رصد 160 حالة جديدة مصابة بالإيدز في سلطنة عمان سنويًا

بلادنا الاثنين ١٤/نوفمبر/٢٠٢٢ ٠٩:٠١ ص
رصد 160 حالة جديدة مصابة بالإيدز في سلطنة عمان سنويًا

مسقط - الشبيبة

اختلف العلماء حول بداية انتشار فيروس نقس المناعة المكتسبة (الإيدز) في العالم وكانت أكثر الاحتمالات المرجحة أنه انتشر من القرد الشمبانزي حيث كان الفيروس ينتقل بين الحيوانات ثم بدأ بالإنتقال إلى البشر عن طريق القرد الشمبانزي أثناء صيده وأكل لحومه، وكان مسمى الفيروس آنذاك مختلف عمّا هو عليه الآن، وهو قديم جدًا بدأ انتشاره منذ الثمانينات، حيث بدأت بدخول 5 شباب إلى المستشفى في ذات الوقت وبأعراض متشابهة والتي تنمّ عن إلتهاب صدري حاد وكان القاسم المشترك بينهم أنهم مثليين وهذا كان الاعتقاد السائد أن الفيروس ينتقل بين الشباب المثليين، ومن ثم ظهرت أول حالة بين النساء وبعد عدة سنوات ظهر الفيروس لدى الأطفال وتوصّل العلماء إلى أن هذا الفيروس ينتقل وينتشر بين جميع الفئات وهكذا كان الحال في الثمانينات.

وفي لقاء مع جليلة بنت خلفان النعمانية؛ ممرض أول أمراض معدية بالمستشفى السلطاني عبر برنامج «مع الشبيبة» أوضحت أن هذا الفيروس عند دخوله لجسم الإنسان يمر بعدة مراحل، وعادةً ما تكون المرحلة الأولى والثانية وهي فترة الحضانة وفترة ما قبل الأعراض وعلى مدى الأعوام يعمل هذا الفيروس على مهاجمة جهاز المناعة بطريقةٍ تجعله غير قادر على التصدي للأمراض ولا يمتلك القدرة على الدفاع عن الجسم حتى الوصول إلى المرحلة الأخيرة من المرض وهي مرحلة الإيدز، وجميع المراحل ما قبل الإيدز يكون فيها العلاج واحد والأعراض متفاوتة حيث يكون جهاز المناعة قادرًا على العمل وفعّال خلال المرحلة الأولى والثانية وهي فترة الحضانة وما قبل الأعراض، ويختلف الوضع من شخص لآخر بحيث تمتد هذه الفترة لمدة 5 سنوات أو 10 سنوات لدى بعض الأشخاص ومن بعدها تبدأ الأعراض بالظهور على الإنسان حيث تكون هذه الأعراض في فترة الحضانة مثل نزلة البرد العادية مثل الحمى والزكام البسيط ويتلقى العلاج الاعتيادي عن الزكام ويتحسن حاله طبقًا لذلك حيث لا يمكن للدكتور أن يشكّ في صحة المريض ولا يفكر المريض بكونه مارس ممارسات غير صحيحة قد تتسبب بانتقال هذا الفيروس إليه، وكون جهاز المناعة لدى المريض لا زال فعّال خلال تلك المراحل فإنه يستطيع التغلب والتشافي من نزلة البرد، ومن ثم يدخل للمرحلة الثانية والتي تكون بلا أعراض، ومن ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي مرحلة ظهور الأعراض مثل ظهور إلتهابات متكررة في الجسم وحمى لا تنخفض بسهولة وتحتاج وقتًا طويلاً حتى تختفي وإلتهاب صدري لمدة طويلة وتورم الغدد الليمفاوية وهكذا بحيث كلما قلت قدرة جهاز المناعة على العمل زادت قوة وحدّة الأعراض حتى يصل الشخص إلى مرحلة الإيدز والتي يكون فيها جهاز المناعة معطّل بشكلٍ كلي بحيث تسبب حمى بسيطة أو زكام بدخول المصاب إلى العناية المركزة نظرًا لعدم وجود أي مناعة أو مكافحة ومقاومة.

