اختتام أعمال مؤتمر عُمان للاستدامة البيئية في نسخته الأولى

مؤشر الأربعاء ١٨/يناير/٢٠٢٣ ١٢:٥٩ م
اختتام أعمال مؤتمر عُمان للاستدامة البيئية في نسخته الأولى

الشبيبة - العمانية 


 اُختتمت بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض اليوم أعمال مؤتمر عُمان للاستدامة البيئية في نسخته الأولى الذي أُقيم على مدى ثلاثة أيام وشارك فيه عدد من الخبراء والعلماء والمختصّين في المجال البيئي من داخل سلطنة عُمان وخارجها وركّز على محور تغيُّر المناخ وجودة الهواء.

رعى اختتام أعمال المؤتمر صاحب السُّمو السّيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السُّلطان قابوس.

وحضر أعمال المؤتمر أكثر من ٤٠٠ مشارك من حوالي ٢٥ دولة بالإضافة إلى حوالي ١٠٠ مشارك في إكوثون الشباب المُصاحب للمؤتمر الذي نُظم بالشراكة مع مُبادرة /منافع/.

وقال سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر في كلمة له في ختام أعماله إن المؤتمر تضمن العديد من أوراق العمل ركزت على محور مهم يتصل بالتغيُّر المناخي وجودة والهواء وأسهمت النقاشات العلمية للمشاركين في إثرائه.

وأشار سعادته إلى أنّ سلطنة عُمان حققت أفضل تصنيف في المنطقة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسب منظمة رايس التابعة للبنك الدولي حيث حصلت على المرتبة السادسة على مستوى العالم في استخدامات الطاقات المتجددة.

وأكّد سعادته أنّ حصول السلطنة على هذا التصنيف جاء نتيجة جهود كبيرة بذلت من المؤسسات المعنية، وكذلك مجموعة من المبادرات والمشروعات في مقدمتها السياسة البيئية الوطنية في قطاع الطاقة والخطة الوطنية للحياد الصفري وغيرها لافتًا إلى أنّ هذا يُعدُّ حافزًا لبذل المزيد من الجهد والعطاء لتحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية ووفقًا للمؤشرات الحالية في مجال الطاقة النظيفة والقطاع البيئي التي سيتمُّ تحقيقها قبل موعدها.

وقالت نجاح بنت محمد الراشدية المديرة العامة لمركز الابتكار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في كلمة لها إنّ ماراثون (منافع) جاء هذا العام متزامنا مع مؤتمر عُمان للاستدامة البيئية.

وأضافت أنّ هذا الماراثون جاء ليُعطي حلولًا وأفكارًا قابلة للتطبيق تخفف تأثيرات التغير المناخي، وحلولًا أخرى لتفادي أضرار التلوث التي تعاني منه المجتمعات من أثر المصانع ووسائل النقل وغيرها، وأخرى في مجالات متنوعة.

وذكرت أنّ الماراثون يُعدُّ منصة لتحفيز الابتكار والتطوير وتشجيع رأس المال البشري في سلطنة عُمان، واستقطاب المواهب الشابة للمشاركة في إيجاد الفرص الاستثمارية والتجارية التي مصدرها التنوع الأحيائي الفريد الذي تمتاز به السلطنة.

وقالت إننا نؤمن بأنّ برنامج منافع يمثل منصة مميزة، ليس هدفها فقط إيجاد قيمة مضافة من الموارد الوراثية فحسب وإنما اكتشاف رواد أعمال ناجحين يتنافسون في ابتكار منتجات صديقة للبيئة تستفيد من الثروة الطبيعية لسلطنة عُمان من أجل استدامتها وصونها من الانقراض.

وقالت: نسعى لجعل سلطنة عمان مكانًا تنمو وتزدهر فيه الأعمال التجارية المراعية للبيئة وأن تُصبح محورًا تتحول فيها الأفكار والابتكارات العلمية العظيمة إلى منتجات وخدمات حيوية قابلة للتطبيق تجاريًا.

وأكّدت على أنّ برنامج منافع تطور خلال الأعوام الماضية نظير جهود الفرق العاكفة على تحسينه وإيجاد شراكات تخدم أهدافه السامية.

