كأس الخليج "شيَّبت" الجوكر على قارب الاستذكار من المنامة الى البصرة

الجماهير الثلاثاء ٢٧/ديسمبر/٢٠٢٢ ١٨:٣٣ م
كأس الخليج "شيَّبت" الجوكر على قارب الاستذكار من المنامة الى البصرة

بغداد-الشبيبة

خصت صحيفة المدى العراقية بقلم الزميل اياد الصالحي موضوع مميز عن الكاتب والاعلامي الاماراتي المعروف محمد الجوكر الذي له صولات وجولات في بطولات الخليج العربي ،لم يهدأ بال الإعلامي الإماراتي محمد الجوكر خلال الأشهر الماضية، مُسَابِقاً الزمن للّحاق بموعد انطلاق كأس الخليج العربي في مدينة البصرة التي تترقّب عرسها الكروي في 6 يناير المقبل، ليزفَّ لها آخر مؤلّفاته عن البطولة التي واكب حضور 17 نسخة من مجموعة 24 تم تنظيمها منذ بدايتها أول مرّة عام 1970 في العاصمة البحرينيّة المنامة.
الجوكر "شيخ الصحافة الرياضية الإماراتية والمستشار الإعلامي لجريدة البيان" أطلق منجزه التوثيقي الجديد (شيّبتني كأس الخليج) مخصّصاً لها 200 صفحة مُفصّلة بـ 9 أبواب كلّ باب يتحدّث عن تفاصيل ذات علاقة بمنشأ البطولة الخليجية ودور قادة الخليج في دعمها وتواصلها وما آلت اليه اليوم من منجز كبير حينما بلغ عمرها 53 عاماً بمرور السنين الجميلة التي تتذكّرها الأجيال المُعاصرة لها سواء فوق المدرّجات أم وراء شاشات التلفزة.
ونظراً لتزامن صدور الكتاب مع انتهاء بطولة كأس العالم 202 في قطر، وما حقّقه المونديال الاستثنائي من نجاح باهر ومشرّف للعرب، خصّص الجوكر الباب الأول لكلمات قادة دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات ، اللذان قدّما التهنئة لسمو الامير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطروالشعب القطري الشقيق في تنظيم البطولة العالمية بنجاح وكفاءة لا تُضاهى، مؤكّدان على أهمية تعزيز منظومة العمل الخليجي المشترك بما يحقّق مصلحة شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتطلّعها نحو التنمية والتقديم والرخاء.
وقدّم الجوكر في الباب الأول أيضاً، لمحة تاريخية للعلاقة بين كأس العالم وكأس الخليج بربطٍ جميل عن فضل البطولة الثانية في تطوّر منتخبات المنطقة، وتعاقدها مع مدرّبين أجانب، الأمر الذي عجّل بتأهّل ممثّلها (الكويت) الى مونديال إسبانيا عام 1982 لأوّل مرّة خليجيّاً، ولحقَ به العراق عام 1986 ثم الإمارات عام 1990 والسعودية عام 1994، واستمرَّ الحضور الى النسخة العربيّة المنتهية في 18 كانون الأول الجاري، التي شهدت مشاركة منتخب قطر رابع الدول الخليجيّة في تاريخ كأس العالم، إضافة الى السعودية..

فكر الشيخ زايد
وجاء عنوان الباب الثاني (محمد بن زايد .. فنّ القيادة ودعم الرياضة) قائد المسيرة الإماراتية التي استلهمت العمل الإنساني والخيري على مستوى العالم من فكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله الذي حرص على غرس حب الرياضة في أنجاله فارتقوا بها وحقّقت الرياضة الإماراتية قفزات هائلة من النجاحات المشهودة عالميّاً، مستفيضاً (الجوكر) بمواقف قادة الدولة في دعم قطّاع الشباب والرياضة عامّة ومنتخب الإمارات خاصّة في كؤوس الخليج المارّة.

أولويّات وتحدّيات
واستعرض في الباب الثالث مسيرة اتحاد الامارات لكرة القدم منذ تأسيسه المُصاحب لتأسيس الدولة عام 1971 وما واجهه اتحاد اللعبة من أولويّات وتحدّيات محليّة وعربيّة وإقليميّة وقاريّة وعالميّة مؤثّرة في الجانبين الإداري والفنّي، واهتمام مؤسّسات الرياضة برفع كفاءة العاملين في المنظومة الكروية، ولم يحصل كلّ ذلك لولا دعم قادة البلد بالمال والمتابعة والتشجيع وتهيئة الملاعب الحديثة ورعاية الأندية واللاعبين وتشجيعهم على صناعة المنجزات، كما حصل في تأهّل الإمارات الى مونديال 90 ووصافته بطل أمم آسيا 96 وتمثيل بعض الأندية الإماراتية في مونديال الأندية، وتضييف مونديال الشباب عام 2003 الذي حصل فيه إسماعيل مطر على لقب أفضل لاعب.