الصورة الذهنية للمجتمع

وحول ارتباط هذا المرض بالعار في الصورة الذهنية للمجتمع؛ أوضحت النعمانية أن هذا بسبب اعتقاد المجتمع أن انتقال هذا الفيروس مرتبط بطريقة واحدة وهي عن طريق العلاقات الجنسية بالرغم من وجود أمراض أخرى يمكن أن تنتقل عن طريق العلاقات الجنسية ولكن لا تكون لها ذات الصورة الذهنية السوداوية التي تسود على مرضى نقص المناعة المكتسب، وفي الحقيقة هناك عدة طرق لانتقال الفيروس ومن المؤكّد أن أكثرها انتشارًا في السلطنة وحول العالم هي عن طريق العلاقات الجنسية ولكن يمكن انتقال الفيروس كذلك عن طريق إبر المخدرات حيث إن كان أحد المتعاطيين مصاب قد تنتقل العدوى للآخرين، ويمكن عن طريق نقل الدم الملوث أو الأعضاء الملوثة ولكن هذه الطرق لم تحصل في السلطنة نظرًا للإجراءات الاحترازية المتبعة قبل نقل الدم أو الأعضاء من خلال عمل الفحوصات اللازمة للتأكد من خلوّ المريض من أي أمراض معدية وصحته وسلامته، كما يمكن أن ينتقل الفيروس من الأم المصابة إلى الجنين أثناء الولادة أو أثناء الرضاعة الطبيعية.

آخر الاحصائيات

وأضافت النعمانية أنه في شهر ديسمبر من كل عام وتزامنًا مع اليوم العالمي للإيدز تعلن وزارة الصحة الإحصائيات المحدثة والحقيقية حول واقع الإصابة بمرض الإيدز في السلطنة، ولكن حسب آخر الإحصائيات المنشورة في عام 2021م حيث بلغ العدد الكلي للإصابات 3580 منهم 1996 لا زالوا على قيد الحياة ويتلقون العلاج وتوفي منهم 1584 وكان ما نسبته 95% من هذه الوفيات بسبب الفيروس إما بسبب التشخيص المتأخر للمرض أو عدم تشخيصهم بالمرض إلا بعد وفاتهم والبعض واجه العلاج بالرفض رغم وجود التوعية ولكنهم لم يقتنعوا بالعلاج مما أدى لوصولهم لمراحل متقدمة من المرض ووفاتهم، وهذه الأرقام تشمل العمانيين وغير العمانيين ويتم ترحيل غير العمانيين في حال الكشف عن إصابتهم بهذا المرض وهذا هو المعمول به في الكثير من الدول، وهذا نظرًا للكلفة العالية للعلاجات المستخدمة لعلاج المرضى حيث تصل كلفة بعض العلاجات إلى 600 ريال في الشهر الواحد ويجب أن تؤخذ من قبل المريض مدى الحياة، وتشير القراءات والإحصائيات إلى ارتفاع وزيادة نسبة الإصابة بالمرض في السلطنة، حيث يتم رصد ما لا يقل عن 160 حالة جديدة بشكلٍ سنوي، كما قد تزيد الأرقام بسبب وجود المرض لدى بعض المصابين ولكن لم يتم الكشف عنهم ولم يتم تشخيصهم، إلى جانب وجود قلة وعي المجتمع في هذا الجانب رغم الجهود المبذولة من قبل وزارة الصحة، ويوجد برنامج مختص بهذا المرض وهو برنامج الإيدز والتابع لوزارة الصحة.

نشر الوعي

وأشارت النعمانية إلى أن سر اهتمامها بنشر الوعي وتثقيف المجتمع بهذا الجانب رغم عملها المستمر في علاج المرضى هو بسبب كون من يأتي للعلاج مصابين بهذا المرض، ونشر الوعي يهدف لتثقيف المجتمع لتجنب الإصابة أو لعمل فحص مبكر، حيث أنه في بعض الفترات تأتي حالات جديدة بصورة كبيرة وهو أمر مقلق، إلى جانب وصول البعض لمرحلة الإيدز وهم في أعمار صغيرة جدًا لا تصل إلى العشرين عامًا وهو ما يطرح تساؤلات كثيرة حول فترة إصابتهم وأسباب إصابتهم بالمرض، وحرصًا على سلامة الجميع وسعيًا لنشر الوعي قامت النعمانية بتأليف كتاب في هذا المجال ليكون مرجعًا لكل ولي أمر.

