الطاقة الحرارية الأرضية .. تقرير يكشف الكنز الجديد في سلطنة عمان

مؤشر الخميس ٠٩/مارس/٢٠٢٣ ١٣:٢٦ م
الطاقة الحرارية الأرضية .. تقرير يكشف الكنز الجديد في سلطنة عمان
صورة تعبيرية

مسقط - وكالات

كشف تقرير لمنصة طاقة المتخصصة في شؤون الطاقة، أن "الطاقة الحرارية الأرضية" تعد المستقبل الواعد للطاقة في سلطنة عمان، مشيرا إلى أن السلطنة تتبنى استغلال الطاقة الحرارية الأرضية، من خلال اللجوء إلى تكنولوجيات متقدمة، تمكّنها من تحقيق الاستفادة المثلى منها لدعم قطاع الكهرباء.

ووفق التقرير ففي نوفمبر الماضي 2022، أعلنت الحكومة العمانية توجّهها إلى الاستثمار في مكامن الطاقة الجوفية، بهدف إنتاج الكهرباء النظيفة، بالإضافة إلى تنويع المصادر داخل مزيج الطاقة، ومنح الطاقة المتجددة دورًا أكبر.

كما أعلنت شركة "إس إل بي" الأميركية، التي تقود ابتكارات تكنولوجيا استغلال الطاقة الحرارية الأرضية في سلطنة عمان، تعاونها مع حكومة الدولة الخليجية وجهاز الاستثمار السيادي هناك، لتقييم إمكاناتها وطرق الاستفادة منها، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتهدف سلطنة عمان من خلال استغلال الطاقة الحرارية الأرضية إلى تعزيز قدرات قطاع الكهرباء بمصادر نظيفة إضافية، لا سيما مع اعتماد البلاد بدرجة أكبر على الطاقة المتجددة والنظيفة، بالإضافة إلى التعاون مع الشركة الأميركية لاكتشاف مسارات إزالة الكربون.

خلال العام الماضي 2022، انتهت شركة "إس إل بي" الأميركية، والتي كانت معروفة في السابق باسم "شلمبرجيه"، من مشروع كبير، أجرت خلاله تقييمًا للبيانات المتعلقة بأكثر من 7 آلاف بئر نفطية وغازية وآبار مياه، بهدف تحديد المواقع المثلى لتطوير الطاقة الحراريّة الأرضية في سلطنة عمان.

وأوضحت الشركة أن خبراءها أجروا التقييمات السطحية والجوفية للآبار، بتكليف من الحكومة العمانية، وذلك على مدار 3 أشهر، وذلك باستعمال تكنولوجيات رقمية، تسهم في تسريع عملية تحليل التوقعات، مما يؤدي في النهاية إلى إنجاز منشآت استغلال الطاقة الحرارية الأرضية وتسليمها.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "إس إل بي" الأميركية، جافين رينيك، إن الطاقة الحرارية الأرضية تعدّ من أكثر موارد الطاقة النظيفة الواعدة والمهمة في العالم، إذ إنها من المنتظر أن تؤدي دورًا حاسمًا في تحقيق الحياد الكربوني مستقبلًا.

يشار إلى أن وزير الطاقة العماني معالي سالم العوفي كان قد أعلن في نوفمبر الماضي توافق وزارته وجهاز الاستثمار العماني والشركة الأميركية، على استغلال الطاقة الحرارية الأرضية، ضمن جهود تنفيذ رؤية عمان 2040.

وأوضح أن البيانات والبنية التحتية في سلطنة عمان سيجعلان من هذا التعاون فرصة، لا سيما مع استعمال التقنيات الأكثر حداثة فيما يخصّ استكشاف الطاقة الحرارية الأرضية، وتكثيف جهود التوجه إلى الطاقة النظيفة، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

يشار إلى أنه، في أبريل 2019، أعلنت سلطنة عمان للمرة الأولى حفر 1000 حفرة، بهدف الوصول إلى درجة حرارة 120 مئوية، وهي الدرجة التي يمكن عندها توليد الكهرباء، وفق ما نشرت صفحة مشروعات عمان بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

في عام 2008، بدأت دراسة، استغرقت عدّة سنوات، بتكليف من الهيئة لاستشاري بهدف وضع ملخص لإمكانات موارد الطاقة المتجددة في البلاد، وتحديد العوائق الفنية والاقتصادية أمام استعمالها، وفق ما نشرت هيئة تنظيم الخدمات العامة في سلطنة عمان.

