محمد بن حمد العامري يكتب: وماذا بعد اختيار صور عاصمة للسياحة العربية ؟

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢١/يناير/٢٠٢٤ ١٦:٢٩ م
محمد بن حمد العامري يكتب:  وماذا بعد اختيار صور عاصمة للسياحة العربية ؟
محمد بن حمد العامري
اعلنت المنظمة العربية للسياحة عن اختيارها مدينة صور العمانية عاصمة للسياحة العربية لعام 2024، خلال دورتها السادسة والعشرين بالعاصمة القطرية الدوحة في ديسمبر الماضي، ومن الأهداف المرجوة من فكرة مدينة السياحة العربية تشجيع حركة السياحة العربية – العربية البينية، مع إبراز الخصوصية لكل مدينة، اضافة الى القيمة السياحية للمدينة التي يتم اختيارها ودورها في دعم صناعة السياحة العربية، وفي التواصل مع الثقافات والحضارات الأخرى، ومن أهم مبادئ اختيار وترشيح مدينة السياحة العربية، أن تتمتع الدولة التي تقع بها عاصمة السياحة العربية بمزايا تتعلق بدرجة الأمن والاستقرار، وتسهيلات الدخول، وتنامي مؤشرات حركة السياحة العربية والدولية إليها. ومع بدء الاجازة الشتوية التي يقضيها طلاب الجامعات والكليات والمدارس في منتصف العام الدراسي الحالي، لم تعلن وزارة التراث والسياحة، حتى الآن، خطة تفعيلها للموسم السياحي لمدينة صور، والذي يثير حفيظة الكثيرين من المتابعين والمهتمين بهذا الحدث السياحي المهم على الاقتصاد الوطني، مما سيدفع الكثير من المواطنين والمقيمين للبحث عن وسائل الترفيه والسياحة خارج حدود الوطن، ولا ندري ما هي الأسباب التي تجعل المسؤولين بوزارة التراث والسياحة من بقاء الخطة السياحية لمدينة صور حبيسة الأدراج.
والمطلوب حالياً من وزارة التراث والسياحة اختيار شعار الترويج السياحي لعاصمة السياحة العربية بحيث يعبر عما تزخر به المدينة، وخاصة صناعة السفن، وذلك من أجل ترسيخ ذلك الشعار في ذاكرة الأشخاص داخل وخارج الوطن العربي، بحيث يبقى كشعار ترويجي ثابت لتلك المدينة، وتنفيذ عدد من البرامج والفعاليات بمناسبة اختيار مدينة صور العفية عاصمة السياحة العربية. ويجب على وزارة التراث والسياحة أن تقيم معلماً بارزاً في مكان ما فيها ليكون ذكرى للمناسبة، وبالتالي يصبح أحد المزارات السياحية، ويتم تخصيص صفحة خاصة لهذه المعالم والترويج لها في الموقع الإلكتروني للمجلس الوزاري العربي للسياحة والمنظمة العربية للسياحة.
يجب على الوزارة أيضا أن تضع في أولى أولياتها على اعداد خارطة جديدة للاستثمار السياحي في مدينة صور عاصمة السياحة العربية، متضمنة الدليل الإجرائي للاستثمار السياحي بالمدينة، وإعداد قاعدة بيانات للمواقع القابلة للنمو السياحي والشركات الاستثمارية بالمنشآت السياحية، ودعم توجه الشباب العماني الراغبين في الاستثمار ، بأنشاء شركات سياحية في المشروعات السياحية الصغيرة والمتوسطة، وتقديم شتى أنواع الدعم الفني والإداري ، وتسهيل الدخول للفرص الاستثمارية للمشاريع الواعدة السياحية، ومساعدة المستثمرين للحصول على الدعم من الجهات المقدمة للحوافز، وعقد مذكرات تعاون مع الجهات الداعمة للمشاريع السياحية، وبذل الجهود في تطوير وتحديث آليات العمل مع الجهات الداعمة للمشاريع السياحية، مع التركيز على إقامة منتديات ومعارض مختصة بالاستثمار السياحي والمقومات السياحية في مدينة صور. يجب أيضا على وزارة التراث والسياحة بتبني خطة ترويجية إعلامية، يتم من خلالها تفعيل دور الأعلام المرئي والمسموع للترويج السياحي للمدينة وتشجيع الشركات العاملة في مجال المعارض بتنظيم المعارض السياحية بالمدينة ، ودعم إيجاد شبكات تسويق وترويج لتسويق السياحي في مدينة صور عبر المكاتب والوكالات السياحية وشركات الطيران المحلية والعربية والدولية، من خلال استهداف الأسواق العربية والعالمية ببرامج تسويقية وإعلانية مشتركة لاستقطابها لزيارة مدينة السياحة العربية.