وأوضحت النعمانية أنه تم تسجيل حالات إصابة بمرض الإيدز لدى أطفال في عمر الأشهر وهذه الإصابات كان معظمها قبل عام 2009م حيث لم يكن هناك فحص لمرض الإيدز لدى النساء في فترة الحمل، وفي مارس 2009م تم البدء بعمل هذا الفحص لجميع النساء في فترة الحمل بحيث يتم عمل الفحص منذ أول مراجعة في المستشفى وتم اكتشاف حالات في ذلك الوقت، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن ومع وجود الفحص للنساء في فترة الحمل ووجود حالات تم تشخيصها بالإصابة بالمرض وأخذها واستمرارها على العلاج لم يتم تسجيل أي إصابات بين الأطفال، وتحصل هذه الإصابات بين الأطفال أثناء الولادة الطبيعية أو أثناء الرضاعة الطبيعية، حيث يوجد الفيروس في 3 سوائل بالجسم وهي الدم والسوائل الجنسية وحليب الأم ومعظم الإصابات لدى الأطفال تكون عن طريق انتقال الفيروس إليهم عبر الرضاعة الطبيعية نظرًا لجهل الأم بإصابتها بالمرض، وتوجد الكثير من الحالات تم فيها تشخيص إصابة الطفل أولاً ومن ثم إصابة الأم والأب.

وأكدت النعمانية وجود فريق متخصص هو الوحيد المصرّح له إبلاغ المريض بإصابته بفيروس الإيدز بحيث يكون ضمن الفريق دكتور واستشاري والمعالج، وفي بعض الحالات تكون هناك حاجة لطبيب نفسي حيث أن معظم المصابين يمرون بمرحلة الصدمة في بداية معرفتهم بنتيجة التشخيص، وبسبب الخبرة المتراكمة لدى الفرق المختصة في هذا المجال وفي كيفية التعامل مع الحالات وتبليغ المصابين أصبح الأمر أكثر سهولةً عمّا كان عليه في السابق، وتختلف الحالة النفسية لدى المصابين عند تلقّي خبر الإصابة حيث قد يبكي البعض أو يصرخ أو يغادر الغرفة ويعودون بعد فترة، وتتفاوت ردات الفعل حيث ينكر البعض نتيجة التشخيص، ومن الطبيعي حدوث كل هذه الأعراض ولكن من غير الطبيعي استمرارها مع المريض لفترات طويلة وهنا يأتي دور الفريق المختص من حيث توفير الدعم للمريض وتوعيته وإبلاغه بالعلاج وهذا يساعد المرضى على الخروج من مرحلة الإنكار والتعايش مع المرض، كما أنه لا يوجد أي حالة لانفصال الأزواج بعد تشخيصهم بالمرض وقد تكون هناك حالات طلاق ولكن ليس بسبب الفيروس.

حالات إنكار

كما توجد الكثير من حالات الإنكار وعدم معرفة كيفية التعامل مع المرض عند الوهلة الأولى من معرفة التشخيص، ولكن لا يوجد نوع من العدائية والرغبة في نشر المرض كنوعٍ من الانتقام، ومعظم المرضى الذين تم تشخيصهم كانت إصابتهم نقطة تحول بالنسبة لهم، ومن الضروري تتبع الإصابات وتشخيص ومعرفة كيفية الإصابة، ولكن لا يوجد فحص إطلاقًا يمكن أن يفصح عن وقت وكيفية إصابة المريض بهذا الفيروس ولكن يمكن تحديد هذا حسب التجربة الشخصية للمصاب ويتم مناقشة هذا مع المصاب بحيث يتم معرفة كيفية الإصابة ومن له علاقة بالمريض وذلك لعمل الفحوصات اللازمة ومعرفة المصابين من أجل حماية الجميع والسعي لنشر الوعي.

