أين تولى الأنظار في الأزمات؟

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٨/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
أين تولى الأنظار في الأزمات؟

لميس ضيف

رغم أن مجلس التعاون الخليجي لم يرق يوماً لتطلعات الشعوب منذ أن عقدت تلك الدول قرانها في 1981 في عرس بهيج؛ إلا أن لا أحد منا يريد للطلاق أن يقع أو للخصومة أن تتفجر. إن شعوبنا، كحال الأبناء تماماً في أي زيجة، لا يريدون لعائلتهم أن تتفكك أيا كانت مشاكلها أو أزماتها. لذا كان يوم الاثنين الذي وافق العاشر من رمضان يوماً حزينا ومُربكا للجميع. ونحن لا نتحدث هنا عن الحالات الخاصة: كالموظفين في قطر أو القطريين العاملين والمستقرين في مدن خليجية كدبي. ولا عن العائلات المكونة من قطري- قطرية وزوج- زوجة من جنسية خليجية أخرى «والتزاوج شائع جداً بين أهل قطر من جهة وأهل السعودية والبحرين من أخرى». نحن لا نتحدث عن تلك الحالات التي أصبحت- بين ليلة وضحاها- معقدة. بل نتحدث عن العوام الذين لم يؤثر القرار عليهم فعليا بقدر ما أثر عليهم وجدانيا.

في تلك الظروف الصعبة. تطلع أهل الخليج- مباشرة- لدولتين: لسلطنة عمان حمامة السلام. ولدولة الكويت ونظامها الحكيم.. فباقي الدول إما منتفعة أو متفرجة أو مؤججة.. ولا تنقاد الدول الخليجية الثلاث لإملاءات أحد في شؤون كهذه لذا فإن تقدير تلك الدول- العميق للأمانة- لحاكمي عُمان والكويت هو طوق النجاة الوحيد من الزلزال السياسي الذي لم تشهد المنطقة له سميا عبر العقود.

إننا على ثقة أن المساعي الخيرة ستُثمر.. فالنشاط الدبلوماسي قد تكثف منذ إعلان الدول الثلاث مقاطعة دولة قطر. ونعرف أن ما نراه وتتداوله وسائل الإعلام ما هو إلا قمة جبل الجليد. وإن لم تُقتلع جذور الأزمة فعلى الأقل سيتم احتواء تداعياتها. فأمن المنطقة اليوم على المحك. ولن يكون الحريق محدود الخسائر. ونستذكر هنا كلمة جلالة السلطان قابوس بن سعيد في الجلسة الختامية للمؤتمر الأول لقمة مجلس التعاون الخليجي عندما قال: «نؤكد على ضرورة تركيز القسط الأوفر من اهتمامنا وجهودنا على أمن منطقتنا واستقرارها إذا أردنا أن نوفر للتعاون بين دولنا المناخ الملائم».
حفظ الله الخليج وأهله. وأبعد عنهم وساوس المستعمرين وشر المؤامرات التي تُحاك بليل. لطالما أستكثر البعض علينا النعمة التي فجرها الله في أراضينا. ولربما استعجلوا استلابها بدق أسفين الفتنة بين الأشقاء.