محمد محمود عثمان يكتب: الجذب السياحي .. وفقر المقومات والمعلومات

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٠/ديسمبر/٢٠٢٣ ١٩:٠٣ م
محمد محمود عثمان يكتب: الجذب السياحي .. وفقر المقومات والمعلومات
محمد محمود عثمان

صناعة السياحة من أهم الصناعات الحديثة التي تهتم بها الدول التي تسعى إلى وجود قاطرة جيدة وسريعة للنمو الاقتصادي وزيادة الدخل ، بشرط توافر مقومات الجذب السياحي وثراء المقومات وضخامة المعلومات والبيانات ، ومهارة الإدارات ، وسهولة الإجراءات ، ومرونة وتطور التشريعات .، وقدرة المطارات وانسياب ومستوى نظافة الطرقات ، والنقل وحركة وكثافة المرور والاتصالات ، وأسعار الصرف والعملات .

حيث تساهم السياحة العالمية بنحو ثلث خدمات التجارة في العالم ، و بنحو 13% من إجمالي الناتج المحلي والعالمي ، ويعمل بها أكثر من 129 مليون عامل في العالم ، لذلك تؤدي دوراً بارزاً ومحوريا في النمو الاقتصادي في العديد من الدول النامية .

باعتبارها نشاطاً مركبا ومتداخلا مع مختلف القطاعات الاقتصادية ، المؤثرة في خطط التنمية، مثل الفنادق والطرق والموانئ والمطارات والمطاعم والمقاهي والقرى والمنتجعات السياحية.

لأن الفقر في هذه العناصر، لا يقدم منتجات سياحية بجودة عالية وأسعار تنافسية وخدمات إضافية ،للحصول على أعلى المنافع الحدية ، التي تجذب السائحين أو المستثمرين وتلبي احتياجاتهم .

وهذا يتطلب تصميم استراتيجية للترويج والتسويق تراعى رغبات السائحين المشروعة بين متعة السفر والراحة والاستجمام ، لأن الإخفاق في التعامل مع أي من هذه العناصر يحقق بالتالي إخفاقات على المستوى التنافسي ، مع الفشل في تطوير السياحة كصناعة ، صانعة للتقدم.

لأن المقاصد السياحية العالمية التي تحرص على المنافسة توفر كل هذه العناصر إلى جانب ما تتمتع به من مقومات جذب طبيعية وثقافية ومرافق خدمية لمختلف أنواع السياحة و شرائح السياح المتعددة الأمر الذي يدعم آلية العرض للمنتجات السياحية لتقابل الطلب المتوقع أو المستهدف .

ويساعد على ذلك الامكانيات والمقومات السياحية المتاحة مثل المواقع التاريخية ﻭ ﺍلآﺛﺎﺭﻳﺔ والحضارية ، و ﺍﻟمناشط ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ والمهرجانات الترفيهية الدولية ، التي استطاعت أن تحجز لها مكانا على خريطة الفعاليات الثقافية والفنية العالمية التي تستقطب شريحة كبيرة من الجمهور من الداخل والخارج .

وكذلك معارض الصناعات التقليدية التي تبرز خصوصيات كل دولة ، والتي يتم الترويج لها من خلال الأنشطة السياحية المتنوعة حتى تسهم في عمليات التنمية المستدامة ، باعتبارها مكون هام في منظومة الثقافة السياحية لكل دولة ، مع مراعاة توفر السلوك والوعي السياحي في التعامل مع السائحين والزائرين بداية من العاملين في المطارات والمنافذ الحدودية ونهاية بسائق التاكسي وعامل النظافة والعامل في السوبر ماركت .

وإلى جانب ذلك لا يمكن أن نغفل الدور الأساسي للمقومات الطبيعية للسياحة، مثل المواقع الجغرافية الأكثر جذبا للسائحين ، وهى تحتاج إلى تكثيف نشر المعلومات والبيانات للتعريف بمميزات الموقع من خلال التسويق و الترويج في كل المواسم السياحية ، حيث تعد الخصائص الجغرافية وتنوعها من أهم العوامل المحددة لبوصلة الحركة السياحية العالمية صيفا وشتاء .

 لأن الفقر في المعلومات والبيانات حول المقاصد السياحية وما تتميز به ،هو السمة السائدة عند الدول العربية التي لازالت تتغني بتطوير السياحة واعتبارها من أهم بدائل تنوع مصادر الدخل، التي تحكمها أيضا العوامل السوسيو اقتصادية ، حيث تتأثر الوجهات السياحية بمدى استقرار الوضع السياسي والرواج الاقتصادي و أسعار الصرف و الفائدة.

وسوف تكون الحاجة إلى ذلك أكثر إلحاحا مع تطبيق التأشيرة الخليجية الموحدة التي تعطي المزيد من الخيارات أمام المواطنين والمقيمين ، لتعزيز حركة السفر والتنقل أمام السياحة البينية العربية