وحول وجود نتائج مشتركة في طريقة انتقال المرض؛ أكدت النعمانية وجود حالات مشتركة حيث أنه في إحدى المرات تم تشخيص شاب بإصابته بالفيروس وأفصح عن علاقته بثلاثة أشخاص آخرين وكانت هناك علاقات أخرى لأولئك الأشخاص وبهذا تطول وتتوسّع الدائرة، وتوجد حالات مشتركة في مصدر الإصابة، ومن الصعوبة تحديد مصدر الإصابة حيث قد توجد ممارسات جماعية أو ممارسات مع أشخاص مختلفين ولكن في بعض الحالات تكون هناك علاقة واحدة فقط تربط المريض بشخص آخر ويتم استدعاء الشخص الآخر لعمل الفحص ومعرفة علاقته بالآخرين، والتتبع ليس بالأمر اليسير حيث لا توجد ثقة متبادلة وقد لا يرغب بعض المصابين بالإفصاح عن طريقة انتقال المرض إليه.

كما أنه من المهم تعزيز الوعي والمعرفة منذ الصغر لدى الجميع وهذا يبدأ من الأسرة من حيث توعية الأطفال وتعزيز ثقافتهم الجنسية لتجنب الأخطاء والمخاطر، فمن المهم توعية الأطفال حول الكثير من الجوانب منها المخدرات والتحرش الجنسي وغيرها من الجوانب التي تمس صحتهم وحياتهم، وهذا من شأنه أن يبني ثقة بين الأطفال وأولياء أمورهم بحيث يلجأ الأطفال إليهم في أي وقت وحول أي شأن، كما أن هذا الجيل يهتم بمعرفة الأسباب كثيرًا ولا يكتفي بالنهي عن أمر دون معرفة ماهية الأسباب وراء الامتناع عنه وغيرها، والتنشئة الصحيحة تبدأ من البيت، وتوجد الكثير من الإصابات ليس لها علاقة بالممارسات الخاطئة قد تكون بعضها عن طريق سقايات الدم أو الإغتصاب أو لدى الأطفال ولا يكون لهم أدنى علاقة في هذا الأمر، وانتشار الفيروس بين الأشخاص المثليين يكون أكثر كون هذه الممارسات ليست طبيعية إطلاقًا وقد تتسبب بآثار جانبية مما يعمل على تسريع انتشار الفيروس بين الممارسين لهذه العادات الخاطئة.

انخفاض في عدد الإصابات

وأشارت النعمانية إلى وجود انخفاض في عدد الإصابات بفيروس الإيدز في العالم مند عام 2010م وحتى الآن بمعدل 32% مقارنة بازدياد عدد الحالات لدينا بحوالي 41% في ذات الفترة، لذلك يجب التركيز بشكلٍ كبير على التوعية حيث تنتشر الكثير من العادات والممارسات الخاطئة بين مختلف فئات المجتمع ومنها فئة طلبة المدارس، وهذا الجيل واعٍ جدًا ومنفتح على الكثير من الأمور وجوانب الحياة وإنما يحتاجون إلى التوجيه الصحيح وتقديم الدعم والنصح والإرشاد اللازم لتجنّب الأخطاء والممارسات والعادات الخاطئة، والجهود كبيرة ومشهودة من قبل وزارة الصحة والمختصين في هذا المجال.

وأضافت بأن الوازع الديني والرقابة الذاتية تعتبر غائبة نوعًا عا في المجتمع، وهناك الكثير من الأمور التي تحدث في محيطنا وداخل الأسرة نفسها تحتاج إلى وعي واهتمام كبيرين ولا يمكن إنكار إمكانية حدوث مشاهد وأحداث مثل الإغتصاب وغيرها داخل الأسرة لأن هذا يحدث وموجود بشكلٍ كبير، وما يحدث ليس ظاهرة وإنما عدد من الحالات التي تنتشر في المجتمع، والأرقام تبرهن ما يحدث وتبرهن وجود انتشار لهذا المرض، والتوعية مهمة لمختلف فئات المجتمع وليست حكرًا على فئة معينة.

