في اليوم العالمي للجبال.. تعرف على أهم قمم سلطنة عمان الشاهقة

بلادنا الأحد ١١/ديسمبر/٢٠٢٢ ٠٩:٢٠ ص
في اليوم العالمي للجبال.. تعرف على أهم قمم سلطنة عمان الشاهقة
الجبل الأخضر

مسقط - الشبيبة 

تعتبر الجبال موطنا لحوالي 15٪ من سكان العالم وربع الحيوانات والنباتات البرية في العالم، كما أنها توفر المياه العذبة للحياة اليومية لنصف البشرية، ويعتبر الحفاظ على الجبال من العوامل الرئيسة للتنمية المستدامة وجزء من الهدف 15 من أهداف التنمية المستدامة، وذلك وفقا لموقع الأمم المتحدة على شبكة الإنترنت.

ولسوء الحظ، فالجبال مهددة نتيجة تغير المناخ والاستغلال المفرط لها. ومع استمرار اتجاه المناخ العالمي نحو الدفء، فإن سكان الجبال وخصوصا الأفقر الناس في العالم يواجهون صراعات أكبر من أجل البقاء. كما وتعني أن الأنهار الجليدية في الجبال تذوب بمعدلات غير مسبوقة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، مما يؤثر على إمدادات المياه العذبة في اتجاه مجرى النهر التي تساعد ملايين الناس.

أسباب الاحتفال بيوم الجبال

ويعود تاريخ اليوم الدولي للجبال الذي يتم الاحتفال به في 11 ديسمبر من كل عام ، إلى عام 1992، عند اعتماد الفصل 13 من جدول أعمال القرن 21 بشأن “ إدارة النظم الإيكولوجية الهشة: التنمية المستدامة للجبال " في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية وقد شكل ذلك حدثا بارزا في تاريخ تطور الجبال.

وفي أثناء السنة الدولية للجبال في عام 2002، عززت الالتزامات والإرادة للدفع قدما بهذه المسألة. وأكتسبت الجبال اكتسابا مطردا مكانة رفيعة على جداول الأعمال على جميع المستويات. وأدت السنة الدولية للجبال إلى أن تتخذ الجمعية العامة القرار 245/57 ، الذي حددت فيه يوم 11 كانون الأول/ديسمبر يوما دوليا للجبال، اعتبار من عام 2003، وشجعت المجتمع الدولي على أن ينظم في ذلك اليوم مناسبات على جميع المستويات لإبراز أهمية التنمية المستدامة للجبال.

جبال عمان

وبمناسبة اليوم العالمي للجبال رصدت "الشبيبة" في التقرير التالي، أهم وأبرز جبال البلاد والتي تتميز بجمالها الخلاب ورعة مناخها وسحرها الخاص الذي يجذب إليه السالئحين كل عام من كل حدب وصوب.

وتقع سلطنة عُمان شمال مدار السرطان وجنوبه، فتنتمي بذلك إلى المناطق الحارة الجافة ولها بجنوبها امتدادات تدخل في المناخ الاستوائي. ومن هذا الموقع تسيطر سلطنة عُمان على أقدم وأهم الطرق التجارية البحرية في العالم، وهو الطريق البحري بين الخليج والمحيط الهندي، ومن هذا الموقع أيضا اتصلت طرق القوافل عبر شبه الجزيرة العربية لتربط ما بين غربها وشرقها وشمالها وجنوبها، وتبلغ مساحة سلطنة عُمان 309.500 (ثلاثمائة وتسعة آلاف وخمسمائة) كيلومتر مربع، وفق البوابة الإعلامية التابعة لوزارة الإعلام العمانية.

 جبال الحجر وروؤس جبال مسندم

كما تتميز جغرافية سلطنة عُمان بوجود سلسلة جبال الحجر التي تمتد من منطقة رؤوس الجبال في رأس مسندم (حيث يقع مضيق هرمز بوابة الخليج) إلى رأس الحد أقصى امتداد للجزيرة العربية من جنوبها الشرقي المطل على المحيط الهندي، وذلك على شكل قوس كبير يتجه من الشمال الشرقي للسلطنة إلى جنوبها الغربي، ويصل أقصى ارتفاع له 3000 متر في منطقة الجبل الأخضر.