وأشارت إلى وجود تعاون مع جامعة السُّلطان قابوس ممثلةً في مركز الابتكار ونقل التكنولوجيا لاحتضان الفرق الفائزة وسوف يتمُّ من خلاله تطوير المنتج ورفع المستوى المعرفي لأعضاء فنيا وتجاريا وتسجيل الملكية الفكرية لذلك المنتج، كما أنّ هناك تعاونًا مع إحدى شركات القطاع الخاص المتخصصة لتكون مسرعة أعمال لاحتضان الفرق الفائزة لما بعد الحاضنة.

وشَهِدَ المؤتمر في يومه الختامي الإعلان عن فوز أفضل خمس أوراق علمية مقدمة في أعمال المؤتمر حيث فازت نور بنت جمعة البلوشي من جامعة السلطان قابوس عن ورقتها العلمية التكوين الكهربائي الميكروبي كتكنولوجيا حيوية جديدة لعزل ثاني أكسيد الكربون واستعادة الموارد المتجددة من أجل الوصول إلى صافي صفر من انبعاثات الكربون.

كما فازت مها بنت راشد الهنداسية من جامعة صحار عن ورقتها العلمية التنبؤ بجودة رطوبة التربة بالنمذجة المناخية باستخدام مستشعرات إنترنت الأشياء والشبكة الواسعة ذات الشبكة المنخفضة في سلطنة عُمان.

وفازت الدكتورة عذاري بنت عبد الله الزعابية من جامعة السلطان قابوس عن ورقتها العلمية هل يعد تغير المناخ سببًا لارتفاع معدل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في سن مبكرة (أقل من 50 عامًا).

وفازت رانيا عبد الرحمن عثمان أستاذ مساعد في العمارة بكلية عُمان للإدارة والتكنولوجيا عن ورقتها العلمية تطبيق نمذجة محاكاة الطاقة لإزالة الكربون من المباني.

وفازت الورقة العلمية تقييم محولات طاقة الأمواج باستخدام نموذج سوان في ساحل عُمان مع الأخذ في الاعتبار دورها في الحد من تلوث الهواء للدكتور محمد رضا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وتمّ في ختام أعمال المؤتمر الإعلان عن الفرق الخمس الفائزة في ماراثون أفكار التنوع الأحيائي /منافع/ التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وركّز في نسخته الخامسة على ابتكار حلول لمعالجة تحديات تلوث الهواء والتغيُّر المناخي، وجاءت النتائج كالآتي: مداهن/ وسادن/ ونقاء/ وعُمانيم/ وGreens/.

وتقوم فكرة فريق مداهن في صناعة صبغ طبيعي وصديق للبيئة مستخلص من الطبيعة والموارد الوراثية يتميز بعدم وجود رائحة وغير ضار للإنسان والبيئة عكس الاصباغ الكيميائية.

وجاءت فكرة فريق سادن في صناعة العازل الحراري باستخدام كيمياء صديقة للبيئة وإعادة استخدام النفايات الخضراء والمنتج عبارة عن مادة شفافة عازلة للحرارة يتمُّ استخلاصها من سعف النخيل، وتعمل كعازل حراري ومعالج تكنولوجيا النانو ، يتم دهانها على زجاج السيارة من الخارج لمنع الحرارة من الوصول إلى داخل السيارة بنسبة 85 بالمائة.

وتتمثّل فكرة فريق نقاء في تحويل مخلفات القهوة الى كربون نشط واستخدامه في العديد من التطبيقات مثل تجميع ثاني أكسيد الكربون كمادة منقية.

أما فكرة فريق عُمانيم فتمثلت في ابتكار منتج مبيد عضوي من شجرة النيم يستعمل في طرد البعوض بكفاءة عالية وقتل الحشرات الضارة التي تسبب الضرر للإنسان والبيئة.

فكرة فريق Greens تمثّلت في زراعة الأزولا التي يمكنها تقليل مستويات ثاني أكسيد الكربون مع توفير علف الماشية عالي البروتين والأسمدة الغنية بالنيتروجين.

وستحظى الفرق الخمس الفائزة بتقديم خدمات الحاضنة العلمية، وذلك في الفترة من ٢ فبراير إلى ٢٩ يوليو القادمين، تقوم الفرق خلالها بتطوير المنتج والتأكد من جاهزيته، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات العلمية من أجل تحسين وتطوير المنتج، بالإضافة إلى التأكد من حقوق الملكية الفكرية وإعداد الهوية التسويقية لمنتجات الفرق الفائزة وتستغرق هذه المرحلة ٦ أشهر.

