قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الثلاثاء ٣٠/أغسطس/٢٠٢٢ ١٠:٠٤ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

 تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلقة بأسباب أزمة الغذاء، وسباق التحول إلى الطاقة النظيفة يتطلب المزيد من الاستثمارات، وأهمية الروبوتات في سلسلة الإنتاج.

فمؤسسة "بروجيكت سينديكيت" المعنية بنشر مقالات الرأي نشرت مقالًا بعنوان: "أسباب أزمة الغذاء أكبر من الحرب الروسية الأوكرانية" بقلم الكاتبة "نانسي شيان" قالت فيه إن أخبار شحنات المواد الغذائية الأوكرانية بسبب الاضطرابات الناجمة عن الحرب تصدرت عناوين الأخبار في الأشهر الأخيرة.

وأضافت الكاتبة أنه بين شهري فبراير ويونيو من العام الحالي، ارتفعت أسعار القمح العالمية بأكثر من 60 في المائة، مما أثار مخاوف إنسانية وتحذيرات من وكالات التنمية الدولية بشأن زيادة انعدام الأمن الغذائي في البُلدان الأفريقية والآسيوية الفقيرة.

وترى الكاتبة أن العديد من هذه العناوين لم يكن دقيقًا بالشكل المطلوب ولا يمثل الواقع الحقيقي لأزمة الغذاء، ففي البلدان الفقيرة على سبيل المثال، تأتي حوالي 80 بالمائة من جميع السعرات الحرارية من الحبوب، وأهمها هو الأرز الذي يمثل 27 في المائة من نصيب الفرد من السعرات الحرارية في العالم النامي، وهو العنصر الرئيس في قارة آسيا وفي دول مثل ميانمار وكمبوديا يشكل الأرز 80 في المائة من السعرات الحرارية.

وتطرّقت الكاتبة إلى الإحصاءات والأرقام عن الحبوب ومساهمة أوكرانيا في الإمدادات الغذائية العالمية، ففي عام 2020، صدرت أوكرانيا القليل جدًا من الأرز و18 مليون طن من القمح و28 مليون طن من الذرة. كما جاءت أوكرانيا في المرتبة الخامسة كأكبر مصدر للقمح بعد روسيا (37.3 مليون طن) والولايات المتحدة (26 مليون طن) وكندا (26 مليون طن) وفرنسا (19.8 مليون طن)؛ وجاءت أوكرانيا رابعًا كأكبر مُصدر للذرة بعد الولايات المتحدة (52 مليون طن)، والأرجنتين (37 مليون طن)، والبرازيل (34 مليون طن).

وبالنظر إلى كل هذه الأرقام والإحصاءات، أشارت الكاتبة إلى أنه لا ينبغي أن يؤدي فقدان القمح والذرة الأوكرانية في حد ذاته إلى انعدام الأمن الغذائي في البلدان الفقيرة، لأن الإنتاج والصادرات من البلدان الأخرى قابلان للزيادة.

واختتمت الكاتبة قولها: تبرز أزمة الغذاء الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية تحديات انعدام الأمن الغذائي الحادة، وتظهر نظرة فاحصة بأن المشكلات أعمق بكثير من الحرب الحالية، كما أن نظام الغذاء العالمي بحاجة ماسة إلى أن يصبح أكثر مرونة لأسباب سياسية وإنسانية.

من جانب آخر، نشرت صحيفة "بانكوك بوست" التايلندية مقالًا بعنوان: "سباق الطاقة النظيفة مستمر ولكنه بحاجة إلى الاستثمار" بقلم الكاتب "جرنوت فاجنر" قال فيه إن الاستثمارات العالمية في تحويل الطاقة تجاوزت 750 مليار دولار العام الماضي، وأنفقت الصين وحدها 266 مليار دولار، مقارنة بـ 47 مليار دولار في ألمانيا و14 مليار دولار في الولايات المتحدة.

وأضاف الكاتب أن هذه الأرقام تشير إلى أن إجمالي الاستثمارات الجديدة في جميع أنحاء العالم مصدرها بشكل أساس من القطاع الخاص، وهو لايزال بعيدًا عن المستوى الذي نطمح إليه.

وعلى الرغم من تسارع الانتشار العالمي لمصادر الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية وغيرها من البنى الأساسية منخفضة الكربون، أوضح الكاتب بأن هنالك فجوة آخذة في الاتساع بين ما يتم اتخاذه وما يجب القيام به لإدارة أزمة المناخ.

واقتبس الكاتب تحليلات من محللي بلومبرج مفادها أن الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة يجب أن تتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2025 ثم تتضاعف مرة أخرى بحلول نهاية العقد.