وتوصلت الدراسة إلى أن إمكانات الغاز الحيوي والطاقة الحرارية الأرضية وطاقة الأمواج كانت جميعها محدودة لإنتاج الكهرباء في سلطنة عمان، إلّا أنها أكدت كونها مجدية في المستقبل، وفق ما جاء في الدراسة.

بالإضافة إلى امتلاكها كميات ضخمة من النفط والغاز، تواصل سلطنة عمان مساعيها للحصول على الكهرباء من المصادر النظيفة، مثل طاقتي الشمس والرياح، والطاقة الكهرومائية، بجانب العمل على استغلال الطاقة الحرارية الأرضية.

ويرى الخبراء أن الطاقة الحرارية الأرضية تعدّ مصدرًا نظيفًا، يمكن الاستفادة منها دون أيّ أضرار بيئية، على الرغم من كونها مكلفة، وتحتاج إلى مجهود كبير، لا سيما فيما يتعلق ببناء المحطات المناسبة لاستغلالها وتوليد الكهرباء منها، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويقول علماء جيولوجيون، إن 99% من كتلة كوكب الأرض تتكون من صخور تتجاوز حرارتها 1000 درجة مئوية، لذلك فإن هناك إمكانات جبارة، لا سيما لدى سلطنة عمان لاستغلال باطن الأرض في توليد الطاقة التي تحتاجها البلاد، وفق ما نشرت صحيفة "العرب" العمانية.

تعدّ الطاقة الحرارية الأرضية نوعًا من الحرارة المخزّنة داخل القشرة الأرضية، والتي تُستَخرَج بوساطة الحفر لنقلها إلى السطح باستعمال السوائل، قبل تحويلها مرة أخرى إلى كهرباء أو استعمالها في أغراض أخرى مثل التدفئة.

وتوجد الطاقة الحرارية الأرضية في أعماق الأرض وباطنها، عند طبقات معينة يمكن الوصول إليها بالحفر، وتختلف درجات الحرارة حسب عمق الحفر، إلّا أن أكثرها تطورًا، هي تلك التي يُعثَر عليها في الأنظمة الحرارية المائية، وهي الماء الساخن الموجود في الصخور العميقة.

ويتحدد إمكان استعمال الطاقة الجوفية، حسب درجة الحرارة التي يمكن الوصول إليها عند الحفر، والتي تنقسم في أغلب الأحيان إلى 3 درجات، الأولى هي المنخفضة وتكون أقلّ من 90 درجة مئوية، والثانية هي المتوسطة، وتتراوح بين 90 و150 درجة مئوية، والثالثة هي العالية التي تزيد عن 150 درجة مئوية.

ورغم تعدد أنواع درجات الحرارية، فإن الدرجات الواقعة بين الحدود المتوسطة والعالية هي الملائمة لتوليد الكهرباء، بالإضافة إلى إمكان استعمالها بتطبيقات أخرى، مثل التدفئة والتصنيع وإنتاج الأسمدة والتبريد، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

على الرغم من تعدد طرق وتقنيات إنتاج الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية، مثل محطات البخار الجاف، والبخار السريع والمضغوط، ومحطات الكهرباء ذات الدورة الثنائية، فإن الاتجاه الأغلب يكون بتوليد الكهرباء باستعمال البخار الجاف أولًا، ثم السريع.

وتعمل هذه التقنيات عند درجات حرارة أكبر من 150 مئوية، بينما يمكن اللجوء إلى محطات الكهرباء ذات الدورة الثنائية في حال الرغبة بإنتاج الطاقة من درجات الحرارة المنخفضة، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتعتمد تقنية البخار الجاف على ضخ البخار بشكل مباشر من الخزان الحراري الموجود في باطن الأرض، إذ يوجه إلى التوربينات البخارية في محطات توليد الكهرباء، بينما تعتمد تقنية البخار السريع -الأكثر شيوعًا- على السوائل الحرارية ذات الضغط العالي والحرارة المرتفعة.

وتستعمل تقنية البخار السريعة هذه السوائل الحرارية مرتفعة الضغط والحرارة، لإنتاج الكهرباء من خلال تبخير السوائل، بتعريضها إلى ضغط منخفض، قبل فصلها عن السائل، بهدف تشغيل توربينات التوليد، للحصول على الطاقة.

يشار إلى أن حجم توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية حول العالم بلغ 16 جيجا واط في 2021، إذ تصدّرت الولايات المتحدة دول العالم بإنتاج 3.7 جيغاواط، تليها إندونيسيا بنحو 3.2 غيغاواط، ثم الفلبين 1.9 جيجا واط، لتسبق تركيا التي أنتجت 1.9 جيجا واط.