظام إدارة الطيران من خلال ربطها في الوقت الفعلي ببيانات الأرصاد الجوية . ستكون بذلك قادرة على التحكم في مسار الطائرة وتكييفه وصقله باستمرار من أجل رحلة أفضل واستهلاك وقود أقل ودقة أكثر في مواعيد الرحلات وراحة أكبر للركاب وأطقم الطائرات.