تكريم طفلة عراقية
وخصّص المؤلّف الباب الرابع لمبادرات قادة الإمارات الإنسانية تحت عنوان (العراق في عيوننا) مُسلّطاً الضوء على تكريم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لطفلة عراقية كانت تحمل علم الإمارات في مباراة للأبيض مع أستراليا في رُبع نهائي كأس آسيا، وقامت بتقبيل العلم الإماراتي بشكل عفوي التقطتها عدسات التلفزيون عقب تسجيل علي مبخوت هدفه، فقام الشيخ محمد بدعوتها الى مكتبه لتكريمها برفقة والدتها وشقيقتها نظير مشاعرها الجميلة الأصيلة.
كما استذكر الجوكر مكرمة الشيخ محمد بن راشد لأسود الرافدين بمناسبة تتويجهم بلقب كأس آسيا 2007 لما تجسّده من محبّة وتلاحم شعبي بين البلدين، حيث تمّ تكريم البعثة العراقية بمبلغ 20 مليون درهم (أكثر من 5 ملايين دولار) سُلّمتْ الى الجهازين الإداري والفني واللاعبين في صالة مكتوم بالنادي الأهلي على وقع احتفال الجماهيرية العراقية بالفوز العراقي التاريخي وزعامة القارّة لأول مرّة.
وكذلك تكريم الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان لنجوم دورات الخليج السابقين والذي شمل من العراق عمو بابا المدرب الفائز بثلاث بطولات خليجيّة، وعلي كاظم الهدّاف والمهاجم الخطير، والصحفي قاسم العبيدي لقيامه بتغطية أكثر من بطولة، ومُنح كلّ منهم 100 ألف دولار.

علاقة وطيدة
ومرّ المؤلف في الباب الخامس على حكايات الإمارات مع الكرة العراقية عبر 50 عاماً من العطاء الجميل، في سلسلة طويلة من اللقاءات الثنائيّة خليجيّاً وعربيّاً وآسيويّاً وأولمبيّاً، بدءاً من عام 1970 يوم قام نادي الخليج بزيارة الى محافظة السليمانيّة.
وأنفرد الكتاب بنشر صورة للدكتور جمال صالح مدرب المنتخب الوطني سابقاً أثناء تكريمه من المرحوم الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، حاكم أبو ظبي الأسبق، بعد تسجيله هدفين في مرمى المنتخب الإيراني أثناء حضوره مباراة المنتخبين في طهران عام 1968.
كما استعرض الجوكر العلاقة الطيبة بين اتحادي الكرة العراقي والإماراتي، وأطر التعاون الوثيق بينهما لعقود طويلة شهدت مواقف المساندة لقضايا عراقية كثيرة كان للدور الإماراتي أهميّة في تعضيد جهود العراق دوليّاً وخاصّة في مسألتي رفع الحظر وملف خليجي البصرة، لافتاً الى ضمّ الأندية الإماراتية إداريين ومدرّبين ولاعبين حقّقوا انجازات كبيرة لها طوال 50 عاماً، وأورد الجوكر نتائج 32 مباراة دولية وإقليميّة جمعت المنتخبين الشقيقين في مناسبات مختلفة.

صور وأسرار
وبحر المؤلّف في بطولات كأس الخليج في الباب السادس، بمعلومات ووثائق وصور وأسرار، بعضها يُنشر لأوّل مرّة منذ نسخة المنامة عام 1970 الى نسخة الدوحة عام 2019، مُركِّزاً على أهميّة البطولة الخليجيّة من نواحٍ سياسيّة ورياضيّة وشعبيّة حبّبت كرة القدم لدى دول المنطقة، وحفّزتهم على تطويرها لبلوغ المستويات العالميّة، ومواجهة الفرق الكبيرة، مثلما تمكّن منتخب السعودية من هزيمة الأرجنتين (2-1) في المونديال العربي.
وتوقف الجوكر عند نسخة بغداد عام 1979 بذكريات مُمتعة تحت عنوان (العراق يكسر احتكار الكويت) تداخلت فيه حكايات سياسيّة ورياضيّة واحصائيّات عكست قيمة المنافسة التي جرت في ملعب الشعب الدولي.

ملف 25
ووثّق الباب السابع ملفّ خليجي البصرة بكل حيثيّاته التنظيميّة تحت عنوان (أهلاً في بصرة الفيحاء) بعد 43 عاماً من الانتظار، قبيل أن يحسم اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم القرار لصالح البصرة بتحديد موعدها من 6 الى 19 كانون الثاني 2023 ومباشرة الاتحاد العراقي برئاسة عدنان درجال بتوقيع عقد تنظيم البطولة.

اسماء مؤثرة
أما الباب الثامن فقد ضمّ أبرز الاسماء التي تأثّرت بهم الرياضة الإماراتية، وهُم حسب ترتيب الناشر :المدرب عبد الوهاب عبد القادر، المتواصل في عمله منذ عام 1983، وشيخ المدربين عمو بابا صاحب الانجازات الذهبيّة عراقيّاً وخليجيّاً وآسيويّاً، ومؤيد البدري المعلّق الرياضي الأشهر في منطقة الخليج ومن أهم الداعمين للمنتخبات العراقية في بطولاتها (1976-1990).
كما تناول الجوكر اسماء الصحفيين العراقيين العاملين في وسائل الإعلام الرياضي الإماراتي وهم قتيبة عبدالله (جريدة الوحدة الظبيانية) وسامي عبدالإمام (مجلس دبي الرياضي) وعلي شدهان (جريدة البيان) في دبي.
وكشف المؤلّف أبرز الاسماء التي تولّت رئاسة الشؤون الإدارية في اتحادات الكرة الخليجيّة بعد اعتزالها اللعب، لا سيما ممّن تركت بصمات مؤثّرة في بطولات الخليج.

الختام سلام
وختم محمد الجوكر مؤلّفه الجديد بالباب التاسع (كانت أيام) حيث سرد حكايات موجزة عن شخصيّات لا يمكن أن تنساها بطولات الخليج كلّما افتتحت نسخة جديدة منها، وعن مواقف عاشها باحساس عالٍ بضرورة ديمومة بطولة كأس الخليج كرسالة إنسانيّة تجمع الشعوب على المحبّة والسلام ولا تفرّقهم مهما كانت نتائج منافساتها مؤلمة، فمكر كرة القدم لا يتعدّى المستطيل الأخضر، أما قلوب الجماهير تبقى صافية أبد الدهر.