محمد بن حمد العامري يكتب: لماذا هذا التهاون في استكمال طريق الشرقية السريع

مقالات رأي و تحليلات السبت ١٣/يناير/٢٠٢٤ ١٧:٠٦ م
محمد بن حمد العامري يكتب: لماذا هذا التهاون في استكمال طريق الشرقية السريع
محمد بن حمد العامر

طريق الشرقية السريع يخدم محافظتي شمال وجنوب الشرقية ويربطهما بالمحافظات العمانية الأخرى، ويعتبر أحد شرايين التنمية الاقتصادية بالدولة، شكّل هذا الطريق مساراً سريعاً، ساهم في انسيابية الحركة المرورية ً بين ولايات التي يمر عليها الطريق، مما كان له الأثر الكبير في تسهيل عملية تنقل الأفراد والبضائع من والى محافظتي شمال وجنوب الشرقية بكل ديناميكية.

ويبلغ طول هذا الطريق حوالي (246) كيلومترًا. يبدأ من ولاية بدبد وينتهي بولاية صور العفية، قامت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ،( وزارة النقل والاتصالات ، مسماها القديم ) ، بتوقيع عدة اتفاقيات بإنشائه، وتم تجزئة مشاريع انشائه على مرحلتين، قد انتهت المرحلة الأولى بجزئيها ، والتي تبدأ من تقاطع بدبد – الرسيل – نزوى المزدوج مرورًا بولايات سمائل والمضيبي ودماء والطائيين وحتى تقاطع مصرون بولاية إبراء بطول (115) كيلومترًا.

أما المرحلة الثانية تشتمل على جزئين أيضا و تبدأ من تقاطع مصرون بولاية إبراء وحتى ولاية صور مرورًا بولايات القابل وبدية ووادي بني خالد والكامل والوافي وصور بطول إجمالي (131) كيلومترًا. وقد انتهى الجزء الأول منها حتى ولاية الكامل والوافي.

وفي عام 2014، وتحديدا في شهر يونيو من نفس العام، وقعت وزارة النقل والاتصالات سابقا، اتفاقية شملت مشروع ازدواجية طريق بدبد صور (المرحلة الثانية) (الجزء الثاني) بطول (56) كم والتي تبدأ من ولاية الكامل والوافي وانتهاء بولاية صور، والمبرمة مع احدى شركات القطاع الخاص، ذات الدرجة الممتازة، بالاشتراك مع إحدى الشركات الإسبانية، وبلغ قيمة الاتفاقية آنذاك (91.300,000) واحد وتسعون مليوناً وثلاثمائة ألف ريال عُماني، لكن المستغرب والذي يثير الدهشة والاستغراب ، فبعد مرور عشر سنوات تقريبا من توقيع الاتفاقية والتي تقترب من استكمال عقدها الأول، فان الجزء الثاني من المرحلة الثانية من الطريق لم يرى النور حتى الآن.

يدرك مستخدم الطريق بانه بمجرد الوصول الى دوار مؤقت على الطريق بولاية الكامل والوافي، بان رحلة طريق الشرقية السريع ذو الكفاءة العالية قد انتهت ، ليتحول الطريق الى مسار آخر وهو استخدام الطريق القديم (الكامل والوافي – صور) ، والذي تنعدم فيه الى حد كبير متطلبات السلامة المرورية ، وقد تسبب ذلك في العديد من الحوادث التي كانت نتيجتها مأساوية.

ومن غير الواضح لماذا تأخر استكمال هذا الجزء من الطريق على الرغم من الميزانيات الضخمة التي ترصد للطرق، بالإضافة إلى أن الخدمات على الطريق القديم (الكامل والوافي – صور) قد تكون الى حد كبير منعدمة جدا ، فالطريق الحالي الذي يربط ولايتي الكامل والوافي – صور ، فقد صلاحيته لاستيعاب الحركة المرورية المتزايدة ، فكأن السير في هذا الطريق يعود بنا إلى الوراء عشرات السنين للأسف.

ومن المستغرب ألا يعطى هذا الطريق الاهتمام المطلوب على الرغم من أنه حيوية الحركة المرورية عليه لا تقل عن الطرق الأخرى، مثل طريق الرسيل - بدبد ، الذي أصبح أفضل حالا وأكثر أمانا، ، اضف الى ذلك ، ان إعلان باختيار ولاية صور عاصمة للسياحة العربية 2024م ، قد يترك انطباعا غير إيجابي للزائرين لولاية صور .