وأشار الكاتب إلى أنه من الأهمية أن يقوم الدعم والحوافز المقدمة في مجال الطاقة النظيفة بالدور المكمل والمساند لاستثمارات القطاع الخاص في المجال نفسه، مشددًا في الوقت نفسه على أن يتم توجيه الإعانات الحكومية بشكل صحيح والتي بدورها ستضاعف استثمارات القطاع الخاص؛ وبالتالي المساهمة في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة.

وأضاف الكاتب أن الاستثمار في كفاءة الطاقة والطاقة النظيفة سيسهم في انكماش التضخم على نطاق واسع على المديين المتوسط والطويل على أقل تقدير، بمعنى آخر، إن المزيد من الاستثمارات في التحول الأخضر قد تؤدي إلى ضغط تصاعدي مؤقت على أسعار الطاقة النظيفة وجهود إزالة الكربون.

واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن الأداء القوي في سباق التحول إلى الطاقة النظيفة سيقابله تحقيق منافع للأعمال والاقتصاد والأمن القومي.

من جانبها، نشرت صحيفة "ذا جابان تايمز" اليابانية مقالًا بعنوان "أهمية الروبوتات للفوز في عمليات سلاسل الإنتاج" للكاتب "ثوماس بلاك".

واستهل الكاتب مقاله بالقول إن عملية أتمتة أو "التشغيل الآلي" للمستودعات والروبوتات ليست مجرد ظاهرة ناتجة عن جائحة كوفيد 19 وليست أمرًا سيتلاشى مع التغيرات التي تطرأ على سوق العمل؛ إذ أثبتت أمثلة واقعية لشركات رائدة تقوم بإدارة المستودعات باستخدام الأتمتة والروبوتات نجاحها وضرورتها، ولدى بعض هذه الشركات مشاريع عدة من المتوقع أن تستمر في استخدام هذه التقنيات للسنوات القادمة.

وأضاف الكاتب أن استخدام الأتمتة يتزايد بوتيرة متسارعة، حيث ارتفعت في السنوات الأخيرة طلبات شراء الروبوتات الصناعية إلى مستويات قياسية، وتعد كل من كوريا الجنوبية واليابان وألمانيا من بين الدول المتصدرة من حيث القدرة التصنيعية لهذه الروبوتات.

كما أكد الكاتب أن الجائحة أسهمت في تسريع وتيرة تبني الأتمتة وذلك بسبب نقص العمالة المستمر، وهذا أمر يجب أن يُنظر إليه على أنه يحقق مكاسب ومنافع للاقتصادات والشركات وحتى العمال من حيث تعزيز الإنتاجية وارتفاع الأجور.

وأشار الكاتب إلى أنه بالرغم من ضخامة موجة تبني الأتمتة إلا أن الوظائف في المستودعات والمصانع ستستمر لفترة طويلة قادمة؛ إذ ستكون هناك حاجة دائمة إلى العمال للاهتمام بالآلات والقيام بالمهام التي تضمن حل المشكلات المرتبطة بالإنتاج.

وقال الكاتب إن هناك دراسات تشير إلى احتمالية تسارع الأتمتة في قطاعي الطعام والخدمات خلال الفترة القادمة، وسيمتد هذا التسارع ليشمل وظائف الرعاية الصحية والأعمال الفنية والإدارية؛ وهذا بدوره يتطلب من الناس أن يرفعوا من مستوى مهاراتهم في حالة حاجتهم إلى الانتقال من أعمالهم التي قد تتأثر بهذه التغيرات في سوق العمل إلى أعمال أخرى بأجور أعلى تناسب وتواكب مستويات حياتهم المختلفة.

وأوضح الكاتب أن هذا التطور الناتج عن استخدام الروبوتات أدى إلى تقليل حجم عمليات المستودعات لأن البضائع تتم معالجتها ونقلها بسرعة أكبر، بالإضافة إلى أن المستودعات أصبحت أكثر أمانًا؛ نتيجة لانخفاض المشكلات الصحية الناجمة عن رفع الأوزان الثقيلة والحركة المتكررة لدى العمال.

واختتم الكاتب مقاله قائلًا: إن زيادة استخدام الروبوتات التي يشهدها العالم حاليًّا لم تكن من الممكن أن تحدث في وقت سابق لأن التكنولوجيا لم تكن جاهزة بعد فقد شهدنا طفرة في التقنيات المتعلقة بهذا المجال وازدادت المهام التي يمكن للروبوتات أن تقوم بها في مختلف المجالات، وأصبح من السهل تحديث البرامج التي تتحكم بهذه الأجهزة، ويمكن القول إن ثورة الروبوتات قادمة وأن أفضل عمل لها سيكون في قطاع التصنيع والإنتاج.