وفي محافظة مسندم ترتفع الجبال إلى نحو 1800 متر فوق سطح البحر، حيث يقع مضيق هرمز بين الساحلين العُماني والإيراني لكن الجزء الصالح منه للملاحة الدولية يقع في الجانب العُماني. ويشبه العُمانيون سلسلة جبال الحجر بالعمود الفقري للإنسان فيسمون المنطقة التي تقع على بحر عُمان بالباطنة، والمنطقة التي تقع إلى الغرب من المرتفعات بالظاهرة، فالباطنة هي الشاطئ الساحلي الذي شكلته الوديان الهابطة من الجبال ويتراوح اتساعه ما بين 15 و80 كيلومترا، كما يتجاوز طوله 300 كيلومتر، وهي المنطقة الزراعية الرئيسية في السلطنة، حيث البساتين التي ترويها المياه الجوفية، والباطنة تمتد شمالا من مسقط حتى حدود دولة الإمارات العربية المتحدة.

الجبل الأخضر أشهر جبال السلطنة

وهناك عدة وديان تقطع هذه السلسلة من الجبال أكبرها وادي سمائل الذي يصل بين مدينة مسقط على الساحل وبين ولايتي إزكي ونزوى في الداخل، لهذا يطلق على المنطقة التي تقع فيها سلسلة الجبال إلى الغرب من ذلك الوادي منطقة الحجر الغربي، وفيها يقع الجبل الأخضر وولايات الرستاق ونخل والعوابي وغيرها.

 والمنطقة التي تقع فيها سلسلة الجبال إلى الشرق من وادي سمائل تسمى منطقة الحجر الشرقي وفيها تقع ولايتا سمائل وبدبد وغيرهما، وأعلى قمة في جبال الحجر هي (جبل شمس) في محافظة الداخلية إذ يبلغ ارتفاعه نحو ثلاثة آلاف متر فوق سطح البحر، ويضيق الساحل العُماني عند مرتفعات القرم بمسقط ليصبح الشاطئ صخريا مليئا بالجيوب المائية، كما هو الحال في رأس جنوب مسقط حتى رأس الحد، ومن رأس الحد إلى منطقة فيلم على الشاطئ في خليج مصيرة تمتد رمال الشرقية بطول حوالي (160) كيلومترًا وعرض حوالي ثمانية كيلومترات وإلى الجنوب الغربي من جزيرة مصيرة تقع مساحة شاسعة من الأراضي المستوية الحجرية تعرف باسم (جدة الحراسيس)، بينما تقع إلى الغرب من رمال الشرقية أراض منبسطة صخرية واسعة عرضها حوالي (250) كيلومترًا تتخللها وديان تجري من الشمال إلى الجنوب مثل وادي حلفين ووادي عندام.

 وتقع غربي جزيرة مصيرة شبه جزيرة بر الحكمان، ويفصلها عن جزيرة مصيرة مجرى مائي يبلغ اتساعه (14) كيلومترًا، وتتكون منطقة بر الحكمان من ملاحات بسيطة، وفي بعض المواسم يغطي البحر خمسة كيلومترات من أراضيها، ويعتمد سكانها في حياتهم على صيد الأسماك.

وعلى ساحل بحر العرب يمتد الشاطئ العُماني - محافظتا الوسطى وظفار- مسافة (560) كيلومترًا، حيث تسقط الأمطار الموسمية على حوالي (130) كيلومترًا منها، وتضم سهلًا ساحليًا بعرض يتراوح ما بين ثمانية إلى عشرة كيلومترات، تقع فيه ولاية صلالة، وغيرها من الولايات مثل طاقة ومرباط وسدح ورخيوت وضلكوت، وتزخر الشواطئ الساحلية بمحافظة ظفار بثروة سمكية وافرة منها الروبيان والهامور وكذلك سمك السردين الذي يستخدم الفائض منه علفًا للحيوانات وسمادًا للمزروعات.

جبال ظفار

أما منطقة جبال ظفار فتمتد من الشرق إلى الغرب بطول حوالي (400) كيلومتر من قبالة جزر الحلانيات إلى الحدود مع الجمهورية اليمنية، وبها مناطق جبلية تشكل سلسلة واحدة متصلة أبرزها جبل سمحان في الشرق وجبال القمر في الغرب، ولا يزيد عرض هذه الجبال عن 23 كيلومترًا، وأقصى ارتفاع لها (2500) متر، وهناك (75) كيلومترًا من هذه الجبال تكسوها الخضرة بدءًا من يونيو إلى سبتمبر من كل عام - فصل الخريف - إذ تتميز هذه المنطقة عن بقية مناطق الجزيرة العربية بهبوب الرياح الموسمية عليها الآتية من الجنوب الغربي في فصل الخريف، الذي تتحول فيه محافظة ظفار إلى مصيف متميز بسبب هطول الأمطار وانتشار المراعي، كما تنمو على بعض أجزائها أشجار اللبان التي كانت لها تجارة رائجة اشتهرت بها هذه المنطقة، وكانت مصدر ثروتها في العصور القديمة كما تتفجر منها عيون تتدفق بالماء على مدار العام.