الأمم المتحدة تحذر ميانمار من ضياع «الفرصة الأخيرة»

الحدث الاثنين ١٨/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:١٨ ص
الأمم المتحدة تحذر ميانمار من ضياع «الفرصة الأخيرة»

عواصم – – وكالات

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جويتريس، إن زعيمة ميانمار، أونج سان سوتشي، لديها فرصة أخيرة لعكس الأوضاع ووقف هجمات الجيش التي دفعت مئات الآلاف من مسلمي الروهينجا إلى الفرار خارج البلاد، معربًا عن اعتقاده بأن الجيش ما زال له اليد العليا في العديد من الجوانب بهذا البلد.

وطالب جويتريش - في تصريحات خاصة أدلى بها لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أذاعتها، أمس الأحد - سوتشي، باحتواء أزمة مسلمي الروهينجا، محذرًا من أنها إذ لم تقم بفعل ذلك في الوقت الحالي، فإن المأساة ستكون مروعة.
ووصف جويتريش، الوضع في ميانمار حاليًا بـ»المعقد»، كما أكد أهمية ممارسة جميع أنواع الضغوط على الجيش في هذا البلد في الوقت الحالي لضمان وقف المذبحة، على حد وصفه، وشدد على أهمية السماح لمسلمي الروهينجا الفارين من أعمال العنف بالعودة إلى بلادهم في أقرب وقت.
يشار إلى أن حكومة بنجلاديش، كانت أعلنت مؤخرَا عزمها تخصيص قطعة أرض لإقامة مخيم جديد لإيواء مسلمي الروهينجا الذين فروا من العنف في ميانمار المجاورة، حيث دفعت أعمال العنف أكثر من 400 ألف من الروهينجا إلى الفرار من ميانمار ذات الأغلبية البوذية، ويوجد الكثير منهم في مخيمات وملاجئ مؤقتة منتشرة على طول الطرقات وفي الحقول المفتوحة في منطقة «كوكس بازار» على الحدود.

مزاعم مستمرة

من جهته دعا قائد الجيش البورمي، الجنرال مين أونج هلاينج، البلاد إلى الاتحاد حول قضية الروهينجا، الأقلية المسلمة التي اعتبر أن لا جذور لها في بورما، والتي يواجه جيشه اتهامات بممارسة التطهير الممنهج ضدها. ويقول الجيش البورمي، إن العمليات التي يقوم بها في شمال ولاية راخين تهدف إلى القضاء على متمردي الروهينجا، الذين هاجموا مراكز الشرطة في 25 أغسطس، إلا أن أعمال العنف عمت المنطقة الحدودية وتسببت بنزوح أكثر من 400 ألف من الروهينجا إلى بنجلاديش، حيث رووا أن جنودا يرتكبون مجازر بحق مدنيين ويحرقون قرى بكاملها.
ورأى قادة الأمم المتحدة، أن الحملة العسكرية تحمل جميع بصمات التطهير العرقي للروهينجا، الأقلية المحرومة من الجنسية والتي تعاني من الاضطهاد والقمع منذ سنوات.

قضية شائكة

ولطالما شكلت أوضاع مسلمي الروهينجا موضوعًا شائكًا في بورما، حيث يعتبر العديد من البوذيين الذين يشكلون غالبية في البلاد أن الروهينجا مهاجرون غير شرعيين من بنجلاديش وينكرون وجود آتنية الروهينجا ويصرون على أنهم بنجاليون.
وكرر الجنرال، مين أونج هلاينج، هذه النظرية في تعليقات نشرها على صفحته على موقع «فيس بوك»، السبت، وكتب «يطالبون بالاعتراف بهم كروهينجا، الجماعة التي لم تكن يومًا مجموعة اتنية في بورما، قضية البنجاليين قضية وطنية ونحتاج إلى الوحدة لجلاء الحقيقة».
ويأتي دفاع الجنرال أونج هلاينج، عن العمليات التي يخوضها جيشه، وسط إدانات دولية لأعمال العنف التي القت على بنجلاديش مهمة شاقة بإيواء وإطعام اللاجئين الذين يتدفقون إليها، فيما تتعرض الزعيمة البورمية، أونج سان سو تشي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، لسيل من الانتقادات على الساحة الدولية بسبب صمتها بشأن القمع الذي تتعرض له أقلية الروهينجا، والتي طلبت من حكومتها الإشارة إليها بصفة «مسلمي ولاية راخين».
وستتوجه الزعيمة البورمية بخطاب إلى الأمة، بعد غد الثلاثاء، تتناول فيه الأزمة في ولاية راخين لتخرج بذلك عن صمتها للمرة الأولى منذ اندلاع أعمال العنف، ويترقب العديد من المراقبين خارج البلاد هذا الخطاب على أمل الحصول على تفسير لصمتها حيال هذه الكارثة الإنسانية التي تتكشف يوما بعد يوم، إلا أن مناصري الزعيمة التي تتمتع في بلادها بصورة أشبه بالقداسة لقيادتها خروج بورما من عباءة حكم المجلس العسكري، يقولون إن عليها توخي الحذر من الجيش الذي حكم البلاد على مدى 50 عامًا ولا يزال يتمتع بتأثير قوي فيها.
يذكر أن حكومة بنجلاديش، أعلنت في وقت سابق، اعتزامها إقامة مخيم ضخم لاستيعاب الأعداد الهائلة من مسلمي الروهينجا النازحين إليها هربا من أعمال العنف، التي تُرتكب بحقهم من جانب قوات الأمن في ميانمار منذ نهاية شهر أغسطس الفائت.
وذكر راديو «صوت أمريكا» الليلة قبل الفائتة أن المخيم سيُقام على قطعة أرض على الحدود بين ميانمار وبنجلاديش تبلغ مساحتها نحو 8 كيلومترات مربعة، على أن يتم البناء خلال الأيام العشرة المقبلة.
ومن المنتظر أن يتم بناء هذا المخيم العملاق بمساعدة الجيش البنجالي ومنظمات الإغاثة الإنسانية لمواجهة الأعداد الضخمة من النازحين من الروهينجا الذين وصل عددهم إلى نحو 400 ألف شخص، في خطوة وصفتها الأمم المتحدة بأنها «عمليات تطهير عرقي».
وكانت وزارة داخلية بنجلاديش قد أعلنت في وقت سابق فرض قيود على حركة الروهينجا.. فيما وصف المراقبون هذه الخطوة بأنها تهدف إلى منع ذوبانهم في سكان بنجلاديش، على أمل إعادتهم مرة أخرى إلى بلادهم أو ترحيلهم إلى دولة أخرى ثالثة.