ويهدف ماراثون التنوع الأحيائي في سلطنة عُمان (منافع) السنوي إلى تحفيز الابتكار والإبداع وروح المنافسة، ودعم المواهب العُمانية الطموحة في مجال الموارد الوراثية الأحيائية، وإتاحة الفرصة للباحثين والمهتمين ورواد الأعمال في سلطنة عُمان لطرح أفكارهم التجارية المبتكرة القائمة على التنوع الأحيائي، ومساعدتهم على تحويل هذه الأفكار إلى مشروعات تجارية حقيقية ترى النور وتترجم على أرض الواقع لمواجهة التحديات البيئية بالتعاون مع الشركاء المحليين وبدعم من القطاع الخاص.

وشَهِدَ المؤتمر تقديم ٨٠ ورقة عملية تمّ انتقاؤها من بين مئات الأوراق المقدمة ستُنشر في مجلة عملية عالمية محكمة الأوراق وهي (Journal of Environmental Science and Pollution Research (Q1 Journal published by Springer)) مصنفة في التقييم العالمي (5.2 Impact Factor ) لإبراز جهود ومكانة سلطنة عُمان في النشر العلمي والبحثي في المجالات البيئية المتخصّصة في محاور جودة الهواء وتغير المناخ كما نُظِمت حلقات عمل متخصّصة ركزت على طاقة الهيدروجين الأخضر وإدارة الميثان.

وركّز المؤتمر على عددٍ من الموضوعات المتعلقة بجودة الهواء وتغير المناخ ، كإدارة تلوث الهواء وأفضل الممارسات والخبرات العالمية والتشريعات والقوانين واللوائح البيئية، وقياسات تلوث الهواء والنماذج الرياضية العددية لجودة الهواء وتغير المناخ، وجودة الهواء الداخلي والخارجي ومراقبة ورصد عمليات تلوث الهواء في جميع الأنشطة والمواقع والمخاطر البيئية المحتملة، وأحدث التقنيات والابتكارات والتكنولوجيات في مكافحة تلوث الهواء وتقليل آثاره البيئية والاجتماعية والصحية.

وتضمن المؤتمر جائزة الغصن الأخضر للمساهمين والداعمين للعمل البيئي من المؤسسات والأفراد تشجيعًا لإسهاماتهم البارزة والمتميزة في المجالات البيئية المختلفة، كما تضمن معرضًا بيئيًا عُرِض فيه أحدث التقنيات والحلول والتكنولوجيات في مختلف المجالات البيئية.

واستقطب المؤتمر في نسخته الأولى مشاركات صناع القرار والمسؤولين والخبراء والعلماء والأكاديميين والباحثين والمبتكرين والمختصين من مختلف دول العالم، لتبادل الأفكار ونتائج الأبحاث.

وناقش المؤتمر أحدث التطورات والاتجاهات والقضايا في جميع مجالات جودة الهواء وتغير المناخ وركز على دور وأهمية الحد من ملوثات الهواء والمناخ وتقديم أحدث المعارف المتطورة لحماية صحة الإنسان والبيئة ومعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

وجاء المؤتمر بتنظيم من هيئة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وجامعة السُّلطان قابوس ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومؤسسة الرؤية للصحافة والنشر، حيث جاء تنظيمُ المؤتمر في ضوء الأولويات الوطنية لرؤية "عُمان 2040"، بمحورها المتعلِّق بالبيئة والموارد الطبيعية، وفق توجًّهات الحكومة للتعاطي مع هذا المحور الحيوي المهم خلال سنوات تنفيذ الرؤية المستقبلية.

وتتطلع هيئة البيئة من خلال تنظيم النسخة الأولى من "مؤتمر عُمان للاستدامة البيئية"، إلى أن يكون هذا المؤتمر بمثابة منصة نقاشية تقدِّم عُمان للعالم كمركز استراتيجي ومحوريٍّ قادرٍ على تنظيم واستضافة مثل هذه المؤتمرات والفعاليات البيئية الدولية، المعنية بمُعالجة وإدارة الملفات البيئية الملحَّة.

وفي ختام أعمال المؤتمر قام صاحب السُّمو السّيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السُّلطان قابوس راعي المناسبة بتكريم أفضل خمسة عروض علمية في المؤتمر وتكريم الفائزين في مبادرة منافع «إيكوثون الشباب» وأعضاء اللجنة العلمية في المؤتمر.