وحول التشخيصوالأعراض التي يجب الانتباه إليها واتّخاذ الاجراءات اللازمة حيالها للتأكد من الإصابة بالإيدز أو عدمه؛ أوضحت النعمانية أن التشخيص موجود في كل مكان بدءًا من المؤسسات الصحية الخاصة والمراكز الصحية والمستشفيات، وعلاوةً على ذلك توجد 5 مراكز طوعية مخصصة لعمل مثل هذه الفحوصات ولا تطلب أي بطاقات هوية وغيرها وتقوم بعمل فحص سريع تظهر نتيجته خلال مدة أقل من 5 دقائق ويتم من خلاله معرفة إصابة الشخص من عدمه، وإذا كانت هناك ممارسات معينة عند الشخص يجب عليه أن يبادر لعمل الفحص لأن معرفة التشخيص بصورة مبكرة يكون أفضل لصحة المصاب وبهذا يتم أخذ العلاجات اللازمة قبل تغلغل الفيروس في جسم الإنسان وقضائه على مناعته، وتوجد الكثير من الأعراض التي يجب الانتباه إليها مثل حدوث الكثير من الإلتهابات وتطول مدة بقائها أو انخفاض حاد في الوزن بدون جهد شخصي، وضعف وقلة الشهية والتعرّق والإسهال لفترة طويلة وظهور حمى يصعب انخفاضها أو تظهر بصورة متكررة، وتورّم الغدد الليمفاوية بصورة دائمة ويمكن تمييزها في العنق أو تحت الإبط أو بين الفخذين، وتختلف حدة الأعراض مع مرور السنوات فكلما كانت المرحلة قريبة من الإيدز بمرور 10 أو 15 سنة من الإصابة فإن الأعراض تكون حادة جدًا، وتكون هناك إصابة بأمراض أخرى تسمى أمراض انتهازية تنتهز انخفاض مناعة الجسم ومنها السل الرئوي والأمراض السرطانية وغيرها.

وأشارت النعمانية إلى أنه لا يوجد مدة زمنية محددة لفترة الحضانة وظهور الأعراض كون هذا يعتمد بصورةٍ كبيرة على جهاز المناعة حيث قد تظهر الأعراض لدى البعض بعد 5 سنوات من الإصابة والبعض الآخر قد تظهر الأعراض لديهم بعد 15 سنة، وخلال فترة حضانة المرض تظهر بعض الأعراض على شاكلة نزلات البرد التي تظهر فترة وتختفي مباشرةً، ويمكن التفريق بينها وبين نزلات البرد العادية عن طريق معرفة ممارسات الشخص وما إذا كانت هناك ممارسات خاطئة يقوم بها.

وفيما يتعلق بالخوف من الفضيحة في نظر البعض نظرًا للإصابة بهذا المرض؛ أوضحت النعمانية أنه يوجد مراكز لعمل الفحص دون الحاجة لتقديم أي هوية أو التسجيل، بحيث يتم عمل فحص سريع تظهر نتيجته في مدة تقل عن 5 دقائق، كما توجد أدوات الفحص السريعة في المستشفيات كذلك تحسبًا لأي طارئ، ويوجد الفحص في المؤسسات الصحية الخاصة، والأمر يتطلب المبادرة في عمل الفحص فقط، ومن الأفضل الإسراع في الفحص ومعرفة الوضع في مراحل أولى عوضًا عن معرفة الإصابة في مراحل متأخرة جدًا، والتشخيص المبكر يساعد المصاب على الحفاظ على خصوصيته ومنع انتشار خبر إصابته.

العيادة المختصة

وأضافت أن العيادة المختصة بعلاج المرضى بهذا الفيروس هي عيادة عامة تستقبل المصابين بجميع أنواع الإلتهابات، فلذلك لا يشعر المصاب بالقلق أو الخوف، وقاعة الإنتظار عامة، والصيدلية عامة ومكان فحص الدم عام، ولا يعزل المريض بهذا الفيروس، حيث أنه يعتبر من التمييز والعنصرية أن يتم عزل فئة على حده، وهذا النوع من التمييز والعنصرية ووصمة العار والفضيحة تحدث من المجتمع نفسه وهذا يؤثر سلبًا على المصاب بحيث يمتنع عن الحضور للمستشفى وأخذ العلاجات وهذا يتسبب في دخوله لمراحل متقدمة من المرض، وبالحديث عن هذا الأمر ماديًا فإن دخول المصاب إلى المستشفى لأخذ العلاج يعتبر أرخص من دخوله ومكوثه في العناية المركزة لفترات طويلة واستهلاك الكثير من المضادات الحيوية، ولم تكن هناك أي حالات انتحار لمصابين حسب تجربة النعمانية ولكن هناك مرضى تراودهم مثل هذه الأفكار وهنا يأتي دور الفريق المختص للتحاور مع المريض.

