كيف يتم التخطيط الاستراتيجي عبر الذكاء الاصطناعي؟

تكنولوجيا الثلاثاء ٢٥/يوليو/٢٠٢٣ ١٤:٢٠ م
كيف يتم التخطيط الاستراتيجي عبر الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي

قال عـاطـف بن محمد الزدجالي، باحث بسلك الدكـتـوراه في العلوم الاقتصادية، كلية العلوم القانونية والاقتصادية، إن المقصود بالتخطيط الاستراتيجي عبر الذكاء الاصطناعي هو استخدام تكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة في عملية التخطيط الشامل لأنظمة وإدارة المؤسسات المساهمة في تمكين المديرين في تحقيق الأهداف الطويلة والقصيرة المدى للمنظمة أو المؤسسة مع دعم التفكير البشري بكافة الإمكانيات والمفاهيم والخطط المبنية على أسس علمية سلمية.


وأضاف يتم ذلك من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي المبنية على التعلم الذكي والآلي بناء على المعلومات المدخلة والسجل العلمي والمعرفي المجمع ذاتياً من جميع المصادر الموثوقة مع معالجة البيانات وتحليلها والتنبؤ المستقبلي للنتائج، ويمكن تعريفه أيضاً بمجموع الأدوات المستخدمة في إطار تطوير الاستراتيجيات مثل: تحليل البيانات الضخمة، وتعلم الآلة، والتحليل التنبؤي، والذكاء العام، والتعلم العميق، واستخدام النماذج الرياضية، والتحليلات الإحصائية والتنبؤية، والتي تعتمد على خطوات ومراحل متعددة لكل منها له مسماه الخاص؛ فأول هذه الأدوات المستخدمة هو الذكاء الوصفي؛ والذي يختص بالتحليل بناء على معطيات موجودة بداخل بيئة العمل، ويشتمل هذا التحليل على التقييم لأداء العاملين، والتحليل التنافسي الخاص بالمؤسسة، واستراتيجية التحديث المستمر لأي من المعطيات المتوفرة في المنظمة؛ فهو يسمح بالمرونة في التعامل مع المعطيات الجديدة، وتفسير النتائج في ضوئها، وبناء على المستحدثات الجديدة يتم تفسير تلك النتائج، والعمل على تطويرها، وفقاً لهذا التقييم الذي يتم استخدامه بالأدوات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وتأتي المرحلة الثانية وهي الذكاء التشخيصي المختلفة عن الذكاء الوصفي؛ إذ إنها تعتمد على دراسة شاملة للمؤسسة بدايةً من تاريخها، ومروراً بالأداء والأهداف التي تم تحقيقها منذ تاريخ انطلاقها والاعتماد على تحديد الموارد البشرية، وعوامل التحفيز وصولًا إلى التعرف على كافة العوامل المرتبطة بالمؤسسة، وتأتي المرحلة الثالثة لخوارزميات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التخطيط الاستراتيجي وهي مرحلة الذكاء التنبؤي؛ وتختص هذه الأداة بالتنبؤ بما سوف يحدث من سيناريوهات في المستقبل، وفقاً لما تم في المراحل السابقة، ومن ثم يعتبر مؤشراً على الخيارات والقيم المستقبلية التي يتم التعامل معها، وفقاً للسوق الخارجي، والاستفادة من التجارب السابقة، والتي تزيد من كفاءة ودقة عملية التخطيط الاستراتيجي، وتقلل الاعتماد على الحدس والتكهنات، كما تستخدم أيضاً أدوات للذكاء الاصطناعي كأداة دعم؛ لتعزيز الأداء، من خلال تقديم المساعدة للمسؤولين في تطوير الأداء والإمكانات المستخدمة في عملية التحليل، وهذا ما يحدث في مرحلة الذكاء التشخيصي؛ فيتم استخدام أدوات هذا النوع في حل المشكلات، وفقاً لآليات الإلمام الشامل بعناصر الموضوع، وقد تحل محل توظيف عاملين أو الاستعانة بخبراء من خلال التجارب المختلفة التي تطرحها تلك الخوارزميات عبر الفترات الزمنية والتجارب المكتسبة من الأخرين، وعلى الجانب الآخر يعد الذكاء التنبؤي أهم ما يميز الذكاء الاصطناعي عن العنصر البشري؛ فالذكاء الاصطناعي يساعد في اتخاذ القرارات من خلال مجموعة متنوعة من التقنيات والأساليب والتي من أبرزها تحليل البيانات الضخمة عبر النماذج الذكية التي تتعامل مع المشكلات المعقدة، واتخاذ القرارات الذكية عبر تعلم الآلة، والتعلم العميق للشبكات العصبية الاصطناعية، ومحركات الاستدلال العقلية التي تتعامل وفق قواعد المنطق، والمعرفة المخزنة، والمنطق المبرمج للتفاعل، وتوليد النتائج، وعند التعمق أكثر في التخطيط الاستراتيجي عبر الذكاء الاصطناعي فهناك مفاهيم برمجية ورياضية عميقة بلغة الآلة معقدة تشكل نتاج الثورة الرقمية، ومن أبرز هذه التقنيات الشبكات العصبية الاصطناعية، والتي تشابه نوعاً ما في تكوينها وربطها بالنظام العصبي للكائنات الحية التي تتفاعل مع بعضها البعض، وتقوم بمعالجة المعلومات وتحليلها، وتوليد النتائج، والتصنيف، والتنبؤ، كما يستخدم التحليل الاحتمالي أيضاً المبني على الإحصاءات والاحتمالات، وتحليل العلاقة بين المتغيرات، وتوزيع البيانات للخروج بنتائج دقيقة، وذلك في ظل التوجه العالمي مستقبلاً في الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي المدمج بالتخطيط الاستراتيجي، والذي سوف يعتبر من أهم الأدوات التي تحتاجها كل مؤسسة ومنظمة، والذي سوف يساعد في توقع الاتجاهات، وتحديد المخاطر، وتطوير الخطط والاستراتيجيات، واتخاذ القرارات في ظل عصر الرقمنة، والتنافس العالمي الشديد، وبالرغم مما سبق فإن من أهـم عيوب ومخاطر الذكاء الاصطناعي بأنه يمتلك عـقـل آلـي يفتقر للمشاعر البشرية؛ بالرغم من ضرورة المشاعر عند اتخاذ القرارات المصيرية للموظفين؛ لذا لا غنى عن العنصر البشري مهما تطورت المسميات والبرمجيات.