بالتعاون مع اليابان.. إنشاء مصنع ضخم للحديد المختزل بالدقم قريبًا

مؤشر الاثنين ١٠/أبريل/٢٠٢٣ ١٢:٠٢ م
بالتعاون مع اليابان.. إنشاء مصنع ضخم للحديد المختزل بالدقم قريبًا

مسقط - الشبيبة

وقّعت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة مع شركتيّ كوبي ستيل، الشركة اليابانية الرائدة في صناعة الحديد، وميتسوي وشركائها اليابانية المحدودة، شركة تجارية واستثمارية عالمية، مذكرة تفاهم لإنشاء مصنع للحديد المختزل بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، فيما وقعت الشركتيّن كذلك اتفاقية حجز أرض مع شركة ميناء الدقم ومذكرة تفاهم أخرى مع شركة مرافق المركزية لتزويد المشروع بالكهرباء والمياه.

وقّع مذكرة التفاهم نيابة عن الهيئة معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي، رئيس الهيئة، وعن الشركتين اليابانية وقعها تيتسويا فوكودا، المدير التنفيذي ورئيس العمليات لوحدة أعمال الموارد المعدنية بشركة ميتسوي وماساهيرو موتويوكي، الرئيس التنفيذي ورئيس الأعمال الهندسية في شركة كوبي ستيل، فيما وقّع معهم اتفاقية حجز الأرض ريجي فيرمولين، الرئيس التنفيذي لميناء الدقم، وعن شركة مرافق، وقّع مذكرة التفاهم المهندس عبدالله بن محمد الهاشمي، المدير التنفيذي لشركة مرافق.

جاء ذلك في حفل لتوقيع مذكرات التفاهم واتفاقية حجز الأرض بحضور سعادة ابتسام بنت أحمد الفروجية، وكيلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لترويج الاستثمار وسعادة جوتا ياماموتو، سفير اليابان المعتمد لدى سلطنة عُمان وعدد من أصحاب السعادة والمسؤولين وممثلي الشركات من البلدين.

ومن المتوقع أن ينتج المشروع 5 ملايين طن من الحديد المختزل سنوياً الذي يتميّز بانخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون فيه، وذلك باستخدام تقنية ميدركس المثبتة تجاريًا وفنيًا في هذا المجال. وتهدف شركتيّ كوبي ستيل وميتسوي من هذا المشروع إلى توفير أحد أفضل الحلول للتخلص من الكربون على المدى القريب في صناعة الحديد الصلب، فيما يهدف المشروع على المدى الطويل إلى التخلص التام من الكربون، وذلك باستخدام تدابير معيّنة المتمثلة في توسيع الطاقة الإنتاجية، والتحويل إلى تقليل الهيدروجين واحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه.

وبموجب الاتفاقية، ستقوم شركتيّ كوبي ستيل وميتسوي بإعداد دراسة للأعمال التفصيلية بهدف البدء في إنتاج معادن حديدية تتميّز بانخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون فيها بحلول عام 2027، وسيتم توفير المنتج لمجموعة من العملاء في السوق الآسيوية بما في ذلك شركة كوبي ستيل، بالإضافة إلى الأسواق العالمية الأخرى مثل أوروبا.

هذا وقد أكّد معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي، رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، "بأن جلب هذا المشروع الفريد إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم يمثل إضافة قيّمة إلى مجموعة المشاريع العالمية المعدنية الكبيرة ومشاريع الطاقة المتجددة قيد التأسيس في المنطقة، والتي بدورها ستسهم في استقطاب مجموعة من الصناعات والأعمال الأخرى المتوسطة الحجم والمرتبطة بها. كما أنها ستسهم في تعزيز قطاع صناعة الحديد في سلطنة عُمان، فضلاً عن مساهمتها في تعزيز القيمة المحلية المضافة من خلال دعم الشركات المحلية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتوفير فرص العمل للشباب العُماني".

وأفاد تيتسويا فوكودا، المدير التنفيذي ورئيس العمليات لوحدة أعمال الموارد المعدنية بشركة ميتسوي وشركائها، إلى أن سلطنة عُمان تزخر باحتياطي كبير للغاز الطبيعي اللازم لإنتاج الحديد المختزل، وتعتبر كذلك واحدة من الوجهات المتميّزة عالميًا لاستقطاب مشاريع الطاقة المتجددة مما يجعلها منطقة مناسبة للغاية لإنشاء مشاريع الهيدروجين الأخضر؛ مشيراً إلى أن شركة ميتسوي تربطها علاقات وثيقة بسلطنة عُمان، وذلك من خلال الأعمال القائمة كالاستثمارات في أعمال التنقيب عن النفط والغاز، ومشاريع الغاز الطبيعي المسال، وغيرها من المشاريع الأخرى.

وأكّد، ماساهيرو موتويوكي، الرئيس التنفيذي ورئيس الأعمال الهندسية في شركة كوبي ستيل: "من خلال الشراكة الاستراتيجية بين شركة ميتسوي العالمية والخبرة التجارية الواسعة في قطاع الموارد المعدنية والطاقة جنبًا إلى جنب مع خبرة شركة كوبي ستيل في قطاع صناعة الصلب والتقنيات الهندسية الرئيسية، فإننا سنستمر في المساهمة في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بصناعة الصلب على أمل تحقيق مجتمع داعم للحياد الكربوني".

من جانبه، عبّر ريجي فيرمولين، الرئيس التنفيذي لميناء الدقم، عن سعادته بقيام شركتيّ ميتسوي وكوبي ستيل بتطوير مصنع لهذا النوع من الحديد ذو النسبة المنخفضة لثاني أكسيد الكربون في ميناء الدقم، الأمر الذي سيعزّز بشكل كبير من مكانة شركة ميتسوي في سلطنة عُمان والتي تُعتبر شركة تجارية واستثمارية يابانية لها حضورها العالمي، في حين تشتهر شريكتها كوبي ستيل عالميًا بريادتها في صناعة للحديد والصلب باستخدام تقنية مبدركس الخاصة بها لعملية الاختزال المباشر بالكربون المنخفض، والتي تعتبر على نطاق واسع أن تكون مستقبل صناعة الحديد. وأشار بأنه من المتوقع أن يجلب المشروع استثمارًا أجنبيًا مباشرًا مهمًا، بالإضافة إلى مساهمته في إيجاد عدد كبير من فرص العمل في الدقم.