وهناك 4 طرق معروفة بصورة عالمية لانتقال فيروس نقص المناعة المكتسب وهي عن طريق الاتصال الجنسي بين رجل وامرأة أو رجل ورجل في حال المثليين وتدخل في هذه الطريقة الاغتصاب وغيرها، والطريقة الثانية هي عن طريق نقل الدم الملوث أو الأعضاء الملوثة، والطريقة الثالثة عن طريق استخدام إبر المخدرات إن كان أحد المتعاطيين للمخدرات مصابًا، والطريقة الرابعة عن طريق انتقال المرض من الأم إلى الطفل أثناء الولادة أو الرضاعة الطبيعية، وتم التخلص من طريقتين في السلطنة هما انتقال الفيروس من الأم للطفل وعن طريق الدم الملوث والأعضاء الملوثة، وتوجد محاولات للسيطرة على طريقتي انتقال الفيروس المتبقية.

كما لا يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق شفرات الحلاقة، وذلك لأن الفيروس يكون قويًا داخل الجسم ولكنه يضعف خارجه، والفيروس يحتاج لأربعة عوامل لكي ينتقل أولها الاتصال المباشر بحيث يخرج ويحصل على مدخل مباشر، ويحتاج كذلك إلى كمية دم عالية وبيئة مناسبة وكمية عالية من الفيروس كذلك لكي ينتقل، ولهذا لا يمكن لشفرات الحلاقة أن تنقل الفيروس، ولا توجد حالات إصابة وانتقال للفيروس عن طريق اللعاب، والفيروس موجود في 3 سوائل في الجسم فقط وهي الدم والسوائل الجنسية وحليب الأم إذا كانت مصابة، لذلك فإن التعايش مع المصابين بهذا الفيروس ممكن وطبيعي جدًا لأن الفيروس لا يمكن أن ينتقل بأي طرق أخرى.

وأوضحت النعمانية أن قدرة المصابين على عيش حياة طبيعية ويمكنهم كذلك الزواج وإنجاب الأطفال وغيره وذلك في حالة استمرارهم وانضباطهم في أخذ العلاجات، حيث تكمن أهمية هذه العلاجات في خفض كمية الفيروس والتي قد تصل إلى الصفر خلال 3 إلى 6 أشهر، وانخفاض نسبة الفيروس في الدم يعني أن نسبة انتقاله هي صفر، حتى وإن تمت ممارسة العلاقة الجنسية بصورة طبيعية وبهذا لا ينتقل الفيروس بين الزوجين، وتوجد حالات لرجال مصابين ومتزوجين ولم تنتقل الإصابة إلى زوجاتهم، وتوجد حالات لأشخاص مصابين مقبلين على الزواج من نساء غير مصابات وهن على علم بإصابة الطرف الآخر حيث أنه من الواجب في حالة الإصابة إعلام الطرف الآخر بذلك، وتأتي هذه الحالات إلى الفريق المختص لشرح الحالة وتوثيق كافة التفاصيل في حالة حدث أي أمر في المستقبل.

انتقال الفيروس

وأضافت أنه لا توجد الكثير من الإحصائيات التي توضح إمكانية انتقال الفيروس من الشخص المصاب الواحد إلى آخرين، ولكن يمكن القول أنه في حالات الاتصال الجنسي في حال كانت هناك 1000 محاولة اتصال جنسي يمكن أن ينتقل الفيروس في 3 محاولات فقط، بمعنى آخر يوجد أشخاص لديهم ممارسات جنسية ولكنهم غير مصابين بالفيروس، ويوجد أشخاص متزوجين ويكون أحدهما مصاب سابقًا ولكن لم يتم تشخيصه ولم يحدث انتقال للفيروس إلى الطرف الآخر.

