تعرف أكثر على هبطات العيد في مختلف ربوع السلطنة

مزاج السبت ١٧/يونيو/٢٠١٧ ١٥:١٦ م
تعرف أكثر على هبطات العيد في مختلف ربوع السلطنة

مسقط - العمانية

تعد هبطات العيد إرثا قديما بالسلطنة وهي عبارة عن أسواق تقليدية تقام بمناسبة العيد على مساحات مفتوحة من الأراضي أو تحت ظلال أشجار النخيل والمانجو والغاف أو بالقرب من القلاع والحصون وتشهد إقبالا كبيرا من المواطنين والمقيمين والسياح. وتبدأ فعاليات سوق الهبطات في جميع محافظات وولايات السلطنة قبل 10 أيام من العيد وتستمر إلى ما قبل العيد بيوم واحد وبذلك يسدل ستار الهبطات في السلطنة إلى الموسم المقبل.

ويكون موعد هبطات العيد في مختلف محافظات السلطنة اعتبارا من 24 وحتى 29 من شهر رمضان المبارك، تستهلها ولايتا وادي بني خالد وإبراء بمحافظة شمال الشرقية وولاية بوشر بمحافظة مسقط وفي فنجاء التابعة لولاية بدبد بمحافظة الداخلية، إذ تقام في ولاية وادي بني خالد أربع هبطات متواصلة تبدأ في قرية الخالدية ثم هبطات عمق وسوق المصالحة والحويرية وتستمر إلى 27 من رمضان.

وتستهل قرية الثابتي بولاية إبراء أولى هبطات الولاية الثلاث تليها هبطتا اليحمدي في 25 رمضان ثم السفالة في 26 رمضان، كما تبدأ في 25 من رمضان كذلك هبطة ولاية الحمراء وهبطة (نفعا) التابعة لولاية بدبد.

وفي يوم السادس والعشرين من رمضان تقام الهبطات في ولايات الرستاق وسمائل (سرور) وصور ووادي المعاول وبدية والخابورة والمنترب بولاية بدية، أما في يوم 27 من رمضان فتقام الهبطات في ولايات جعلان بني بوعلي والسويق وبهلاء وبركاء وجعلان بني بوحسن ونخل والسيب وقرية الواصل بولاية القابل، وفي 28 من رمضان تقام الهبطات في ولايات الكامل والوافي والقابل.

وهناك توقيت ثابت لأغلب الهبطات في السلطنة، إّ تبدأ من شروق الشمس حتى الساعة 11 صباحا وتتجاوز أحيانا إلى 1 ظهرا.

وتعد هبطات العيد إرثا حافظت عليه الأجيال المتعاقبة ومن التقاليد العمانية العريقة التي تقام قبل العيد وتحقق عوائد اجتماعية واقتصادية، ويحرص العمانيون على التوافد إليها في الأيام الأخيرة من شهر رمضان استعدادا للعيد.

ويتنقل الكثيرون من هبطة إلى أخرى في الولايات القريبة للبحث في أسواقها عن الأفضل خاصة من اللحوم الحية أو الاستمتاع بالأجواء المصاحبة للهبطات مثل (المناداة) وهي عملية بيع الأغنام والأبقار والإبل في المزاد العلني.

وتمثل هبطة العيد أول أفراح العمانيين بعيد الفطر المبارك خاصة الأطفال الذين يحرصون على حضورها وهم يرتدون أجمل ما عندهم من الملابس إذ تلبي تلك الهبطات احتياجات الأم والطفل معا، وتوفر العديد من السلع والبضائع من ألعاب وملابس جاهزة إضافة إلى شراء الرجال والنساء احتياجاتهم من المواد الغذائية التي يتم بها إعداد العديد من الأكلات العمانية التقليدية ومستلزمات "الشواء". كما تعد تلك الهبطات فرصة للمربين لبيع مواشيهم بأسعار جيدة، إذ يحرص العديد من المواطنين على شراء صغار المواشي والمعروفة باسم (المواليد) لاستخدامها في الوجبة العمانية التقليدية والمعروفة بـ (العرسية) وهي وجبة تؤكل عادة قبل الذهاب إلى مصليات العيد تتكون من الأرز واللحم ويضاف إليها السمن البلدي.

وتشهد هبطات العيد إقبالا كبيرا منذ ساعات الصباح الأولى ويتوافد إليها الناس من مختلف القرى التابعة للولاية بعضهم يرتدي الزي التقليدي العماني والخنجر والعصا وأيضا يأتي إليها الناس من الولايات القريبة والمجاورة.

ومن بين المشتريات التي يحرص العمانيون على شرائها من الهبطات السمن البلدي العماني و(عيدان المشاكيك) المصنوعة من جريد النخيل و(خصفة الشواء) المصنوعة من سعف النخيل إلى جانب الحطب وشراء السكاكين والأدوات المستخدمة في ذبح وتقطيع لحوم العيد وأوراق الموز التي تستخدم في لف (لحم الشواء) قبل وضعها في (التنور) إضافة إلى شراء العسل والتوابل والمكسرات والحلوى العمانية التي تعتبر جزءا مهما وأساسيا ومن واجبات الضيافة العُمانية خصوصا في الأعياد والمناسبات.

كما تشهد العديد من الهبطات بيع الأسلحة التقليدية الخفيفة التي يتزين بها الذكور بمختلف أعمارهم مثل البنادق والخناجر والعصي والأحزمة التقليدية والسيوف والملابس العمانية مثل (المصار والكميم).

وإضافة إلى هبطات العيد التي تقام قبل أيام عيدي الفطر والأضحى توجد هناك أسواق تقليدية أو حديثة في العديد من الولايات منها الأسبوعية المعروفة بأسواق (الأربعاء أو الخميس أو الاثنين)، وأخرى موجودة على مدار العام كسوق مطرح وسوق نزوى والسوق المركزي بمحافظة ظفار وسوق البريمي وسوق صحار.

الجدير بالذكر أنه تقام قبل حلول العيد الذي يشكل مناسبة تتميز بالكثير من الألفة والسعادة والفرح والتكافل عدة أنشطة خيرية لصالح المحتاجين وأسر ذوي الدخل المحدود مثل الأسواق الخيرية التي تقام بمشاركة عدد من المحلات التجارية التي تعرض منتجاتها للجمهور بأسعار مخفضة من أجل توفير مستلزمات المرأة والطفل ويتم تخصيص ريع تذاكر الدخول لهذه الأنشطة لشراء كسوة العيد للأسر المحتاجة.