محمية القرم الطبيعية.. إحدى الوجهات السياحية

مزاج الأحد ٢٣/أكتوبر/٢٠٢٢ ١٤:٠٥ م
محمية القرم الطبيعية.. إحدى الوجهات السياحية

العمانية - الشبيبة

 تشكل مواقع الأراضي الرطبة الساحلية امتدادات واسعة على الشريط الساحلي لسلطنة عُمان، فهي ملجأ للعديد من الكائنات البحرية والطيور المستوطنة والمهاجرة، ومن أهمها "محمية القرم الطبيعية" أول محمية طبيعية في سلطنة عُمان.

وقال بدر بن سيف البوسعيدي أخصائي نظم بيئية في هيئة البيئة: "تعد محمية القرم الطبيعية أول موقع تم تسجيله باتفاقية "رامسار" ذات الأهمية الدولية في سلطنة عُمان بموجب المرسوم السلطاني رقم (64/2012) وتقع في العاصمة مسقط (القرم) مواجهة لبحر عُمان، وتبلغ مساحتها الإجمالية 104.5775 هكتار".

وتتمتع المحمية بأهمية هيدرولوجية عالية ، وهي عبارة عن غابات طبيعية يوجد بها صنف واحد من أصناف أشجار القرم الطبيعية وهو (Avicenna Marina) وهو الصنف الوحيد الذي لديه القدرة على التأقلم مع الوضع المناخي للبيئة العُمانية، حيث تساعد أشجار القرم على حماية الأخوار والمناطق المحيطة بها من الفيضانات والأعاصير والانجرافات، وتقوم بتنقية الجو من الغازات الدفيئة حيث تمتص ثاني أكسيد الكربون،كما تعد موئلًا طبيعيًّا للطيور المستوطنة والمهاجرة.

وتتميز المحمية بتنوع الكانئات والطيور البحرية التي تعيش بها، حيث تم تسجيل 27 نوعًا من القشريات و48 نوعًا من الرخويات و40 نوعًا من الأسماك، منها: (أسماك القاروص، والقاصة، والبدح، والسمكة الزجاجية، وسمك البوري، وسمك الفصيلة القنوبية)، وترتادها الطيور المهاجرة من أفريقيا وروسيا، بالإضافة إلى الطيور المستوطنة كونها تقع على أحد الخطوط الرئيسة لهجرة الطيور، حيث بلغ عدد أنواع الطيور التي ترتاد المحمية 194 نوعًا، منها: (الدريجة الشرسة حمراء الساق، وطيطوي خضر الساق، والبلشون الرمادي، والبلشون الأبيض، والقطقاط الإسكندراني، والنوارس).

وتتيح السياحة البيئية في محمية القرم الطبيعية فرصة للزوار لمشاهدة ومعرفة الحالة الفريدة والنقية للتنوع الأحيائي والعمليات الإيكولوجية لمنظومة أشجار القرم، إضافة إلى رحلات المشي وركوب القوارب.

وأشار بدر بن سيف البوسعيدي إلى أنه حتى تاريخ 13 أكتوبر من هذا العام بلغ عدد أشجار القرم المستزرعة في 32 موقعًا بالمحافظات الساحلية 765 ألف شجرة، وذلك منذ البدء في مشروع استزراع إعادة تأهيل وصون بيئات غابات أشجار القرم في عام 2001م وتتوزع هذه المواقع في محافظات مسقط ومسندم وشمال وجنوب الباطنة وجنوب الشرقية والوسطى وظفار.

وأكد بأن العمل مستمر في صون وحماية مواقع الأراضي الرطبة الساحلية وفق المعايير والتدابير الدولية ولابد من مساهمة جميع فئات المجتمع في المحافظة عليها من أجل الاستفادة منها بطرق حكيمة ومستدامة.