كما أن الفحص بسيط جدًا بحيث يتم أخذ عينة دم وفحصها، وإذا كان عن طريق الفحص السريع فإنه يتم عن طريق أخذ عينة دم مثيلة لفحص السكر وتظهر النتيجة خلال 3 دقائق، كما يتم عمل هذا الفحص لجميع القادمين من الخارج إلى السلطنة إذا كانوا قادمين للعمل ولكن لا يتم عمله في حالة كانوا قادمين للسلطنة من أجل السياحة، وهناك تجربة تم عملها في تايلند كونها دولة مشهورة باستقطابها للسياح ويوجد فيها مناطق تنتشر فيها الممارسات الجنسية بكثرة وغيرها، وتم فرض إجراءات معينة لوحظ بعدها انخفاض حاد في عدد الإصابات بالفيروس وهي تجربة ناجحة بحيث لو طبّقت في أي مكان مع وجود الفحص السريع فإنها تسهم في خفض عدد الإصابات.

وأضافت النعمانية أن كتابها «على قيد الأمل» هو كتاب علمي اجتماعي، يحتوي على قصص لمصابين عمانيين بفيروس نقص المناعة المكتسب، وخلف كل قصة تحليل علمي للقصة نفسها ومناقشة لحقائق ومعلومات مغلوطة في المجتمع وتصحيحها، وهو يعتبر مرجع للطاقم الطبي ولأولياء الأمور ولكل شخص مهتم بهذا الجانب ولكل مراهق ومربي.

وعي ضعيف حول المرض

ومن جانبه؛ أوضح سالم بن علي الخروصي؛ مهتم بتوعية المجتمع حول فروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) أن الوعي في المجتمع حول هذا المرض قليل جدًا، وقد يكون هذا هو السبب وراء ازدياد وارتفاع حالات الإصابات في الدول العربية والعالم الإسلامي بشكلٍ سنوي مقارنةً بما يحصل في الدول الغربية والتي تشهد تناقصًا ملحوظًا في عدد الحالات المصابة عمّا كانت عليه سابقًا، وذلك نظرًا لطبيعة المجتمع وعقليته وطريقة تفكيره وتقبّله للكثير من الأحداث والأمور والجوانب، ومن الملاحظ أن مجتمعاتنا لا تتقبل هذا النوع من التوعية، والتوعية هي السبيل لتعزيز ثقافة المجتمع ومنع انتشار الحالات غير المرغوب بها ومنها هذه الفيروسات، وكان هناك نوع من الرفض لمثل هذه المحاضرات والأنشطة التوعوية في مجال الإيدز إلى أن تمّ نشر بعض القصص الواقعية وهو ما أدى إلى بدء تقبل المجتمع لهذا النوع من الأنشطة التوعوية وزاد عدد حضور هذه الحملات التوعوية، كما تم الحديث والتوعية حول أساليب العلاج وطرق الفحص وغيرها.

وأضاف أن هناك الكثير من الحالات التي تدمي القلب حيث توجد إصابات لأشخاص بأعمار متقدمة تصل للستين من العمر، وإصابات أخرى لأطفال وشباب في عمر صغير، والتوعية تلعب دورًا مهمًا في تعزيز معرفة المجتمع لتجنب انتقال هذا الفيروس والإصابة به، ويجب تغيير نظرة المجتمع تجاه هذا المرض وردود الأفعال تجاه المصابين بهذا الفيروس، حيث يمكن للمصابين الحصول على علاج ومتابعة حالاتهم ومتابعة حياتهم بشكلٍ طبيعي.

كما قطعت السلطنة شوطًا كبيرًا في القضاء على انتقال مرض الإيدز والزهري من الأم إلى الطفل، وتسلمت السلطنة من منظمة الصحة العالمية شهادة الاعتراف الدولية للقضاء على انتقــــــال فيروس نقل المناعة البشري والزهــــري من الأم إلى الطفل، لتكون بذلك أول دولة من دول إقليم شرق المتوســــــط تحصل على هذه الشهادة العالمية المرموقـــــــــة محققةً بذلك هدف استراتيجي لمنظمــــة الصحة العالمية لقطاع الصحة العالمية 2022/2030 الرامي إلى تحقيق القضاء على انتقال فيــــــــروس نقل المناعة البشري إلى الطفل في 50 دولة على الأقل بحلول 2025م و100 دولـــة بحلول 2030م.