عيسى المسعودي يكتب: المقاطعة تكشف الحقيقة

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢١/ديسمبر/٢٠٢٣ ١٦:٤١ م
عيسى المسعودي يكتب: المقاطعة تكشف الحقيقة
عيسى المسعودي

منذ بدأ الحرب المتهورة والمسعورة والغاشمة ( اوصفها كما تشاء ) من الكيان الاسرائيلي ضد الابرياء من الاطفال والنساء وكبار السن في مدينة غزة الفلسطينية ، قام العمانيين بالعديد من الخطوات التي تؤكد التضامن والتعاطف مع الشعب الفلسطيني من خلال جمع التبرعات وارسال المساعدات الانسانية عبر مجموعة من الجمعيات والهيئات الخيرية وهذا ليس بغريب على العمانيين في مثل هذه المواقف ، وكذلك الحكومة قامت بادوار عديدة في هذا المجال ولاتزال تقوم بها لدعم الاخوة الفلسطينيين في هذه الحرب الغير متكافئة والمصيرية في نفس الوقت ، وكذلك من الامور التي بدأ العمانيين تطبيقها كدعم مباشر للقضية الفلسطينية وللتأثير على وقف هذا العدوان الغاشم والحد من ارتكاب المزيد من هذه المجازر في حق الابرياء البدء في تنفيذ المقاطعة الاقتصادية لكافة المنتجات التي تدعم الكيان الاسرائيلي وارسال الرسائل عبر قنوات التواصل الاجتماعي لتوضيح اهداف المقاطعة والتعريف بالمؤسسات والعلامات التجارية التي يجب مقاطعتها نصرة للشعب الفلسطيني ورغم اننا لانملك نتائج او دراسة ميدانية لهذه المقاطعة لكن يكفي ان لدينا شواهد ودلائل تؤكد على نجاح المقاطعة وبنسبة كبيرة فالشعب العماني اثبت مجدداً انه واعي لقضايا الامة ويعرف واجبة بالضبط لدرجة باننا وجدنا الاطفال يسابقون في تنفيذ المقاطعة قبل الكبار فوجدناهم يسألون عن اسماء المنتجات والعلامات التجارية التي يجب مقاطعتها وعدم شرائها ولقد نجحوا وبشكل كبير في ذلك ووجدنا العديد من العلامات التجارية والمؤسسات التي تقدم هذه المنتجات توقفت او قامت بتقديم عروض حصرية وتحطيم للاسعار لمواجهة هذه المقاطعة القوية ولكن دون جدوى فالشعب العماني واعي ويدرك مسؤولياته وقال كلمته في مثل هذه المواقف والظروف ، لذلك بدأ العديد من افراد المجتمع يبحثون ويكتشفون بدائل لهذه المنتجات او العلامات التجارية التي تم مقاطعتها والحمدلله اكتشف الجميع ان المقاطعة اثبتت لهم انه يمكن وبكل سهولة من تغير اولا نمط حياتهم للافضل وثانياً تغير العديد من المنتجات الاجنبية بمنتجات عمانية او خليجية او عربية موجودة بالفعل وذات جودة عالية وبسعر ممتاز ويمكن الاعتماد عليها كذلك اثبتت المقاطعة ان هناك العديد من المنتجات الاجنبية وخاصة الغذائية هي منتجات غير صحية وتؤثر على صحة الانسان وان الابتعاد عنها مكسب كبير ويحافظ على الصحة فاصبحت لدى عدد كبير من افراد المجتمع قناعة كبيرة بضرورة الاستمرار في تغير نمط حياتهم والابتعاد عن الاعتماد على المنتجات والمستلزمات ذات العلامة التجارية الاجنبية خاصة التي لها بدائل وهي كثيرة والحمدلله وعلينا ان نكون اكثر وعياً في هذا الجانب فالمقاطعة يجب ان لاتكون وقتية وانما راسخة ومستمرة .

ان نهج المقاطعة والاستمرار فيها يعيد لنا في الواجهة مجدداً اهمية دعم المنتجات العمانية وتعزيز مفهوم " صنع في عمان " وان يكون بالفعل المنتج العماني هو خيارنا الاول اثناء التسوق وخلال رغبتنا في شراء العديد من المستلزمات المختلفة وهنا علينا ان نؤكد على نقطة في غاية الاهمية وهي تعزيز ثقافة المجتمع بهذا الموضوع وزيادة الوعي باسماء وانواع المنتجات العمانية وان تكون لدينا خطط تسويقية وترويجية مستمرة وطوال العام وليس لفترة محددة لاننا في سوق تنافسي يحتاج لمزيد من الجهد والعمل ومن الامور المهمة والتي كشفتها المقاطعة واصبحت امامنا كحقيقة يجب التعامل معها ان المؤسسات المعنية في الحكومة عليها اعداد وتنفيذ الخطط في تعزيز مفهوم الامن الغذائي وتخصيص الميزانية التي تضمن تنفيذ مشاريع الامن الغذائي حتى نستطيع الاعتماد على انفسنا فمثل هذه المواقف والظروف التي تحدث في منطقتنا وفي العالم مؤشرات مهمة تدق ناقوس الخطر بحيث يجب ان نوليها الاهتمام الاكبر وان يكون لدينا في المستقبل القريب جداً منتجاتنا المحلية الغذائية التي تكفينا وخاصة المنتجات الاساسية وعلينا ان نأخذ العبر والتجارب لما حدث مع كثير من الدول التي واجهت ظروف صعبة ولكنها قامت بخطوات مهمة وسارعت في تنفيذ مشاريع تضمن لها الاعتماد على نفسها وعدم الاعتماد على الاخرين وهنا يجب ان نركز على المنتجات الضرورية وليس المنتجات او المستلزمات الاستهلاكية وان نبدا في تنفيذ المشاريع المعقولة والضرورية والتي يحتاجها المجتمع حتى نسطيع فعلا الاعتماد على انفسنا ، ان ماحدث ويحدث في غزة يدق ناقوس الخطر على كافة الدول دون استثناء ليس فقط فيما يتعلق بظروف الحرب ونتائجها وانما على أهمية وضرورة قيام حكومات الدول بمسؤولياتها في تعزيز امكانياتها المحلية والاهتمام بمنتجاتها وصناعتها المحلية فالاستثمار في هذا المجال مهم وله مردود كبير على كافة قطاعات الدولة وايضا على المجتمع بشكل خاص ، اننا نأمل خلال الفترة المقبلة القريبة ان نشهد استراتيجية واضحة وشاملة ضمن رؤية عمان 2040 تتعلق بتنفيذ مشاريع تعزز من الصناعة المحلية ومن الامن الغذائي الذي يعتبر اولوية قصوى بحيث لانعتمد في المستقبل على اي جهة اخرى او منتجات وصناعات اجنبية فالوقت قد حان للتغير وللاعتماد على انفسنا فقط .

Ias1919@hotmail.com